أخرجهأبو الشيخ في ((الأذان)) - كنز (23163) -، والثعلبي في ((تفسيره)) (4/ 84) عن صالح بن سليمان صاحب القراطيس، حدثني غياث بن عبد الحميد، عن مطر، عن الحسن، عن الرصافي قال: قال عمر ... فذكره.
قال الحافظ في ((الإصابة)) (7/ 460):
((قلت: وصالح بن سليمان هذا ضعيف، وشيخه غِيَاثٌ - بكسر المعجمة ثم تحتانية خفيفة ثم مثلثة - ذكره الذهبي في ((الميزان)) وقال: ((له حديث منكر ما أظن له غيره)) فذكره. قلت: وليس كما ظن، فهذا آخر وقد أورد الخطيب في ((المؤتلف)) ترجمة غياث من رواية يعقوب بن سفيان عن صالح فذكر الحديث الأول موقوفا، ثم قال ... فذكر حديثا طويلا، ولم يصله في رواية بالصحبة)).
· قلت: قد توبع غياث، تابعه إبراهيم بن طهمان، فرواه عن مطر بمثله سواءً.
أخرجه ابن أبي حاتم - ابن كثير (4/ 100) - عن أبي زرعة، عن إبراهيم ابن طهمان، عن مطر، عن الحسن، عن أبي الوقاص عن عمر بن الخطاب t ... فذكره.
ومطر هو ابن طهمان؛ تكلم فيه، وحاصل الكلام أنه حسن الحديث، والحسن مدلِّسٌ، ولم يصرِّح بالتحديث.
وأما أبو الوقاص فقد وقع عند المستغفري وأبي موسى المديني في ((ذيله)) أنه صاحب رسول الله r ، فإن يكن كذلك، وإلا فهو مجهول.
وقد استغرب الحافظ هذا الحديث في ((اللسان)) (3/ 170).
وقد خولف أبو زرعة فيه؛ خالفه غسان بن سليمان، فرواه عن إبراهيم، عن مطر، عن الحسن، عن عمر. فأسقط أبا الوقاص.
أخرجه أبو بكر الإسماعيلي في ((مسند عمر)) - كما في ((مسند الفاروق)) (1/ 144) - عن محمد بن عمرويه الهروي، حدثنا غسان بن (سليمان) ([21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=802538#_ftn21)) به.
· قلت: والوجه الأول أقوى؛ وغسان لم أجد له ترجمة إلا في ((ثقات ابن حبان)) (9/ 1) وقال: ((صدوق))، فهو لا يقاوم أبا زرعة، ولو كان معه عشرة من أمثاله!
وقال ابن كثير: ((إسناده غريبٌ)). فسند هذا الحديث ضعيفٌ، والله أعلم.
وقد روي قوله: ((الإِمَامُ ضَامِنٌ)) من قول عمر بن الخطاب t ، وقد تقدم في حديث ابن عمر.
* * *
وفي الباب مرسل الحسن، ومرسل عطاء.
أما مرسل الحسن: فمرَّ في حديث أبي هريرة t .
وقال ابن الملقن في ((البدر)) (3/ 225): ((قلت: فحديث الحسن يحتج به، وهو العمدة إذًا؛ فإنه انضم إلى إرساله اتصاله من وجوه أخر)).
وأما مرسل عطاء: فرواه الإمام أحمد في ((مسائل صالح)) (2/ 409/1089) قال: حدثنا أبو حفص المعيطي، عن عبد الملك العَرْزَمي، عن عطاء قال: قال النبي r : (( الإِماَمُ ضَامِنٌ، والمُؤَذِّنُ مُؤتَمَنٌ ... )) فذكر الحديث.
· قلت: وهذا سندٌ حسنٌ إلى عطاء، والمعيطيُّ هو عمر بن حفص، قال أبو حاتم: لا بأس به.
* * *
فتبين بهذا أن الحديثَ صحيحٌ عن نبينا r ، وحديث أبي هريرة هو أمثل ما في الباب، بل هو صحيح بذاته - كما بينت -، ولو سلمنا بضعفه فشواهده الكثيرة ترقيه إلى درجة الصحيح بلا ريب، فالحمد لله على توفيقه، وأسأله المزيد من فضله.
([1]) رواه عنه هكذا: ((الأسود بن عامر، وابن الجعد، وأبو غسان، وإسماعيل بن عمرو البجلي))، وخالفهم يحيى بن إسحاق السيلحيني، فرواه عن شريك بسنده بلفظ: ((المُؤذِّنُ أَمْلَكُ بِالأَذَانِ، والإِمَامُ أَمْلَكُ بالإِقَامَةِ، اللهمَّ! أَرْشِدِ الأَئِمَّةَ واغْفِر للمُؤَذِّنينَ)). أخرجه ابن عدي (4/ 12)، وليس بمحفوظٍ كما قال البيهقي في ((الكبرى)) (2/ 19).
([2]) رواه عنه هكذا ابنه عمر، وخالفه عبد الواحد بن غياث؛ فرواه عن حفص بسنده مرفوعًا بلفظ:
((الأذانُ والإِقَامَةُ مَثْنَى مَثْنَى، اللهُمَّ! فَأَرْشِدِ الأَئِمَّةَ واغْفِر للمُؤَذِّنِينَ)). أخرجه ابن حبان في
((المجروحين)) (1/ 263) عن حميد بن علي بن هارون، عن عبد الواحد به. وحميد هذا: كذاب.
([3]) وسيأتي مزيد بيان لروايته.
([4]) وقد زاد زيادة في الحديث يأتي الكلام عليها إن شاء الله تعالى.
([5]) وظنَّ الشيخ أحمد شاكر ~ في ((شرح الترمذي)) أنه قاله في ((السنن)).
([6]) وعزاها العلائيُّ في ((جامع التحصيل)) لابن معينٍ، والذي في ((تاريخ الدوري)) (2430) عن ابن معين قال: قال الثوري ... فذكره.
¥