وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[28 - 07 - 07, 02:46 ص]ـ
قال تعالى:
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (الفرقان 30)
قال ابن كثير:10/ 303 ط. أولاد الشيخ
وترك تدبره وتفهمه من هجرانه، وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه، والعدول عنه إلى غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره من هجرانه،، فنسأل الله الكريمَ المنانَ القادرَ على ما يشاء، أن يخلّصنا مما يُسْخطه، ويستعملنا فيما يرضيه، من حفظ كتابه وفهمه، والقيام بمقتضاه آناء الليل وأطرافَ النهار، على الوجه الذي يحبه ويرضاه، إنه كريم وهاب. اهـ
وقال صاحب أضواء البيان:6/ 350 - 351 ط. دار عالم الفوائد
وفيها أعظم تخويف لمن هجر هذا القرآن العظيم، فلم يعمل بما فيه من الحلال والحرام والآداب والمكارم، ولم يعتقد ما فيه من العقائد، ويعتبر بما فيه من الزواجر والقصص والأمثال. اهـ
قال البيضاوي: 3/ 451 مع حاشية زاده الطبعة القديمة
وفيه تخويف لقومه فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إذا شكوا إلى الله تعالى قومهم عجل لهم العذاب. اهـ
جامع بيان اعلم وفضله 1/ 248 ابن الجوزي
قال عمر رضي الله عنه:
وإني تذكرت قوما كانوا قلبكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله، وإني والله لا أشوب كتاب الله بشئ أبدا.
قال المحقق الشيخ أبو الأشبال الزهيري: الأثر صحيح ..
وعُرِف عن شيخ الإسلام أنه قال: (لم أجد العزو)
(ما يصنع بي أعدائي؟ إن جنتي وبستاني في صدري، إن حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وطردي سياحة)
(ندمت على ما فات من عمري .. ليته كان في القرآن)
أو:
ندمت على أني لم أجعل حياتي كلها في تفسير القرآن
قال الغزالي في الإحياء 1/ 275 - 276 الطبعة القديمة
وقال بعض العلماء: إن العبد ليتلو القرآن فيلعن نفسه وهو لا يعلم يقول " ألا لعنة الله على الظالمين " وهو ظالم نفسه " ألا لعنة الله على الكاذبين " وهو منهم. وقال الحسن: إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملاً فأنتم تركبونه فتقطعون به مراحله، وإن من كان قبلكم رأوه رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.
وقال ابن مسعود أنزل القرآن عليهم ليعملوا به فاتخذوا دراسته عملاً إن أحدكم ليقرأ القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفاً وقد أسقط العمل به. وفي حديث ابن عمر وحديث جندب رضي الله عنهما: لقد عشنا دهراً طويلاً وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن فتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فيتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يقف عنده منها. ثم لقد رأيت رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته لا يدري ما آمره ولا زاجره ولا ما ينبغي أن يقف عنده منه ينثره نثر الدقل. اهـ
وقال في الإحياء 1/ 283
وعن أبي ذر قال " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا ليلة فقام بآية يرددها وهي " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم " الآية " (قال العراقي عنه أن سنده صحيح) وقام تميم الداري ليلة بهذه الآية " أم حسب الذين اجترحوا السيئات " الآية. وقام سعيد بن جبير ليلة يردد هذه الآية " وامتازوا اليوم أيها المجرمون " وقال بعضهم: إني لأفتتح السورة فيوقفني بعض ما أشهد فيها عن الفراغ منها حتى يطلع الفجر. وكان بعضهم يقول: آية لا أتفهمها ولا يكون قلبي فيها لا أعد لها ثواباً، وحكي عن أبي سليمان الداراني أنه قال: إني لأتلو الآية فأقيم فيها أربع ليال أو خمس ليال ولولا أني أقطع الفكر فيها ما جاوزتها إلى غيرها. وعن بعض السلف أنه بقي في سورة هود ستة أشهر يكررها ولا يفرغ من التدبر فيها. وقال بعض العارفين: لي في كل جمعة ختمة وفي كل شهر ختمة وفي كل سنة ختمة ولي ختمه منذ ثلاثين سنة ما فرغت منها بعد. وذلك بحسب درجات تدبره وتفتيشه. اهـ
وقال ابن القيم في مدارج السالكين: 1/ 451 - 453 دار الكتاب العربي
¥