تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الخطيمي]ــــــــ[13 - 01 - 10, 04:47 م]ـ

ثم كيف بك تقول إنّ هذا المجهول في أعلى مراتب التوثيق عند ابن حبان؟! بل كان الأخ أبو قتادة أكثر تحرياً حينما قال: إنه في المرتبة الرابعة وفقاً لتقسيم المعلمي رحمه الله، وإن كنتُ أراه في المرتبة الخامسة.

غفر الله لك أخي الكريم, بل كلامي موافق لكلام المعلمي تماما

قال المعلمي:

"وَالتَّحْقِيقُ فِي تَوْثِيقِ ابْنِ حِبَّانَ أَنَّهُ عَلَى دَرَجَاتٍ:

الأُولَى: أَنْ يُصَرِّحَ بِهِ كَأَنْ يَقُولَ: كَانَ مُتْقِنَاً، أَوْ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ.

الثَّانِيةُ: أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ مِنْ شُيُوخِهِ الَّذِينَ جَالَسَهُمْ وَخَبَرَهُمْ.

الثَّالِثَةُ: أَنْ يَكُونَ مِنْ الْمَعْرُوفِينَ بِكَثْرِةِ الْحَدِيثِ، بِحَيْثُ يُعْلَمَ أََنَّ ابْنَ حِبَّانَ وَقَفَ لَهُ عَلَى أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ.

الرَّابِعَةُ: أَنْ يَظْهَرَ مِنْ سِيَاقِ كَلامِهِ أَنَّهُ قَدْ عَرَفَ ذَاكَ الرَّجُلَ مَعْرِفَةً جَيِّدَةً.

الْخَامِسَةُ: مَا دُونَ ذَلِكَ.

فَالأُولَى لا تَقِلُ عَنْ تَوْثِيقِ غَيْرِهِ مِنْ الأَئِمَّةِ، بَلْ لَعَلَّهَا أَثْبَتُ مِنْ تَوْثِيقِ كَثِيرٍ مِنْهُمْ، وَالثَّانِيَةُ قَرِيبٌ مِنْهَا، وَالثَّالِثَةُ مَقْبُولَةٌ، وَالرَّابِعَةُ صَالِحَةٌ، وَالْخَامِسَةُ لا يُؤْمَنُ فِيهَا الْخَلَلُ. وَاللهُ أَعْلَمُ"اهـ

فقوله الأولى: أَنْ يُصَرِّحَ بِهِ كَأَنْ يَقُولَ: كَانَ مُتْقِنَاً، أَوْ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ.

قال ابن حبان في كتابه مشاهير علماء الأمصار: وكيع بن عدس بن عامر بن أخى أبى رزين العقيلي لقيط بن عامر ويقال حدس من الأثبات.

فقد نص ابن حبان في كتابه مشاهير علماء الأمصار أن وكيع بن عدس من الأثبات أي من المرتبة الأولى التي ذكرها المعلمي رحمه الله, أَنْ يُصَرِّحَ بِهِ كَأَنْ يَقُولَ: كَانَ مُتْقِنَاً، أَوْ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ, والتي وصفها بقوله, لا تَقِلُ عَنْ تَوْثِيقِ غَيْرِهِ مِنْ الأَئِمَّةِ، بَلْ لَعَلَّهَا أَثْبَتُ مِنْ تَوْثِيقِ كَثِيرٍ مِنْهُمْ.

ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[13 - 01 - 10, 04:53 م]ـ

وقد خَصَصْتُ العبارة بأن وكيعًا لم يسمعها من يعلى، ولك أن تعمم ذلك -كما فعل أخي أبو فاطمة-، وهو أدق وأبعد عن الإشكال، فيقال: إن المراد: أن تلك الأحاديث لم تقع لوكيع مسموعةً بإسناد عن يعلى بن عطاء، وإنما كان يعرفها في جملة العلم، وينبني على ذلك بحث: هل روى وكيع بن الجراح حديثًا لوكيع بن حدس بأي إسناد؟ بحثت ولم أجد. حفظك الله وبارك عليك ونفعنا بعلمك .. إنما استبعدتُ أن يكون قوله ((فجعل يَذكر ذلك)) عائداً على وكيع بن الجرّاح لأني - مثلما تفضلتَ - لم أجد لوكيع بن الجراح راويةً عن يعلى بن عطاء! بينما الذي ذَكَرَ هذه الأحاديثَ هو أحمدُ في مسنده. إذن أصلُ الخلاف هنا هو: هل قولُه ((فجعل يَذكر ذلك)) مِن كلام أحمد أم عبد الله ابنه؟ فذهبتَ إلى أنه مِن كلام أحمد، ولا أرى ذلك: فوكيع لم يَروِ مِن حديث يعلى بن عطاء شيئاً بل ولم يَلحَق زمانه، فما الحاجة إلى التنبيه على أنه لم يَسمع هذه الأحاديث!

تقول حفظك الله:

صرفك لقوله: (فجعل يذكر ذلك) إلى جعلها من كلام عبدالله بن أحمد بعيد؛ لأن السياق كله في حكاية أحمدَ لِمَا وقع في مجلس وكيع بن الجراح، ثم لما انتهت حكاية تلك الواقعة، فصل عبدُالله الكلام، فقال: (قال أبي: لم يسمعها ... ).

والضمير في (فجعل يذكر ذلك) يعود إلى وكيع بن الجراح، حيث يفيد السياق أن حوارًا حصل بين أحمد ووكيع في مجلس وكيع، فذُكِرَت أولاً أحاديث يعلى عن وكيع بن حدس، ثم قال أحمد: إنها خمسة أحاديث، فأجاب وكيع بذكر ذلك (أي: بسياق الأحاديث الخمسة).

ثم بيَّن عبدالله أن أباه أخبره بنقدٍ لتصرُّف وكيع، وأنه حَكَمَ بأن وكيعًا لم يسمعها. أولاً: الذي قال للحاضرين إنّ يَعلى يروي عن وكيع بن حدس خمسة أحاديث هو أحمد، فإذا ذكَر هذه الخمسةَ التي حدَّدها وقد ذَكرها في مسنده، فكيف يكون ذلك بعيداً؟

ثانياً: قوله ((فجعل يذكر ذلك)) جاء على سبيل الاختصار، يعني أنه بعد إشارته لهذه الخمسة ساق كلّ حديث منها بإسناده. وهذا غير متحقّق إلا لأحمد لا وكيع رحمهما الله تعالى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير