تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الدِّفَاعُ عَنْ حَدِيْثِ: «إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ» المُخَرَّجِ فِي صَحِيْحِ مُسْلِمٍ

ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[03 - 02 - 09, 06:48 م]ـ

هذه هي المشاركة الأولى في هذا المنتدى المبارك.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد:

فقد وقفت على رسالة هزيلة للسيوطي - عفا الله عنا وعنه - وسمها بـ " مسالك الحنفا في والدي المصطفى "، خلص فيها إلى أن والدي ناجيان وليسا في النار، وقد انبرى له من المعاصرين الدكتور الفاضل أحمد بن صالح الزهراني - حفظه الله - وبين وهاء حججه في كتاب سماه "نقض مسالك السيوطي في والدي المصطفى " فجزاه الله خيرا، لكن الدكتور لم يعط مبحث الرد على السيوطي في تضعيف حديث "إن أبي وأباك في النار" حقَّه؛ صحيح أنه صحح الحديث، لكنه لم يحقق بعض الروايات التي أوردها السيوطي لضرب ومعارضة حديث مسلم كحديث: "إذا مررت بقبر كافر، فبشره بالنار" وغيره من الأحاديث المعارضة بما ستراه في ثنايا البحث إن شاء الله تعالى. فأسأل الله العون والتوفيق.

كتبه

أبو فاطمة فواز الشمري

ـــــــ

قال السيوطي (1) - عفا الله عنه -: " فإن قلت بقيت عقدة واحدة وهي ما رواه مسلم عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله أين أبي؟ قال: "في النار" فلما قفى دعاه فقال: "إن أبي وأباك في النار"، وحديث مسلم وأبي داود عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم استأذن في الاستغفار لأمه فلم يؤذن له. فاحلل هذه العقدة. قلت على الرأس والعين: الجواب أن هذه اللفظة وهي قوله أن أبي وأباك في النار لم يتفق على ذكرها الرواة وإنما ذكرها حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس وهي الطريق التي رواه مسلم منها وقد خالفه معمر عن ثابت فلم يذكر أن أبي وأباك في النار، ولكن قال له إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار.

وهذا اللفظ لا دلالة فيه على والده صلى الله عليه وسلم بأمر البتة وهو أثبت من حيث الرواية فإن معمر اثبت من حماد فإن حمادا تكلم في حفظه ووقع في أحاديثه مناكير ذكروا أن ربيبه دسها في كتبه وكان حماد لا يحفظ فحدث بها فوهم فيها ومن ثم لم يخرج له البخاري شيئا ولا خرج له مسلم في الأصول إلا من روايته عن ثابت قال الحاكم في المدخل ما خرج مسلم لحماد في الأصول إلا من حديثه عن ثابت وقد خرج له في الشواهد عن طائفة؟ وأما معمر فلم يتكلم في حفظه ولا استنكر شيء من حديثه واتفق على التخريج له الشيخان فكان لفظه أثبت".

قلت: حديثُ أنس بن مالك – رضي الله عنه – الذي أخرجه مسلم في صحيحه؛ والذي أشار السيوطيُّ إلى ضعف رواية "إن أبي وأباك في النار" فيه؛ بحجة أن معمراً قد خالف حماد بن سلمة، وأن معمراً أثبت من حماد، هذا كلامٌ باطلٌ لا يصح معه تضعيفُ حديث مسلم، وبرهان ذلك ما يلي:

قال الإمام مسلم – رحمه الله – في "صحيحه" (1/ 163): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ أَبِي؟ قَالَ: «فِى النَّارِ». فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ فَقَالَ: «إِنَّ أَبِى وَأَبَاكَ فِى النَّارِ».

أخرجه مسلم في "صحيحه" (1/ 163)، وأبو داود في "سننه" (5/ 235 - ط. عوامة) – ومن طريقه الجورقانيُّ في "الأباطيل والمناكير" (1/ 386) -، وأحمد في "المسند" (19/ 228) و (21/ 332)، وأبو عوانة في "المستخرج" (1/ 93)، وابن حبان في "صحيحه" (578 - الإحسان)، وابن منده في "الإيمان" (3/ 117)، وأبو يعلى في "مسنده" (6/ 229)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 190)، وفي "دلائل النبوة" (1/ 191) من طرق، عن حماد بن سلمة به.

وقال الجورقاني عقب إخراجه الحديث: "هذا حديث صحيح". قلت: الحديث صحيح

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير