تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال العراقي – رحمه الله -: (ولم يوا فتيا العالم على وفق حديث حكماً منه بصحة ذلك الحديث, لا مكان أن يكون ذلك منه احتاطاً, أو لدليل آخر وافق الخبر) ().

وقال في نظم الألفية ():

(ولم يروا فتياه أو عمله ... على وفاق المتن تصحيحاً له)

وقال زكريا الأنصاري – رحمه الله -: (ولم ير حمهور أئمة الأثر فتوى أو عمل أحد العلماء – سواء كام مجتهداً أو مقلداً – على وفاق حديث تصحيحاً له, ولا تعدليلاً لرواته, لامكان أن يكون ذلك منه احتياطاً, أو لدليل آخر وافق ذلك الحديث, أو لكونه ممن يرى العمل بالضعيق وتقديمه على القياس) ().

زقال السخاوي – رحمه الله -: (أو لكونه يرى العمل بالضعيف, وتقديمه على القياس – كما تقدم عن أحمد وأبي داود – ويكون اقتصاره على هذا المتن ان ذكره اما لكونه أوضح في المراد, أو لا رجحيته على غيره, أو بغير ذلك) ().

بل ان المحديثين قد عابوا على الفقهاء أخذهم بالأحاديث الضعيفة بل الموضوعة قال ابن الجوزي – رحمه الله -: (فرأيت ان اسعاف الطالب للعلم بمطلوبه يتعين خصوصاً عند قلة الطلاب, لا سيما لعلم النقل, فانه أعرض عنه بالكلية حتى ان جماعة من الفقهاء يبنون على العلوم الموضوعة) ().

وقال في موضع آخر: (رأيت بضاعة أكثر الفقهاء في الحديث مزجاة, يعول أكثرهم على الأحاديث لا تصح ويعرض عن الصحاح, ويقلد بعضهم بعضاً فيما ينقل) ().

وقال النووي – رحمه الله -: (وعلى كل حال فان الأئمة لا يروون عن الضعفاء شيئاً يحتجون به على انفراده في الأحكام, فان هذا شيء لا يفعله امام من أئمة المحدثين ولا محقق من غيرهم من العلماء, وأما فعل كثيرين من الفقهاء أو أكثرهم ذلك, واعتمادهم عليه فليس بصواب بل قبيح جداً, وذلك لأنه ان كان يعرف ضعفه لم يحل له أن يحتج به, فانهم متفقون على أنه لا يحتج بالضعيف في الأحكام, وان كان لا يعرف ضعفه لم يحل له أن يهجم على الاحتجاج به من غير بحث عليه بالتفتيش عنه ان كان عارفاً أو بسؤال أهل العلم ان لم يكن عارفاً. والله أعلم) ().

فلأجل هذا كله فان القول بأن استدلال المجتهد بحديث تصحيح له غير مقبول لدى أهل الحديث, والواقع يشهد لذلك, فكم من حديث ضعيف استدل به المجتهدون؟

*****************

وأما دعوى تقوية الحديث عن طريق الكشف الصوفي:

فالكشف من بدع المتصوفه الضالة المضللة, ولا يبعد أن يكون كفراً لأن فيه ادعاء لعلم الغيب, وقد أباح المتصوفة لأنفسهم عن طريق الكلام في جوانب الدين المختلفة ونسبوا اليه أموراً متعددة, ومن ذلك أنهم جعلوه من الوسائل التي ينتقدون بها الأحدايث فيصححون ويضعفون ما بدأ لهم, قال الجرجاني – رحمه الله -: (الكشف في اللغة رفع الحجاب. وفي الاصطلاح: هو الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية والأمور الحقيقة وجوداً أو شهودا) ().

وللقيام بمهمة نقد المرويات لا يحتاج هؤلاء الى دراسة ما صنفه المحدثون من قواعد وضوابط للحكم على الأحاديث – تصحيحاً وتضعيفاً – حيث يتصدى للحكم عليها من لا دراية له بالعلم الحديث البتة, قال في (جواهر المعاني) ():

(وسئل سيدنا – رضي الله عنه – عن مسائل منها قوله عليه الصلاة والسلام (): علماء أمتى كانبياء بني اسرائيل.؟

قال: (الجواب – والله الموفق بمنه وكرمه للصواب -: أما ما ذكرت من الحديث وهو علماء أمتي ... الخ فليس بحديث, نص عليه السيوطي في – الدرر المنتشرة في الأحدايث المشتهرة - (). وسأل صاحب (الابريز) شيخه – رضي الله عنه – فقال له: ليس بحديث, وذكره من جهة الكشف لأنه لا دراية له بعلم الحيث, وقوله حجة على غيره لأنه قطب – رضي الله تعالى عنه – كما صرح به صاحب الابريز المذكور ()).

ولا أبطل من هذا المنهج الذي يتصدى فيه مثل هؤلاء للحكم على الأحاديثمع أنهم لا دراية لهم بعلم الحديث الحديث, ومن الأحاديث التي زعمو تصحيحها بالكشف حديث (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم). فقد قال الشعراني: (وهذا الحديث وان كان فيه مقال عند المحدثين فهو صحيح عند أهل الكشف) ().

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير