وذكرت (ص64) ستة وعشرين كتاباً ترجم فيها مؤلفوها لأبي سعد السمعاني، فانظرها هناك.
2 - من أنفع تصانيف أبي سعد التي فقدت: "ذيل تاريخ بغداد"، قال فيه ابن الأثير في (اللباب) (ج1 ص10): (أتى فيه بكل فضيلة وأبان عن كل نكتة جليلة، وهو نحو خمسة عشر مجلداً). وقال فيه العماد الأصبهاني في (الخريدة) قسم الشام ج2ص67 في بعض من ترجمهم: (ذكره السمعاني في تاريخه المؤلف بين مشتريه ومريخه وكتابه الدال على وفور آدابه---)؛ ومدح هذا الذيل غير هذين. انظر كتاب (تاج الاسلام أبو سعد) (ص275 - 276).
وقد انتقد ابن الجوزي المؤلف وكتابه بما لم يقبل منه رحمه الله تعالى. راجع الكتاب المذكور (ص276 - 280).
وأقول: كتب هذا الإمام عظيمة الشأن جليلة القدر غزيرة الفوائد، والمشهور منها ثلاثة التاريخ والأنساب ومعجم شيوخه المسمى التحبير في المعجم الكبير، والأول فقد في جملة ما أصيب به المسلمون من أمات كتبهم، والآخران مطبوعان. وموضوع كتاب الأنساب بينه المعلمي في مقدمة تحقيقه له إذ قال (1/ 7):
(يطلق فن الأنساب على ما يذكر فيه أصول القبائل وكيف تفرعت، كنسب عدنان يذكر فيه أبناء عدنان، ثم أبناؤهم، وهلم جراً، ويطلق أيضاً على جمع النِسب [كذا، ويخيل إلي أنه لو قال النسبة لكان أجود] اللفظية كالأسدي والمقدسي والنجار ونحو ذلك، ويضبط كل منها ويبين معناها ويذكر بعض من عرف بها. وهذا الثاني هو موضوعنا.
قال ابن الاثير في خطبة "اللباب" في ذكر هذا الفن: (هو ما يحتاج طالب العلم إليه ويضطر الراغب في الأدب والفضل إلى التعويل عليه، وكثيراً ما رأيت نسباً إلى قبيلة أو بطن أو جد أو بلد أو صناعة أو مذهب أو غير ذلك؛ وأكثرها مجهول عند العامة غير معلوم عند الخاصة، فيقع في كثير منه التصحيف ويكثر الغلط والتحريف). انتهى كلام العلامة الإمام المعلمي.
3 - التأليف في الأنساب أمر صعب لا يتيسر إلا لحذاق العلماء المؤرخين، وكبار الحفاظ المطلعين اطلاعاً واسعاً، قال الشيخ بكر أبو زيد في كتابه (طبقات النسابين) (ص7 - 8): (وأدخلت في هذه الطبقات من ألف في المؤتلف والمختلف والمتفق والمفترق والمشتبه والألقاب والنِّسب جمع نسبة، لأن هذه الفنون ذات صلة وثيقة بالأنساب، ولا يدريها إلا من كان له نوع تذوق في النسب ودراية وفضل علم ورواية، ولذا سيرى الناظر جماعة ممن شهروا بعلم النسب قد ألفوا في تلك؟؟ أو بعضها، والمؤتلف والمختلف خاصة لا يقدم عليه إلا الفَوَقَة المهرة في التاريخ والأنساب والجمع والتقصي والبحث والتحري، وهم أفراد معدودون وأفذاذ متميزون على تطاول العصور؛ ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لأدخلت أيضاً كل من قيل في ترجمته بأنه إخباري، لأن هذه النسبة عندهم تعم من درس التاريخ وجمع أخبار الناس في مثالبهم ومناقبهم وأنسابهم وأيامهم، ولهذا ترى [ابن] النديم في الفهرست يجمع بينهم وبين النسابين في الفن الأول من المقالة الثالثة. كما أدخلت في كتابي هذا من علماء النسب من أرباب الفرق المترجمين في رجال أهل السنة، لجمع ما في الباب، ولي سلف صالح كما تفيده المصادر الموثقة للطباق، وإلا فإن المبتدعة لا يسوغ حشرهم في مصاف أهل السنة على قدم التساوي؛ ولولا ذكرهم في كتب أهل السنة على سبيل التبعية أو التحطط لما عرجت عليهم، وما شذ من ذلك بينته وهو قليل جداً).
4 - شك الدكتور موفق عبد القادر في صحة ما طبع بإسم (التحبير في المعجم الكبير)، وذلك في كتابه (توثيق النصوص).
"
ـ[العاصمي]ــــــــ[21 - 01 - 06, 05:58 م]ـ
بارك الله فيك، وجزاك أفضل الجزاء وأجزله.
وأقول: كتب هذا الإمام عظيمة الشأن جليلة القدر غزيرة الفوائد، والمشهور منها ثلاثة التاريخ والأنساب ومعجم شيوخه المسمى التحبير في المعجم الكبير، والأول فقد في جملة ما أصيب به المسلمون من أمات كتبهم، والآخران مطبوعان.
4 - شك الدكتور موفق عبد القادر في صحة ما طبع بإسم (التحبير في المعجم الكبير)، وذلك في كتابه (توثيق النصوص).
- شكّك الأستاذ موفّق في وجود كتاب " التحبير " كاملا، ورجّح أنّ الموجود (المنشور) منه: منتخب منه، وذكر قرائن قويّة تدلّ على ما رجّحه ... على أنّ الأستاذة الناشرة للمنتخب لم تقنع بما ذهب إليه، لكنّها لم تأت بما يقنع ...
¥