* * *
خامسًا: حديث جابر بن عبد الله {.
أخرجه الدارقطني (1/ 322) - ومن طريقه ابن الجوزي في ((العلل)) (1/ 436) - والطبراني في ((الأوسط)) (4/رقم 3545)، والخطيب في ((التاريخ)) (8/ 331)، وابن عساكر (23/ 293)، والبيهقي في ((القراءة خلف الإمام)) (182) عن الحميدي، عن موسى بن شيبة - من ولد كعب بن مالك -، عن محمد بن كليب، عن جابر مرفوعًا بلفظ ((الإِمَامُ ضَامِنٌ، فما صَنَع فاصْنَعُوا)).قال الطبراني: ((لا يروى هذا الحديث عن جابر بن عبد الله إلا بهذا الإسناد، تفرد به: الحميدي)).
وموسى بن شيبة قال أبو حاتم: ((صالح الحديث))، وقال أحمد: ((أحاديثه مناكير)). وذكره ابن حبان في ((الثقات)).
ولعلَّ قول الحافظ في التقريب: ((لين الحديث)) تلخيص جيِّدٌ لحاله، وإن كنت أميل إلى أنه أعلى من ذلك، فإن أبا حاتم من المتعنتين، إذ يغمز بالغلطة والغلطتين، ولعل المناكير التي وقعت في حديثه الحمل فيها على غيره، وتوثيق ابن حبان لهذه الطبقة معتبر، وإنما تساهله في طبقة التابعين ونحوها، وفيمن لم يرو عنهم إلا الواحد أو الإثنان ([14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn14)) ، والله أعلم.
ومهما يكن حاله فلا بأس به في المتابعات بلا ريبٍ.
ومحمد بن كليب قال أبو زرعة: ((مدني ثقة)). وذكره ابن حبان في ((ثقاته)).
وقال مغلطاي في ((شرح ابن ماجه)): ((بسندٍ لا بأس به)).
وقال الحافظ ابن رجب في ((شرح البخاري)) (6/ 259): ((في إسناده مقالٌ)).
ولكن توقف ابن القطان في بيان الوهم (2/ 552) في سماع محمد من جابر، ولا وجه له عندي، فإني لم أر أحدًا رماه بتدليس، فعنعنته محمولة على الاتصال.
وأيضًا فقد ثبت سماعه منه؛ قال ابن حبان في ((ثقاته)) (5/ 362): ثنا إبراهيم ابن خزيم، ثنا عبد بن حميد، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا محمد بن كليب الأنصاري قال: خرج جابر يهدء وأنا معه، فأصابه حجر فنكبه وأوجعه فقال: تعس من أخاف رسول الله r ، وقلت له: يا أبت! مذ كم مات رسول الله r ؟ فقال: يا بنى! سمعته أذناي ووعاه قلبي وهو يقول: ((مَنْ أَخَافَ الأَنْصَارَ فَقَدْ أَخَافَنِى)).
فهذا يفيد سماعه منه، ولكن خولف أبو نعيم؛ خالفه موسى بن شيبة، فرواه عن ابن كليب، عن محمود ومحمد ابني جابر، عن جابر به.
أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (5297)، والبخاري في ((الكبير)) (1/ 53 و7/ 404).
قال الطبراني: ((لا يروى هذا الحديث عن محمد ومحمود ابني جابر إلا بهذا الإسناد، تفرد به: موسى بن شيبة)).
· قلت: رضي الله عنك!
فلم يتفرد به موسى، بل تابعه يحيى بن عبد الله بن يزيد.
ذكره البخاري في ((التاريخ الكبير)) (1/ 53 و 8/ 287).
فإذا سلكنا مسلك الترجيح فلا ريب في تقديم رواية أبي نعيم، ولكن يمكن الجمع بأنه خرج معهم مع جابر وسمعه منه، وسمعه أيضًا من محمود ومحمد، والله أعلم.
* * *
سادسًا: حديث واثلة بن الأسقع t .
أخرجه الطبراني في الكبير (22/ رقم 203)، وتمام في ((الفوائد)) (1213) كلاهما عن حماد مولى بني أمية، عن جناح مولى الوليد، عن واثلة بن الأسقع به.
وجناح هذا ضعفه الأزديُّ، وذكره ابن حبان في ((ثقاته))، وسكت عليه البخاري، وابن أبي حاتم. وحماد: فتركه الأزديُّ.
وله إسنادٌ آخر.
قال تمام (1212): أخبرنا محمد بن عبد الله بن خالد السامري الحافظ، ثنا
عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ثنا محمد بن عبد الملك، عن واثلة قال: سمعت رسول الله r يقول ... فذكره.
ومحمد بن عبد الملك أظنه ابن مروان الواسطي، وثقه مطيَّن، ومسلمة بن قاسم، والدارقطني، وقال أبو حاتم: صدوق.
ولكن هذا معضلٌ، وبين محمد وواثلة مفاوز تنقطع فيها الأعناق!
ثم راجعت ((تخريج فوائد تمام)) للشيخ الدوسري فإذا الحديث فيه (267) عن ابن أبي داود، عن محمد بن عبد الملك، عن يزيد بن هارون، عن عنبسة بن سعيد، عن حماد مولى بني أمية، عن جناح به ([15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn15)).
فعاد إلى السند الأول، وقد تبين ما فيه.
* * *
سابعًا: حديث ابن عمر {.
¥