لم يتعود علماء الإسلام ولا تلامذتهم نسبة شئ لمن لم يقله ... إنما تركوا ذلك لقوم آخرين ليس لهم عقيدة يخشون فسادها.
فان وضع هذا الرجل (أي ابن أبي أويس) الحديث في شبابته , كما يعلل ابن حجر ذلك ,
فربما كان ذلك بين 159 الى 169 حسب التقدير أو حتى بعد ذلك , على كل حال قبل وفاة مالك بن أنس .... (ثم انصلح ..... ) والله أعلم متى انصلح.
لماذا تخمن ... ذكر محمد بن عبد السلام الأموي من علماء القرن التاسع في كتابه < التعريف بالرجال المذكورين في جامع الأمهات لابن الحاجب > صـ 192: ( ... قال الصدفي عنه - ابن أبي أويس -: جالست خالي مالكا من سنة ثمان وخمسين ومائة إلى أن مات، وذلك إحدى وعشرون سنة .. ).
فانظر لعل وضعه للحديث كان تحت مظلة الحماية الخاصة من خاله مالك.
الاعتراف بوضع الحديث قائم ويذكر الجرح والتعديل ضعفه. اذا: أين مشكلتكم؟ هل هو بريء من كل شيء بسبب قربه من مالك بن أنس؟ هل هذا هو الموقف العلمي؟
أما ضعفه عند بعض أهل الحديث؛ فقد علمناه ... ولكن في مقولة الإمام الذهبي في تاريخ الإسلام: (قلت: استقرّ الأمر على توثيقه وتجنّب ما ينكر له). دلالة عميقة لا يفطن لها إلا من اتخذ من العلم الصحيح نبراسا له ... و من المنهج العلمي الرصين أداة للتعامل مع ما يقرأ ويسمع.
أما الشطر الثاني من كلامك فيأتي التعليق عليه بما يناسبه قريبا إن شاء الله.
كما أفهم ما جاء أعلاه تركتم ساحة ابن أبي أويس ...... الذي وضع الحديث في حالة الاختلاف كما وضعه غيره.
هل خفي ما وضعه - إن كان - أو غيره على أهل الحديث؟
إذا كان الجواب بالنفي فقد كفيتنا تطويل الكلام ... وأضحى قولك للاستهلاك فقط.
و إن كانت الإجابة بالإيجاب فتحتاج لمراجعة دراستك ... والنظر في أوراقك سواء كانت في بعض دراسات المستشرقين، أو كتب أهل الإسلام لتعلم جهودهم في ردّ كل الأحاديث المكذوبة الموضوعة ... وتتأمل جيدا في ذلك العلم الموسوم بمصطلح الحديث ... لتتبين مدى كفاءة العقلية العلمية الإسلامية وقدرتها على الابتكار والإبداع ... فإن لم تع كل ذلك كان لي معك حديث آخر.
لا تبذل جهدك ههنا:
فأين تجد في كتب الطبقات والتراجم أن الإمام مالكا عم ابن أبي أويس؟
بل لك أن تفهم شيئا لا تعلمه: جاء في الترجمة العربية (عمّ)
في الأصل الالماني: Onkel
اللغة الالمانية لا تميز بين عم وخال. فكما سبق لي أن قلت ان الترجمة خيانة أدبية على الكتاب كما عبر عن ذلك أحد المغاربة قبل أعوام ....
أنا وإن لم أكن أعلمه فقد احتطتُ لنفسي، فقلتُ لك: (ولو أردتُ معاملتك بالمثل في تضخيم بعض الأخطاء لذكرتُ ... ). ألا تعني لك شيئا " لو "؟!!
هل تستريح الآن من هذا الخطأ الهائل؟
أنا بحمد الله وفضله عليّ مستريح ... ولستُ صاحب نفسية قلقة ... ولم أقل إنه خطأ هائل ... وإنما قلتُ لو كنت في مثل عقلك لضخمته ... ولكنني لم أفعل ... لأني أقرأ بوعي تام إن شاء الله ... فلا أحمل الأمور أكثر مما تحتمل ... عموما أنا أعذرك في هذه دكتور فالعتب على النظر ...
وبعد ذلك: تقول:
ثم تأتي وتكرر مسألة الخطأ في تقدير سنة وفاة ابن أبي أويس
لا, سنة المولد! وله أهمية لتحديد العصر على وجه التقدير الذي وضع فيه الحديث.
أنا كنتُ على علم بسنة الميلاد هذه من مدة ... ولو لم تذكرها لذكرتُها ... وهي الآن أمامك ... وأمامك أيضا سنة جلوسه للعلم ... فأرنا ما أنت صانع؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[02 - 02 - 06, 01:37 م]ـ
هل بدأت بالفرار كعادتك ... النقاش لم ينته بعدُ.
ـ[المستشرق موراني]ــــــــ[02 - 02 - 06, 02:04 م]ـ
المشاركة 41
الا أن طلبة العلم سيقوم هنا بمناقشة الموضوع ونحن نتابع الأمر من بعيد وبالصمت
لا فرار ولا لا هروب كما يجري ذلك على لسان طلبة العلم
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[02 - 02 - 06, 02:10 م]ـ
محمد الأمين , لقد سقت كلامك حول منهجية البخاري حول روايته عّمن يسمى ضعيفا مثل ابن أبي أويس لكي تقول في آخر كلامك:
لكن معنى عبارة إسماعيل هي غير ما تبادر لذهن النسائي. قال الدكتور الأعظمي: «قصده: أضع لهم مصنَّفًا في ذلك، أو أضع الحديث بينهم، أي أخبرهم به».
الأعظمي يرى أنّ معنى (وضع الحديث): كتبه وصنفه ووضعه في كتبه. وهذا غير صحيح
هذا ليس من كلام الدكتور الأعظمي - على الأقل في رده الذي سقتُه لك - وإنما هذا كلام الأخ الفاضل أبي علي كما ذكرتُه عنه ... وقد أصاب به كبد الحقيقة ... وليس بالضرورة أن يكون ابن أبي أويس وضعه في كتاب أو مصنف ...
وهذا القول من الأعظمي مرفوض عندي. ان كان الأمر كما يزعمه لما كان لقول ابن حجر معنى (ثم انصلح) ولم يكن للنسائي داع لتضعيفه أو تجنب أحاديثه
وهل كلام ابن حجر يتعدى أن يكون فهما يخطئ ويصيب ... والإمام النسائي أخطأ في فهمه هذا فكان ماذا؟ أهكذا تعلم الطلبة عندك في الجامعة دكتور؟ تلزمهم بالرجوع إلى فهم الآخرين ... وتترك تعليمهم استنطاق النصوص من خلال واقعها الذي انبثقت منه ... هكذا العلم عندكم ... أما نحن فلا يلزمنا فهم الإمام النسائي - رحمه الله - ... ونقول بكل قوة وحرية أخطأ الإمام النسائي على جلالته في العلم في هذه ... وقد تجنب فهمه جماعة من الأئمة وما رأوا مثلما رأى ...
يعني (ثم انصلح:) ولم يضع لهم مصنفا فيما بعد ... كما جاء على لسان الأعظمي؟؟؟ أمر غريب جدا!
بل الغريب اصرارك على تحميل كلام ابن أبي أويس ما لا يحتمل ... وتجاهلك التام لمصادمة مفاد هذا لكلام للمنهجية العلمية ...
ودرجة ابن أبي أويس وقدرته العلمية والذهنية لم تكن تسمح له بوضع مصنف من هذا القبيل ... بل كان من دوره أن يضع الحديث بين يدي مشايخه حتى يفسروه له ... تماما كما يفعل بعض تلاميذك بنص غاب عن ذهنك فيحضره لتزيل عنه ما به من إشكال ... ولتسعى في ملاءمته مع بقية المنظومة العلمية ... إن كنتَ تحسن ذلك طبعا.
الا أن طلبة العلم سيقوم هنا بمناقشة الموضوع ونحن نتابع الأمر من بعيد وبالصمت
تابع دكتور كما يحلو لك ... واترك تلاميذك يتابعون ... فلعلهم يتعلمون من الأحباب هنا ما لا يتعلمونه منك.
¥