تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تخريجُ الأحاديثِ الواردةِ في قطع السِّدْرِ

ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[10 - 03 - 09, 09:03 ص]ـ

تخريجُ الأحاديثِ الوَارِدَةِ في قَطْعِ السِّدْرِ

الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالمينَ، والصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَى محمَّدٍ بنِ عبدِ اللَّهِ سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ أجمعينَ، وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الغُرِّ المَيَامِينَ، وبعدُ:

فَهَذَا مَبْحَثٌ قُمْتُ بِاسْتِلاَلِهِ منْ كِتَابِي: " كَشْفِ السَّتْرِ عَمَّا جَاءَ في شَجَرِ السِّدْرِ " وَإِفْرَادِهِ؛ لأَضَعَهُ بَيَنَ يَدَيْ إِخوانِي مِنْ طَلَبَةِ العِلْمِ مِنْ أَهْلِ الحَدِيثِ؛ لِيَنْتَفِعُوا بِمَا خَلُصْتُ إِلَيْهِ، وَقَدْ سَبَقَنِي الإِمامُ السُّيوطِيُّ _ رحمهُ اللَّهُ _ إِلى التَّصْنِيفِ في هَذَا البَابِ، فَقَامَ بِجَمْعِ الأَحَاِديثِ المُتعَلِّقَةِ بالموضُوعِ في كِتَابِهِ: " رَفْعِ الخِدْرِ عنْ قَطْعِ السِّدْرِ " _ وَهُوَ ضمنُ كِتَابِ: " الحَاوِي للفَتَاوِي "، إِلاَّ أنَّهُ لَمْ يَسْتَوْعِبْ، وَلَمْ يُحَرِّرِ المَسْأَلَةَ كَمَا يَنْبَغِي، فَلَمْ يَشْفِ عَلِيلاً، ولَمْ يَرْوِ غَلِيلاً.

وَقَدْ وَرَدَ في النَّهْيِ عنْ قطعِ السِّدْرِ عَدَدٌ منَ الأحاديثِ، سَأَقُومُ في الأَسْطُرِ القَادِمَةِ بتخريجِهَا، والتَّحقُّقِ منْ أَسَانِيدِهَا؛ لِلْوُقُوفِ عَلَى وَجْهِ الصَّوابِ في هَذِهِ المسألةِ، واللَّهُ المُوَفِّقُ لاَ إِلَهَ غَيْرَهُ.

أوَّلاً: حديثُ عائشةَ _ رضيَ اللَّهُ عنها _.

أخرجَهُ الطَّحاويُّ في " مشكل الآثار " (4/ 117) _ واللَّفظُ لهُ _، والطَّبرانيُّ في " المعجم الأوسط " (5/ 379 _ رقم:5615)، والخطيبُ البغداديُّ في " موضِّحِ أوهامِ الجمعِ والتَّفريقِ " (1/ 46)، وابنُ عساكرَ في " تاريخِ دمشق " (60/ 260 _ 261) من طريقِ مليحِ بنِ وكيعِ بنِ الجرَّاحِ؛ قالَ: حدَّثنا أبي؛ قال: حدَّثنا محمَّدُ بنُ شريكٍ، عنْ عمرِو بنِ دينارٍ، عنْ عمرِو بنِ أوسٍ، عنْ عروةَ بنِ الزُّبيرِ، عنْ عائشةَ _ رضي اللَّهُ عنها _؛ قالتْ: قال رسولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " إنَّ الَّذينَ يَقْطَعُونَ _ كأنَّهُ يعني: السِّدْرَ _ يُصَبُّونَ في النَّار عَلَى رُؤُوسِهِم صَبّاً ".

وَجَاءَ لفظُهُ عندَ الطَّبرانيِّ: " عَلَى وُجُوهِهِم " بدلاً منْ: " عَلَى رُؤوسِهِم ".

قالَ الحافظُ ابنُ عَسَاكرَ: " محمَّدُ بنُ شريكٍ هُوَ: أبو عثمانَ المكِّيُّ، عزيزُ الحديثِ، وثَّقَهُ أحمدُ بنُ حنبلٍ، ويحيى بنُ معينٍ، والحديثُ غريبٌ ".

قلت: مليحُ بنُ وكيعٍ وثَّقهُ محمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ سليمانَ الحضرميُّ، وقال أبو حاتمٍ الرَّازيُّ: " صدوقٌ " _ كَمَا في " تاريخِ دمشقَ " (60/ 262 _ 263) _، وَذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " (9/ 195) وقال: " مُسْتقيمُ الحديثِ "، وبقيَّةُ رجالِ السَّندِ ثقاتٌ.

وَتَابَعَ مليحَ بنَ وكيعٍ عليهِ: القاسمُ بنُ محمَّدِ بنِ أبي شَيْبةَ، والقاسمُ بنُ يزيدٍ الوزَّانُ.

أمَّا متابعةُ القاسمِ بنِ أبي شَيْبةَ _ وَهُو ضعيفٌ _: فأخرجَها البيهقيُّ في " السُّنن الكُبرى " (6/ 140 _ رقم:11543) من طريقِهِ، عن وكيعٍ، عن محمَّدِ بنِ شريكٍ، به.

وأمَّا متابعةُ القاسمِ بنِ يزيدٍ الوزَّانِ _ وَكَانَ شيخَ صدقٍ من الأخيارِ كما في " تاريخ بغداد " (12/ 426) _: فأخرجَها أبو بكرٍ المروزيُّ في كتابِ " الوَرَعِ عنِ الإمامِ أحمدَ بنِ حنبلٍ " (ص:192) _ مُعلَّقةً _ عن أبي بكرِ بنِ عبدِ الخالقِ، عنْ قاسمٍ الوزَّانِ [جاءَ في الأصلِ: الورَّاق، وَهُوَ تحريفٌ]، عنْ وكيعٍ، عنْ محمَّدِ بنِ شريكٍ، به نحوه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير