[سؤال مهم لخبراء علم التجويد]
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[30 - 09 - 07, 09:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على خير المرسلين أما بعد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحبتي في الله, عندي سؤال قد أشكل علي و هو:
ما أوجه الوقف الجائزة على كلمة " هاؤم" في قوله تعالى: " {فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ} , اية رقم 19 من سورة الحاقة.
الإشكال: فيما إذا كانت حركة الضمة على حرف الميم في هاؤم أصلية أم لا!!!
أرجو الإفادة و لا بأس إن كان مع شرح بسيط حتى تعم الفائدة إن شاء الله تعالى,
و لكم خالص الدعاء
نفع الله بكم و أغناكم من فضله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[15 - 10 - 07, 01:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
بخصوص الوقف على كلمة "هاؤم"
أقول:
أولاً: الوقف على هذه الكلمة وقف حسن.
ثانياً: ضمة الميم عارضة من أجل التخلص من التقاء الساكنين. كما أن الميم ميم الجمع، وعلى هذا لا يجوز فيها إلا السكون المحض لقول الشاطبي في اللامية:
وفي هاء تأنيث وميم الجمع قل وعاض شكل لم يكونا ليدخلا
ـ[د أحمد شوكه]ــــــــ[15 - 10 - 07, 10:42 م]ـ
خي الحبيب هذا جمع مختصر أهديه لك , ولعلك تجد فيه ضالتك , وتدعو لي:
بداية يجوز الوقف على الميم باتفاق القرّاء ما عدا الشيخ مكي بن ابي طالب (ت437هـ) فلا .. وإليك أقوال العلماء في ذلك , لعلها تكون جواباً لسؤالك أخي العزيز ..
قال الشيخ ابو شامة – رحمه الله -: (قوله تعالى: ((هاؤم)) {الحاقة: 19} ليس لها حكم ((هأنتم))؛ لأنّ همزة هاؤم متوسطة؛ ولأنها من تتمّة كلمة ها بمعنى خذ ثمّ اتصل بها ضمير الجماعة المتصل وها أنتم الهاء فيه للتنبيه دخل على أنتم وتسهل همزة هاؤم بلا خلاف بين بين ويوقف على ((هاؤم)). ومنع مكي من الوقف عليها ظنا منه أنّ الأصل هاؤموا بواو وإنما كتبت على لفظ الوصل فحذفت , فقال: لا يحسن الوقف عليها؛ لأنك إن وقفت على الأصل بالواو خالفت الخط وإن وقفت بغير واو خالفت الأصل وذكر الشيخ معنى ذلك وشرحه وهو سهو فإن الميم في ((هاؤم)) مثل الميم في أنتم الأصل فيها الصلة بالواو كما في قراءة ابن كثير ورسم المصحف الكريم في جميع هذا الباب بحذف الواو فيما ليس بعده ساكن , فما الظنّ بما بعده ساكن , فالوقف على الميم لجميع القرّاء وإذا كان ابن كثير الذي يصل ميم الجمع بواو في الوصل لا يقف بالواو على الأصل فما الظنّ بغيره فإن قلت هلا جرى الوجهان في نحو ((دعاؤكم)) و ((هاؤم))؛ لأنّ الهمز فيها متوسط بزائد دخل عليه بعده كما لو كان الزائد قبله قلت: لأنّ الهمز هنا دائر بين أن يكون متوسطا أو متطرفا وأيّاً ما كان فحمزة يسهله بخلاف ما إذا كان الزائد متقدماً فإنّ الهمز يصير مبتدأ والمبتدأ فيه الخلاف .. ). {إبراز المعاني من حرز الأماني: 1/ 249 - 250}.
وأوضح ذلك أكثر ابن الجزري قائلاً: (فالهمزة فيه ليست من باب ((هؤلاء , هانتم))؛ لأنّ همزة ((هاؤم)) حقيقيّة؛ ولأنها تتمّة كلمة هاء بمعنى: خذ ثم اتصل بها ضمير الجماعة المتصل و ((هؤلاء , هانتم)) الهاء فيهما للتنبيه دخلت على (أولاء) وعلى (أنتم) , فتسهل همزة ((هاؤم)) بلا خلاف بين بين , ويوقف ((هاؤم)) على الميم بلا نظر. وقد منع أبو محمّد مكي الوقف عليها ظناً منه أنّ الأصل: (هاؤمو) بواو وإنما كتبت على لفظ الوصل فحذفت لالتقاء الساكنين كما حذفت في ((سندع الزبانية)) , فقال: لا يحسن الوقف عليه؛ لأنك إن وقفت على الأصل بالواو خالفت الخط , وإن وقفت بغير واو خالفت الأصل. وذكر الشيخ أبو الحسن السخاوي في شرحه معنى ذلك. وذلك سهو بيّن فإنّ الميم في ((هاؤم)) مثل الميم في (أنتم) الأصل فيهما الصلة بالواو على ما في قراءة ابن كثير وأبي جعفر ورسم المصحف في جميع ذلك بحذف الواو فيما ليس بعده ساكن فما بعده ساكن أوْلى. فالوقف على الميم لجميع القراء وإذا كان الذي يصل ميم الجمع بواو في الوصل لا يقف بالواو على الأصل فما الظنّ بغيره وهذا ممّا نبه عليه الأستاذ أبو شامة رحمه الله). {النشر في القراءات العشر: 1/ 516 - 517}.
وبيّن ذلك أيضاً البنا الدمياطي ووافق المتقدّمين حتى جزم قائلاً: ( .. فتسهل همزة ((هاؤم)) بَيْنَ بَيْنَ بلا خلاف , ويوقف على الميم من غير نظر). {إتحاف فضلاء البشر فى القراءات الأربعة عشر:1/ 141}.
وللفائدة: قال العكبري: (((هاؤم)): اسم للفعل , بمعنى: خذوا , و كتابيه منصوب بـ ((اقرءوا)) لا بـ ((هاؤم)) عند البصريين وبـ ((هاؤم)) عند الكوفيين). {التبيان في إعراب القرآن:2/ 267}.
ويقال: هاؤم , وهاؤما , وهاؤموا .. وفيه لغة أخرى: هاء، وهاآ، وهاؤا، وهائي، وهأن، نحو خفن وقيل: هاك، ثم يثنى الكاف ويجمع ويؤنث , قال تعالى: ((هاؤم اقرءوا كتابيه)). وقيل هذه أسماء الأفعال، يقال: هاء يهاء , نحو: خاف يخاف. وقيل: هاني يهانى , مثل نادي ينادي وقيل: إهاء , نحو إخال. {ينظر: مفردات غريب القرآن للأصفهاني:1/ 549}.
¥