تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حديث (يَكْفِيكِ غَسْلُ الدَّمِ وَلَا يَضُرُّكِ أَثَرُهُ)

ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[20 - 02 - 09, 12:04 ص]ـ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ خَوْلَةَ بِنْتَ يَسَارٍ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيْسَ لِي إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ وَأَنَا أَحِيضُ فِيهِ فَكَيْفَ أَصْنَعُ قَالَ إِذَا طَهُرْتِ فَاغْسِلِيهِ ثُمَّ صَلِّي فِيهِ فَقَالَتْ فَإِنْ لَمْ يَخْرُجْ الدَّمُ قَالَ يَكْفِيكِ غَسْلُ الدَّمِ وَلَا يَضُرُّكِ أَثَرُهُ.

هذا الحديث رواه (ابو دواد فى السنن/310)، (ابن المنذر فى الأوسط/686).

كلاهما من طريق ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ خَوْلَةَ بِنْتَ يَسَارٍ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .......... الحديث).

ويزيد بْنِ أَبِي حَبِيبٍ واسمه سويد الأزدي أبو رجاء المصري، ذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث وسئل أبو زرعة عن يزيد فقال بصري ثقة وقال العجلي مصري تابعي ثقة،

وعيسى بن طلحة هو بن عبيد الله التيمي أبو محمد المدني، ذكره ابن سعد في الطبقات وقال كان ثقة كثير الحديث، وقال ابن الجنيد عن ابن معين ثقة وكذا قال النسائي والعجلي ذكره بن حبان فى الثقات وقال: كان من أفاضل أهل المدينة وعقلائهم.

رواه ابو دواد فقال (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ....... الاسناد)،

ورواه بن المنذر فقال (أخبرنا ابن عبد الحكم، أن ابن وهب، أخبرهم قال: أخبرني ابن لهيعة ...... الاسناد)،

بن عبد الحكم هو عبد الوهاب بن عبد الحكم بن نافع أبو الحسن الوراق البغدادي، قال النسائي، والدار قطني: ثقة، وقال أبو بكر الخطيب: كان ثقة صالحا ورعا زاهدا، وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".

فالكلام فى هذا الاسناد محصور فى ابن لهيعة، وهو عبد الله بن لهيعة، صدوق اختلط بعد احتراق كتبه ورواية ابن المبارك وبن وهب عنه اعدل من غيرهما كما قال بن حجر فى التقريب.

وابن لهيعة اختلف فيه العلماء على ثلاثة مذاهب:

الأول: تضعيفه مطلقا بعد الاختلاط وقبل الاختلاط وممن قال بذلك بن معين وبن محرز وغيرهما.

الثانى: قبول رواية العبادلة عنه وهم: ابن المبارك، والمقرئ، وابن وهب وممن قال بذلك أبو زرعة، أبو حاتم، أحمد بن حنبل، قتيبة بن سعيد، الدرقطنى وغيرهم.

الثالث: قبول من روى عنه قبل الاختلاط مطلقاً خاصة العبادلة، ورد من روى عنه بعد الأختلاط مطلقاً وممن قال بذلك على بن المدينى، أبو حفص الفلاس، بن سعد وغيرهما.

والقول الثانى هو المختار، فقد سئل أبو زرعة عن ابن لهيعة سماع القدماء منه؟ فقال: آخره واوله سواء الا ان ابن المبارك وابن وهب كانا يتتبعان اصوله فيكتبان منه، وهؤلاء الباقون كانوا يأخذون من الشيخ وكان ابن لهيعة لا يضبط، وليس ممن يحتج بحديثه.

عن أحمد أنه قال: سماع العبادلة من ابن لهيعة عندى صالح، عبد الله بن وهب، وعبد الله بن يزيد المقرئ، وعبد الله بن المبارك.

قال بن المدينى: الحسن بن موسى إنما سمع من ابن لهيعة بآخره، وإنما يروى حديث ابن لهيعة عمن سمع منه قبل أن يصاب بكتبه مثل ابن المبارك، وأبى عبد الرحمن المقرئ، وابن وهب.

عمرو بن علي يقول: عبد الله بن لهيعة احترقت كتبه، فمن كتب عنه قبل ذلك مثل ابن المبارك وعبد الله بن يزيد المقرى اصح من الذين كتبوا بعد ما احترقت الكتب، وهو ضعيف الحديث.

قال أبو حاتم: هذا إذا ميز بين حديثه المعروف عنه الذى حدث به من من كتابه، وبين ما حدث بعد احتراق كتبه، وقد سبرت حديثه من رواية العبادلة عنه، عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن وهب، وعبد الله بن يزيد المقرئ، وبين حديثه الذى حدث به بعد احتراق كتبه فرأيت فى القديم أشياء مدلسة، وأوهاماً كثيرة تدل على قلة مبالاة كانت فيه قبل احتراق كتبه، فلما حدث بما ليس فى كتبه استحق الترك.

قال الدرقطنى: عبد الله بن لهيعة بن عقبة يعتبر بما روى عنه العبادلة: ابن المبارك، والمقرئ، وابن وهب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير