[كيف نجمع بين الآيات التي ورد فيه لفظ (المشرق، المشرقين، المشارق)؟؟؟]
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[09 - 09 - 07, 03:50 م]ـ
ذكر الله تبارك وتعالى المشرق والمغرب في أكثر من آية في كتابه العزيز
بصيغة المفرد والمثنى والجمع
(رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فأتخذه وكيلاً) سورة المزمل (9)
(رب المشرقين ورب المغربين فبأي آلا ربكما تكذبان) سورة الرحمن (17)
(فلا أقسم برب المشارق والمغارب) سورة المعارج (40)
فكيف الجمع بينها بارك الله فيكم؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[09 - 09 - 07, 04:07 م]ـ
أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن - (ج 6 / ص 448 نسخة الشاملة)
((وقوله تعالى: في هذه الآية الكريمة: {وَرَبُّ المشارق}، لم يذكر في هذه الآية إلا المشارق وحدها، ولم يذكر فيها المغارب.
وقد بيّنا في كتابنا «دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب»: وجه اختلاف ألفاظ الآيات في ذلك. فقلنا فيه في الكلام على قوله تعالى: {وَللَّهِ المشرق والمغرب} [البقرة: 115] ما لفظه أفرد في هذه الآية الكريمة المشرق والمغرب، وثناهما في سورة الرحمن في قوله تعالى: {رَبُّ المشرقين وَرَبُّ المغربين} [الرحمن: 17] وجمعهما في سورة «سَأَلَ سَائِل» في قوله تعالى: {فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبِّ المشارق والمغارب} [المعارج: 40] وجمع المشارق في سورة الصافات في قوله تعالى: {رَّبُّ السماوات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ المشارق} [الصافات: 5].
والجواب: أن قوله هنا: {وَللَّهِ المشرق والمغرب} المراد به جنس المشرق والمغرب، فهو صادق بكل مشرق من مشارق الشمس التي هي ثلاثمائة وستون، وكل مغرب من مغاربها التي هي كذلك كما رُوي عن ابن عباس وغيره.
قال ابن جرير في تفسير هذه الآية الكريمة ما نصه: وإنما معنى ذلك: ولله المشرق الذي تشرق منه الشمس كل يوم، والمغرب الذي تغرب فيه كلّ يوم.
فتأويله إذا كان ذلك معناه: ولله ما بين قطري المشرق وقطري المغرب إذا كان شروق الشمس كلّ يوم من موضع منه لا تعود لشروقها منه إلى الحول الذي بعده، وكذلك غروبها. انتهى منه بلفظه.
وقوله: {رَبُّ المشرقين وَرَبُّ المغربين} [الرحمن: 17] يعين مشرق الشتاء، ومشرق الصيف، ومغربهما كما عليه الجمهور، وقيل: مشرق الشمس والقمر ومغربهما.
وقوله: {بِرَبِّ المشارق والمغارب} [المعارج: 40] أي مشارق الشمس ومغاربها كما تقدم. وقيل: مشارق الشمس والقمر والكواكب ومغاربها. والعلم عند الله تعالى)) ا. هـ
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[09 - 09 - 07, 04:08 م]ـ
للفائدة فقط وليست إجابة لسؤال الأخ:
من دلائل إعجازه القرآن مثلا أن الله ذكر في كتابه المشرق والمغرب ذكرهما مفردين وذكرهما على هيئة التثنية وذكرهما على صيغة الجمع وكل ذكر لهما كان يوازي السياق العام الذي جاء فيه، لما ذكر الله جل وعلا عبادته والتوجه إليه في الصلاة وهو حق له مطلق تبارك وتعالى لا يشاركه فيه أحد قال سبحانه {وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ} فأفرد الله ذكر المشرق وأفرد ذكر المغرب ولما ذكر جل وعلا الانقطاع إليه والتبتل إليه وذكر وحدانيته وأنه لا رب غيره ولا إله سواه قال سبحانه لنبيه {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا} فذكرهما الله جل وعلا على هيئة الأفراد لأن السياق والمنح العام للآيات يتطلب هذا ولا ملزم على الله، فلما خاطب الله الثقلين الجن والأنس وقال جل ذكره {خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّار ٍفَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} وكان الخطاب للاثنين ثناء جل وعلا المشرق والمغرب ولم يذكرهما مفردين كما فعل في الأولين قال جل ذكره {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْن فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} ولما ذكر سبحانه تفرق الناس على نبينا (صلى الله عليه وسلم) واختلافهم فيه أي القرشيين هذا يصدقه وهذا يكذبه والمكذبون له هذا يقول أنه مجنون وهذا يقول أنه ساحر وهذا يقول أنه كاهن وهذا متوقف فيه قال جل ثناؤه وتبارك أسمه {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِين أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ} فجمع جل وعلا حتى يناسب اللفظ القرآني يناسب السياق العام والمنح الذي جاء فيه الأيه لما كان كفار قريش متفرقين في فهم القرآن في فهم الرسالة جاء الخطاب القرآني متفرقاً {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُون}.