وذلك ليفطم الانسان ويتربي على حب الدليل, ويتعلق بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام.
وهذا يؤدي الى سهولة قبول الحق اذا جاء الحق مع الدليل, فالنفس تحب الظهور ... وللشيطان في النفس مداخل ... لا يغلقها الا تعلق المسلم بسنة النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[01 - 02 - 06, 07:19 م]ـ
"
جزاكم الله خيراً.
الموضوع لا يحتاج بحث بارك الله فيك
صدقتَ أخي الفاضل؛ وقد كنت أعددت مشاركة، قبل أن أرى مشاركتك هذه، فلما بيضتها وأردت إرسالها رأيت مشاركتك، فترددت أأكتفي بما كتبتَه، أم أرسل مشاركتي كما نويتُ أولاً؛ فاستقر رأيي على الإرسال، رجاء زيادة في إيضاح أو تنبيه على موضع فائدة ذكرها بعض الأئمة؛ وهذا نص ما كنتُ كتبتُه:
جزاكم الله خيراً.
أيها الأخوة، لي وجهة نظر في هذا الموضوع، وأرجو أن تكون مقبولة؛ وهي أن هذا الموضوع لا يستحق التطويل، وهو واضح جداً؛ فمن الناس من هو محدث وفقيه، ومنهم من هو محدث غير فقيه، وأما أن يوجد فقيه غير محدث، فهذا لا يوجد في الواقع، إلا في حق رجل متهيء للفقه، ضابط لأصول الاستنباط وقواعده، وليس عنده في الحديث علم كافٍ، ولكنه يستعين ببعض أصحابه، أو غيرهم، من علماء الحديث.
وهذا الكلام تشهد لصحته النصوص، كما تقدم بعضها؛ والواقع، والتاريخ - أعني بالتاريخ هنا تراجم العلماء - يشهدان له أيضاً.
ومن النصوص، زيادة على ما تقدم، ما رواه ابن حبان في (صحيحه) إذ قال:
67 - (أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال حدثني عمر بن سليمان هو بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن عبد الرحمن بن أبان هو بن عثمان بن عفان عن أبيه قال ثم خرج زيد بن ثابت من ثم مروان قريبا من نصف النهار فقلت ما بعث إليه إلا لشيء سأله فقمت إليه فينبغي فقال أجل سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله امرأ سمع مني حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ألاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم). انتهى؛ وهو نص في المسألة.
وأما أن يوجد فقيه غير محدث وهو لا يستعين بالمحدثين، فهذا لا يوجد إلا في الخيال، أو إلا في تقسيمات واصطلاحات أهل الرأي المعرضين عن السنة كلياً أو جزئياً، أو أن يراد بالفقه هنا الملَكة الفقهية، والاستعداد لاستنباط الأحكام من النصوص، عند الوقوف عليها!
وقد أسند الخطيب في (الجامع) (2/ 294 - 295) إلى داود بن علي قال: (من لم يعرف حديث رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بعد سماعه ولم يميز بين صحيحه وسقيمه فليس بعالم).
وأسند البيهقي في (المدخل إلى السنن الكبرى) (ص179) (برقم 187) إلى علي بن شقيق عن ابن المبارك، قال: (قيل له: متى يفتى الرجل؟ قال: إذا كان عالماً بالأثر بصيراً بالرأي).
وأسند (برقم 188) إلى أبي قدامة قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: (إحفظ، لا يجوز أن يكون الرجل إماماً حتى يعلم ما يصح مما لا يصح، وحتى لا يحتج بكل شيء، وحتى يعلم مخارج العلم).
وذكر هذا الأثر الأخير النووي في (تهذيب الأسماء واللغات) (1/ 284) وذكره مختصراً الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (1/ 330) و (السير) (9/ 195) وابن حجر في (التهذيب).
وأخيراً:
هذه فائدة تتعلق بما ذكرته من بطلان شروط أهل الرأي المنحرف في إطلاق اسم الفقيه؛ وهي درة من درر شيخ الاسلام فتأملوها، ولا تملّوها:
قال رحمه الله تعالى في (إقامة الدليل على بطلان التحليل) / (الفتاوى الكبرى) (ج3 ص255):
(فكل موضع ظهرت للمكلفين حكمته أو غابت عنهم لا يشك مستبصر أن الاحتيال يبطل تلك الحكمة التي قصدها الشارع فيكون المحتال مناقضاً للشارع مخادعاً في الحقيقة لله ورسوله، وكلما كان المرء أفقه في الدين وأبصر بمحاسنه كان فراره عن الحيل أشد واعتبر هذا بسياسة الملوك بل بسياسة الرجل أهل بيته فإنه لو عارضه بعض الأذكياء المحتالين في أوامره ونواهيه بإقامة صورها دون حقائقها لعلم أنه ساع في فساد أوامره.
¥