أخرجه ابن ماجه (981)، والحاكم (1/ 337)، والروياني في ((مسنده)) (1058) عن عبد الحميد بن سليمان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد مرفوعًا بلفظ: ((الإِمَامُ ضَامِنٌ، فَإِنْ أَحْسَنَ فَلَهُ وَلَهُم، وَإِنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهِ وَلا عَلَيْهِمْ)).
وصححه الحاكم على شرط مسلم، وأقره الذهبي!
كذا قالا! وفيه نظر، وعبد الحميد لم يخرج له مسلم، ثم هو ضعيف، ضعفه جمهور المحدثين.
قال البوصيري: ((اتفقوا على ضعفه))، وليس كما قال؛ فقد سئل أحمد عن حديثه فقال: لا أدري، إلا أنه ما كان يرى به بأسًا.
وإن كنا لا نوافق أحمد، لكن لا يقال: ((اتفقوا)) مع خلافه، وراجع لتفصيل الكلام على عبد الحميد هذا في ((جزء مرويات دعاء ختم القرآن)) (248 - 250 / أجزاء) للعلامة بكر بن عبد الله ~.
وقد ذُكر للإمام أحمد هذا الحديث فقال: ما سمعت بهذا قط! ذكره ابن رجب في ((شرح البخاري)) (6/ 182) وقال: ((وهذا يشعر باستنكاره له)).
* * *
رابعًا: حديث أبي أمامة t .
أخرجه أحمد (5/ 260)، وأبو عثمان البحيري في ((فوائده)) (ق43/ 1)، والطبراني في ((الكبير)) (8 / رقم 8097) - وأبو يعلى - كما في ((إتحاف الخيرة)) للبوصيري (2/ 68) - عن حسين بن واقد، عن أبي غالب، عن أبي أمامة عن النبي r : (( الإِمَامُ ضَامِنٌ، والمُؤَذِّنُ مُؤتَمَنٌ)).
وأبو غالب وثقه الدارقطني، وموسى الحمال، وقال ابن معين: صالح الحديث، ووافقه ابن شاهين، وضعفه النسائي وابن سعد، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال الدارقطني: ((يعتبر به)).
· قلت: بل هو فوق هذا، ولكن لا يرقى لدرجة الصحيح.
وبالغ ابن حبان فقال: ((منكر الحديث على قلته))!
أما ابن واقد فوثقه ابن معين، وقال النسائي وأبو زرعة وأحمد: ليس به بأس.
وقال ابن المبارك ([19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=802538#_ftn19)) : (( ليس بحافظ، ولا يترك حديثه)).
ولكن خولف حسين فيه؛ خالفه حماد بن سلمة فرواه عن أبي غالب، عن أبي أمامة موقوفًا بلفظ: ((المُؤَذِّنُون أُمَنَاءُ المُسلِمِينَ وَالأَئِمَّةُ ضُمَنَاءُ)).
أخرجه البيهقي في ((الكبرى)) (1/ 432)، فالصواب في هذا الحديث الوقف، والله أعلم.
ومع هذا حسَّن العراقي سند أحمد في ((تخريج الإحياء)) (1/ 121) وسبقه المنذري في ((الترغيب)) (1/ 134)، وتبعهما الشيخ الألباني في ((الإرواء))!
* * *
خامسًا: حديث جابر بن عبد الله {.
أخرجه الدارقطني (1/ 322) - ومن طريقه ابن الجوزي في ((العلل)) (1/ 436) - والطبراني في ((الأوسط)) (4/رقم 3545)، والخطيب في ((التاريخ)) (8/ 331)، والبيهقي في ((القراءة خلف الإمام)) (182)، وابن عساكر (23/ 293)، عن الحميدي، عن موسى بن شيبة - من ولد كعب بن مالك، عن محمد بن كليب، عن جابر مرفوعًا بلفظ ((الإِمَامُ ضَامِنٌ، فما صَنَع فاصْنَعُوا)).
قال الطبراني: ((لا يروى هذا الحديث عن جابر بن عبد الله إلا بهذا الإسناد، تفرد به: الحميدي)).
وموسى بن شيبة قال أبو حاتم: ((صالح الحديث))، وقال أحمد: ((أحاديثه مناكير)). وذكره ابن حبان في ((الثقات)).
ولعلَّ قول الحافظ في التقريب: ((لين الحديث)) تلخيص جيِّدٌ لحاله، وإن كنت أميل إلى أنه أعلى من ذلك، فإن أبا حاتم من المتعنتين، إذ يغمز بالغلطة والغلطتين، ولعل المناكير التي وقعت في حديثه الحمل فيها على غيره، فقد ذكروا أن الواقدي وابن زبالة رويا عنه، ولم أرهم ذكروا في ترجمته شيئًا أنكر عليه، والله أعلم.
ومهما يكن حاله فلا بأس به في المتابعات بلا ريبٍ.
ومحمد بن كليب قال أبو زرعة: ((مدني ثقة)). وذكره ابن حبان في ((ثقاته)).
وقال مغلطاي في ((شرح ابن ماجه)): ((بسندٍ لا بأس به)).
وقال الحافظ ابن رجب في ((شرح البخاري)) (6/ 259): ((في إسناده مقالٌ)).
وتوقف ابن القطان في ((بيان الوهم)) (2/ 552) في سماع محمد من جابر، ولا وجه له عندي، فإني لم أر أحدًا رماه بتدليس، فعنعنته محمولة على الاتصال.
¥