ـ[عمر رحال]ــــــــ[10 - 03 - 08, 02:05 ص]ـ
س17: ذكر أحد الخطباء حديث عثمان بن عفان مرفوعاً:)) لَيْسَ لابْنِ آدَمَ حَقٌّ فِي سِوَى هَذِهِ الخِصَالِ: بَيْتٌ يَسْكُنُهُ، وَثَوْبٌ يُوَارِي عَوْرَتَهُ، وَجِلْفُ الْخُبْزِ، وَالْمَاءِ))، واكتفى بعزوه للإمام أبى عيسى الترمذى وقال: صحَّحه، فأنكر ذلك أحد الطلبة، وقال: قد ضعَّفه الشيخ الألبانى. فما الحكم على هذا الحديث، وهل يكتفى بذكره هكذا لو ثبتت صحته، أم ينبغى بيان وجه دلالته لئلا يتعارض مع حديث)) نعم المال الصالح للعبد الصالح))، وحديث ((دعا رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لخادمه أنس: اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته))، وغيرهما من أحاديث الترغيب فى الغنى؟.
جـ17: الجواب عنه على شقين: [الأول] بيان الحكم على الحديث. فنقول واللَّه المستعان:
هذا الحديث، أخرجه الترمذى فى ((كتاب الزهد)) (2341) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا حُرَيْثُ بْنُ السَّائِبِ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ حَدَّثَنِي حُمْرَانُ بْنُ أَبَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:)) لَيْسَ لابْنِ آدَمَ حَقٌّ فِي سِوَى هَذِهِ الْخِصَالِ: بَيْتٌ يَسْكُنُهُ، وَثَوْبٌ يُوَارِي عَوْرَتَهُ، وَجِلْفُ الْخُبْزِ، وَالْمَاءِ)).
وقَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ)).
وأخرجه كذلك أحمد (1/ 62) و ((الزهد)) (ص21)، وعبد بن حميد ((المنتخب)) (46)، والسهمى ((تاريخ جرجان)) (ص221)، وأبو الشيخ ((طبقات المحدثين بأصبهان)) (3/ 20)، والحاكم (4/ 347)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (5/ 157/6180)، والخطيب ((تاريخ بغداد)) (6/ 183)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (2/ 798/1334)، والمقدسى ((الأحاديث المختارة)) (1/ 455/331،329) من طرق عن عَبْد الصَّمدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا حُرَيْثُ بْنُ السَّائِبِ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ حَدَّثَنِي حُمْرَانُ بْنُ أَبَانَ عَنْ عُثْمَانَ ابْنِ عَفَّانَ به.
وعند أحمد بلفظ:)) كُلُّ شَيْءٍ سِوَى ظِلِّ بَيْتٍ، وَجِلْفِ الْخُبْزِ، وَثَوْبٍ يُوَارِي عَوْرَتَهُ، وَالْمَاءِ، فَمَا فَضَلَ عَنْ هَذَا؛ فَلَيْسَ لابْنِ آدَمَ فِيهِ حَقٌّ)).
وتابعه عن حريث: أبو داود الطيالسى، ومسلم بن إبراهيم الفراهيدى.
فقد أخرجه الطيالسى (83)، والبزار (2/ 70/414)، وأبو نعيم ((الحلية)) (1/ 61)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (5/ 561)، والذهبى ((تذكرة الحفاظ)) (2/ 735) جميعاً من طريق الطيالسى ثنا حريث بإسناده نحوه.
وأخرجه ابن الأعرابى ((الزهد وصفة الزاهدين)) (82) عن محمد بن إسماعيل الصائغ، والعقيلى ((الضعفاء)) (1/ 287) عن إبراهيم بن محمد، والطبرانى ((الكبير)) (1/ 91/147) والبيهقى ((شعب الإيمان)) (5/ 156/6179)، والمقدسى ((الأحاديث المختارة)) (1/ 455/330) ثلاثتهم عن علي بن عبد العزيز البغوى، ثلاثتهم قال ثنا مسلم بن إبراهيم الأزدي ثنا حريث بن السائب بإسناده بنحوه.
وقال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)).
قلت: وهو كما قال، فهذه أسانيد متصلة، مصرَّحٌ بسماع رواتها بعضهم من بعض، حتى الحسن البصرى الذى يخشى تدليسه مصرِّحٌ بسماعه للحديث من حمران مولى عثمان، ورجالها ثقات كلهم رجال الصحيحين، خلا حريث بن السائب وهو ثقة. قال العباس بن محمد الدورى ((تاريخ ابن معين)) (4/ 133/3555): ((سمعت يحيى يقول: حريث بن السائب البصري. يروي عنه: عبد الرحمن، ووكيع. وهو ثقة)).
ونقله بنصه أبو حفص بن شاهين ((تاريخ معرفة الثقات)) (1/ 74/302) فقال: ((حريث بن السائب البصري. يروى عنه: عبد الرحمن بن مهدي، ووكيع. وهو ثقة، قاله يحيى)).
وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (6/ 234/7507) و ((مشاهير علماء الأمصار)) (ص154) وقال: ((من متقنى أهل البصرة)). وقال العجلى ((معرفة الثقات)) (1/ 290/282): ((حريث بن السائب التميمي لا بأس به)).
¥