تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبهذه الأقوال يتبين لك أن سماع العبادلة منه اصح من غيرهم والله أعلم، ولكن طريق قتيبة بن سعيد عن بن لهيعة لم يأتى من طريق العبادلة فهل هو ضعيف؟ لا بل صحيح، فقد ذكر جعفر الفريابى عن بعض اصحابه عن قتيبة، قال: قال لى أحمد: أحاديثك عن بن لهيعة صحاح، قلت: لأنا كنا نكتب من كتاب عبد الله بن وهب، ثم نسمعه من بن لهيعة ا. هـ

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[20 - 02 - 09, 02:48 م]ـ

وفقكم الله.

أرجو -أخي الكريم- أن تتقبل كلامي بصدر رحب، فقد عرضتَ ما لديك، والمفترض أن تكون إذن على قدر تحمل ما يتبع ذلك.

فأولاً: سبق تنبيهك في موضوع سابق إلى قضية من أهم القضايا، لعله لا يجوز لمن يجهلها أن يخرج الأحاديث ويتقحم هذا المجال، وهي قضية المدار:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=159498

لكن الظاهر أنك لم تحفل بذلك.

ثانيًا: في تخريجك قصور شديد، فالباحث يجب عليه التحري والتقصي وبذل كافة الجهد في الأمور التالية:

1 - البحث عن الروايات في المصادر المسندة الأصلية، وقد قصرتَ في ذلك،

2 - الدراسة المتعمقة المبنية على أسس علمية قوية للأسانيد والاختلافات والرواة، وفي بحثك في هذه القضية نوع قصور،

3 - البحث عن أقوال الأئمة وأحكامهم في الحديث محل البحث، وقد قصرتَ في ذلك.

ثالثًا: ألحظ عليك جزمًا في عجلة، وقطعًا فيما يشبه التهور! وليتنا نعلم أنفسنا التروي والتؤدة، و-على الأقل- إيجاد طريق للرجعة.

ولننظر إلى هذا الحديث:

فالحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده والبيهقي في سننه، وهذان مصدران أساسيان، لا يحق لأحد أن يخرج حديثًا -خاصة في الأحكام- دون أن يرجع إليهما.

والحديث فيه خلاف على ابن لهيعة، فقد جاء عنه عن عبيدالله بن أبي جعفر، عن موسى بن طلحة، عن أبي هريرة، وهذا الوجه أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وفاتك أيضًا!

وقد قال الحافظ ابن رجب -في فتح الباري (2/ 86، 87) -: (فأما ما خرجه الإمام أحمد وأبو داود من حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة، أن خولة بنت يسار أتت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يا رسول الله، ليس لي إلا ثوب واحد، وأنا أحيض فيه، فكيف أصنع؟ قال: " إذا طهرت فاغسليه، ثم صلي فيه "، فقالت: فإن لم يخرج الدم؟ قال: " يكفيك الماء، ولا يضرك أثره "، فابن لهيعة لا يحتج برواياته في مخالفة روايات الثقات، وقد اضطرب في إسناده: فرواه تارة كذلك، وتارة رواه عن عبيدالله بن أبي جعفر، عن موسى بن طلحة، عن أبي هريرة، وخرجه الإمام أحمد من هذا الوجه أيضًا، وهذا يدل على أنه لم يحفظه).

ثم اكتفاؤك بعرض سريع لحال ابن لهيعة محل انتقاد، خاصة مع الخلاف الواسع فيه. وبعض الأقوال التي نقلتَها تنصُّ صراحةً على أن الرجل ضعيف في رواية العبادلة وغيرهم -وإن كانت رواية العبادلة عنه أصح-، لكنك مع ذلك رجحت "قبول" رواية العبادلة عنه! ونسبتَ إلى بعض الأئمة ذلك، وفي نسبته إليهم نزاع.

ولم تتطرق لإعلال البيهقي الحديث بالتفرد، وتفرد ابن لهيعة بمثل هذا الحديث محل نظر.

ثم لاحظ الجزم العجول في قولك:

ورواه بن المنذر فقال (أخبرنا ابن عبد الحكم، أن ابن وهب، أخبرهم قال: أخبرني ابن لهيعة ...... الاسناد)،

بن عبد الحكم هو عبد الوهاب بن عبد الحكم بن نافع أبو الحسن الوراق البغدادي، قال النسائي، والدار قطني: ثقة، وقال أبو بكر الخطيب: كان ثقة صالحا ورعا زاهدا، وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".

وهذا الرجل توفي وابن المنذر لعله لم يبلغ العاشرة من عمره، وهو ببغداد وابن المنذر بنيسابور، فكيف روى عنه؟!

ولو بحثت يسيرًا في روايات ابن المنذر عن (ابن عبدالحكم)، ولو خرجتَ الحديث من سنن البيهقي؛ لعرفت من ابن عبدالحكم هذا.

* تنبيه: أقول هذا لما أراه من عرض للبحث وجزم بما فيه واعتماده من الباحث وثناء بعض الإخوة عليه، وكذلك حصل في بحوث أخرى، أما إن كان يعرضه للتعلم والتدرب، فالخطب -مع أنه لم يشر إلى ذلك- أسهل.

والله أعلم.

ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[20 - 02 - 09, 03:09 م]ـ

بارك الله فيكم.

الأخ الفاضل محمد بن حجاج وفقه الله.

زد على العبادلة الثلاثة عبد الله رابعًا! وهو عبد الله بن مسلمة القعنبي. وانظر "التدليس في الحديث" للدكتور مسفر الدميني (ص423).

الأمر الآخر وهو أن عبد الله بن لهيعة مدلس قد عنعنه عن يزيد ابن أبي حبيب وهذه قلما ينبه عليها الباحثون وإليك برهان ذلك:

قال الإمام عبد الرحمن ابن مهدي رحمه الله كما في "الميزان" (2/ 476): "لا أحمل عن ابن لهيعة شيئًا، وقد كتب إلىَّ كتابًا فيه" ثنا عمرو بن شعيب، فقرأته على ابن المبارك، فأخرجه إلىَّ ابنُ المبارك من كتابه، قال: أخبرني إسحاق ابن أبي فروة عن عمرو بن شعيب"أ. هـ.

قال الذهبي في "السير" (8/ 16): "قال سعيد ابن أبي مريم: حدثنا القاسم بن عبد الله بن عمر، عن عمرو بن شعيب بحديث الحريق. ثم قال سعيد: هذا سمعه ابن لهيعة من زياد بن يونس الحضرمي، عن القاسم، فكان ابن لهيعة يستحسنه. ثم إنه بعد قال: إنه يرويه عن عمرو بن شعيب."أ. هـ.

وقال الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/ 185): "وسمعت ابن أبي مريم يقول: كانت كتب حيوة بن شريح عند وصي له قد كان أوصى إليه وكانت كتبه عنده، فكان قوم يذهبون فينسخون تلك الكتب فيأتون به ابن لهيعة فيقرأ عليهم. قال: وحضرت ابن لهيعة وقد جاءه قوم من أصحابنا كانوا حجوا وقدموا، فأتوا ابن لهيعة مسلمين عليه، فقال: هل كتبتم حديثاً طريفاً؟ قال: فجعلوا يذاكرونه ما كتبوا حتى قال بعضهم حدثنا القاسم العمري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم الحريق فكبروا. قال ابن لهيعة: هذا حديث طريف كيف حدثكم؟ قال: فحدثه. قال: فوضعوا في حديث عمرو بن شعيب فكان كلما مروا به قالوا حدثنا به صاحبنا فلان. قال: فلما طال ذلك نسي الشيخ فكان يقرأ عليه فيجيزه ويحدث به في جملة حديثه عن عمرو بن شعيب."أ. هـ.

وذكره برهان الدين الحلبي في "التبيين لأسماء المدلسين" (ص36)، ووتابعه الحافظ ابن حجر في "تعريف أهل التقديس" (ص142)، والدكتور مسفر في المرتبة الخامسة من كتابه "التدليس" (ص422).

وفق الله الجميع.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير