تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأخرجَ الفاكهيُّ في " أخبارِ مكَّةَ " (رقم:1685) قال: حدَّثنا أبو عمرٍو الزَّيَّاتُ سعيد بن عثمان _ مولى ابنِ بحر المكِّيّ _؛ قال: حدَّثنا ابنُ خُنَيْسٍ؛ قال: حدَّثنا وُهَيْبُ بنُ الوَرْدِ؛ قال: قيلَ لعطاءٍ: إنَّ حُميدَ بنَ قيسٍ يختمُ في المسجدِ، فقال عطاءٌ: لو عَلِمْتُ اليومَ الَّذي يختمُ فيه لأَتَيْتُهُ حتَّى أحضرَ الختمةَ، قال وُهيبٌ: فذكرتُ لحُمَيدٍ قولَ عطاءٍ؛ فقال: أنا آتيه حتَّى أختمَ عنده، فذكرتُ ذلك لعطاءٍ؛ فقال عطاءٌ: لاَ هَا اللَّهِ إِذاً، نحنُ أحقُّ أنْ نمشي إلى القُرآنِ، قال: فأتاهُ عطاءٌ، فَحَضَرَهُ، فجعلَ حُمَيْدٌ يقرأُ حتَّى بَلَغَ آخرَ القُرآنِ، يُكَبِّرُ، كلَّما خَتَمَ سورةً كَبَّرَ حتَّى خَتَمَ.

أقولُ: هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لكنَّه يتقوَّى بسابقِهِ فيكونُ حَسَناً لغيرِهِ؛ فأبو عمرٍو الزَّيَّاتُ _ شيخُ الفاكهيِّ _ لم أجِدْ منْ ترجمه، وابنُ خُنَيْسٍ هو: محمَّدُ بنُ يزيدِ بنِ خُنَيْسٍ، قال فيه أبو حاتمٍ: " كان شيخاً صالحاً، كتبنا عنه بمكَّةَ "، وذكره ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " وقال: " كان من خِيَارِ النَّاسِ، ربَّما أخطأ، يجبُ أنْ يُعْتَبَرَ حديثُهُ إذا بَيَّنَ السَّماعَ في خَبَرِهِ،ولم يَرْوِ عنه إلاَّ ثقةٌ "، وقال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في" التَّقريبِ ": " مقبولٌ "، أي: حيثُ يتابع، وإلاَّ فهو ليِّنٌ، أمَّا وُهَيْبُ بنُ الوَرْدِ فهو ثقةٌ، لكنْ قيل: إنَّ روايته عن عطاءِ بنِ أبي رباحٍ مُرْسلةٌ.

وقد تابعَ أبا عمرٍو الزَّيَّاتَ عليه كلٌّ من: أبي يحيى عبد اللَّه بن أحمد بن أبي مَسَرَّةَ، ومحمَّدِ بنِ سعدٍ.

أمَّا متابعةُ أبي يحيى عبد اللَّه بن أحمد بن أبي مَسَرَّة _ قال ابنُ أبي حاتمٍ: " محلُّهُ الصِّدقُ "، وذكره ابن حِبَّانَ في " الثِّقات " _: فأخرجها الفاكهيُّ _ أيضاً _ عَقِبَ الرِّوايةِ السَّابقةِ، وزادَ فيها: فلمَّا بَلَغَ حُميدٌ: ? وَالضُّحَى ? كَبَّرَ كلَّما خَتَمَ سورةً، فقال لي عطاءٌ: إنَّ هذا لبدعة.

وأمَّا متابعةُ محمَّدِ بنِ سعدٍ _ وهو صدوقٌ _: فأخرجها ابنُ سعدٍ _ نفسه _ في كتابه " الطَّبقات الكبرى " (5/ 486) قال: أخبرنا محمَّد بن يزيد بن خُنَيْسٍ؛ قال سمعتُ وُهَيْبَ بنَ الوَرْدِ؛ قال: كان الأعرجُ يقرأُ في المسجدِ، ويجتمعُ النَّاسُ عليه حين يختمُ القُرآنَ، وأتاهُ عطاءٌ ليلةَ ختمِ القُرآنِ.

أقولُ: هكذا رواها من غيرِ ذكرِ التَّكبيرِ من أوَّلِ: ? وَالضُّحَى ? حتَّى يختمَ.

3 _ أثرُ صدقة بن عبد اللَّه بن كثيرٍ الدَّاريِّ المكِّيِّ: أخرجه يعقوب بن سفيان الفَسَويُّ _ كما في " معرفةِ القرَّاءِ " (1/ 178) _ قال: حدَّثنا الحُميديُّ؛ قال: سألتُ ابنَ عُيَيْنَةَ؛ قلتُ: يا أبا محمَّد، رأيتُ شيئاً ربَّما فَعَلَهُ النَّاسُ عندنا، يُكَبِّرُ القَارىءُ في شهرِ رمضانَ إذا خَتَمَ؟، فقال: رأيتُ صدقةَ بنَ عبدِ اللَّه بن كثيرٍ يؤمُّ النَّاسَ منذُ أكثر من سبعينَ سنةٍ؛ فكانَ إذا خَتَمَ القُرآنَ كَبَّرَ.

أقولُ: وهذا سندٌ صحيحٌ _ أيضاً _.

حاصلُ الأمرِ؛ أنَّ التَّكبيرَ أمرٌ اشْتُهِرَ في أهلِ مَكَّةَ _ قُرَّائهم وعلمائهم وأئمَّتهم _، ولم يثبتْ فعلُهُ عن رسولِ اللَّهِ ?، ولاَ عن صحابتِهِ الكرامِ، وإنَّما ثَبَتَ عمَّن دونهم.

ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[23 - 02 - 09, 06:24 ص]ـ

بارك الله فيك أخي نادر الناطور

ما شاء الله جهد طيب ونتيجة موفقة بإذن الله ونحن بإنتظار صدور كتابكم عندنا هنا في الكويت.

لكن لي ملاحظات شكلية غير مؤثرة ألا وهي طريقة ترتيب الطرق، فإن بسطها بهذه الطريقة يجعل التخريج مطوًلا، والأولى - من وجهة نظري - أن يقال مثًلا في رواية الفاكهي ومن تابعه:

أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1684)، والحاكم -ومن طريقه البيهقي-، و غيرهما من طريق بن أبي بزة البزي عن ......

ثم تذكر المخالفة في السند .. وهكذا. وهذا رأيي والأمر إليك، لكنه لا يؤثر في فحوى البحث، فإنه متقن ما شاء الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير