تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الوهم الأول: قوله بأن مسعر بن كدام هو الذي عين الراوي المبهم، بينما الأمر ليس كذلك فالذي عين الراوي المبهم هو يحيى القطان، و العجيب أن الشيخ - رحمه الله - نقل كلام الحافظ أبي نعيم الأصبهاني من (الحلية،7/ 225)، و قبله بأسطر جزم أبو نعيم بأن يحيى القطان هو المتفرد بهذه الزيادة في تعيين الراوي المبهم، فأظن أن عيني الشيخ لم تقع على كلام أبي نعيم في الجزم بتفرد يحيى القطان بهذه الزيادة. و الله تعالى أعلم.

قلت: و لكن عذر الشيخ الألباني - رحمه الله - هو عدم استيعاب جميع طرق الحديث،و كذا عدم إطالة النظر فيها، و تبقى الإحاطة لله تعالى.

الوهم الثاني: ثم قال عن محمد بن عبد الرحمن:" وهو من الرواة الذين فات المصنفين في التراجم ذكره في كتبهم".

قلت: لم يفت المصنفين ذكره، بل عندما لم يقف الشيخ على الاضطراب في تعيين الرجل (10)، و الاختلاف الواقع في اسم أبيه بين (عبد الرحمان) و (عبد الله)، نقَّب عليه معتمدا في ذلك على أنه منسوب لعبد الرحمان،فلم يظفر بشيء بسبب ظنه،و ترجمته مسطورة في (تهذيب الكمال،25/ 474) -و تهذيباته-، بنسبته إلى (عبد الله)، و أشار المزي إلى الاختلاف في نسبته، و بالله تعالى نستعين.

قلت:و قد لخص الحافظ حال محمد بن عبد الله هذا في (التقريب،487) فقال: " مقبول"، و الصحيح أنه مجهول.

قلت: و قد تابعَ قتادةُ السدوسي هذا الرجلَ المبهمَ على روايته،و هو:

ما أخرجه الإمام أحمد في (مسنده،1/ 204)، و ابن عدي في (الكامل،7/ 36)، عن نصر بن باب، عن حجاج، عن قتادة، عن عبد الله بن جعفر، أنه قال: إن آخر ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فى إحدى يديه رطبات، وفى الأخرى قثاء، وهو يأكل من هذه ويعض من هذه، وقال: ((إن أطيب الشاة، لحم الظهر)).

قلت: لفظ ابن عدي أخصر من لفظ الإمام أحمد و لم يذكر فيه محل الشاهد، و هذه المتابعة ترد قول أبي نعيم بأن الفهمي تفرد به، كما قال الشيخ الألباني - رحمه الله -، و لكن يَسْلَم كلام أبي نعيم من الاعتراض بسقوط هذه المتابعة، و قد أعله الشيخ الألباني -رحمه الله- بثلاث علل هي:

الأولى: حجاج بن أرطأة مدلس.

الثانية: قتادة مدلس.

الثالث: نصر بن باب،فهو متهم بالكذب. (11)

قلت: و تعليل الخبر بالعلتين الأوليين لا وجه له، لأن الحديث لا يصل إلى الحجاج إلا من طريق نصر بن باب، و هو متهم بالكذب، و قد يكون هذا السند مما عملته يداه،و طريقة أهل الفن أن تُعصب الجناية بالجاني، و ذاك كافٍ في إسقاط الحديث، لأن النظر في المتابعات يكون فيمن هو دون المتابِع، فلا تعصب الجناية بالمتابِع إلا إذا صح السند إليه، فحينها يبقى النظر في المتابِع، و ذاك حتى لا نلصق البلاء بالبرآء، و رُبَّ ملوم لا ذنب له، و للأسف فهذه طريقة جل المتأخرين -و بالخصوص أهل التخريج في زماننا- يطيلون و يسهبون بذكر علل لا وجه لذكرها، إذ أن المتهمين و الوضاعين و السُّراق هم الذين ركبوا تلك الأسانيد، و بالله الاستعانة. (12)

قلت: و من الأمثلة على ذلك شاهد ابن عمر - رضي الله عنهما -،و هو:

ما أخرجه الطبراني في (الأوسط،9/ 181)، فقال: ثنا يعقوب بن إسحاق، ثنا يحيى الحماني، ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يكره من الشاة سبعا المرارة، والمثانة، والمحياة، والذكر والأنثيين، والغدة والدم، وكان أحب الشاة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقدمها، قال وأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بطعام فأقبل القوم يلقمونه اللحم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن أطيب اللحم، لحم الظهر).

قلت: نقل الشيخ الألباني - رحمه الله - قول الهيثمي في تعليل الحديث، و هو قوله:" .. ،رواه الطبراني في " الأوسط " وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف ".

ثم قال الشيخ الألباني:"هو متهم بسرقة الحديث؛ كما قال الحافظ في " التقريب "، فيخشى أن يكون سرقه من بعض الضعفاء، فلا يستشهد أيضا بحديثه. والله أعلم.

ثم وجدت فيه علة أخرى غفل عنها الهيثمي أو تساهل، .. ".

فذكر إسناد الطبراني في (الأوسط) ثم ذكر أن شيخ يحيى الحماني، و هو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم متروك، فإسقاط الحديث به أولى من يحيى الحماني، و هاته هي العلة الأخرى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير