[هيا نتدبر القرآن .... في شهر القرآن]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 09 - 07, 03:45 ص]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
قال الله سبحانه تعالى:
{أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}
{أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}
{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}
في شهر رمضان يقرأ القرآن مَن لم يكن يقرؤه، ويزيد في مقدار قراءته مَن كان يقرؤه قبل رمضان.
وكثيرا ما ينقدح في صدر القارئ معنًى من المعاني القرآنية، أو قبس من أنوار الكلمات الربانية، فيرى بعين البصيرة ما لم يكن يراه بعين البصر، ويلين قلبه وجلده خشوعا وإجلالا لذكر الله عز وجل، فيزداد إيمانا ويقينا، ويزداد كذلك علما وفهما.
وقد قال غير واحد من السلف: إن العلم ليس بكثرة المسائل، ولكنه نور يقذفه الله في قلب العبد.
وفي الحديث المشهور عن علي رضي الله عنه: (( ... إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن)).
وقد خطر لي أن يذكر كُل منا ما انقدح في ذهنه، وظهر له من استنباط أو تدبر في المعاني القرآنية في أثناء قراءته القرآن في هذا الشهر الكريم.
ومن تدبر آية واحدة فلعلها تكون سبيلا لفوزه في الآخرة، ونجاته يوم القيامة.
ومن نظر في أحوال السلف وجد هذا كثيرا عندهم، رحمهم الله ورضي عنهم، وألحقنا بهم بمنه وكرمه.
وقد أفرده بالتصنيف أيضا جماعة من أهل العلم، منهم الكرجي القصاب، والطوفي الحنبلي، والحافظ السيوطي.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
وأعاننا على تدبر كتابه، والوصول لنيل ثوابه.
أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[14 - 09 - 07, 06:53 ص]ـ
حسنا فعلت أيها الفاضل ..
وهذه مقدمة ثانية للموضوع مدارها على تدبر التدبر!!
قال ابن فارس:
(دبر) الدال والباء والراء. أصل هذا الباب أنَّ جُلّه في قياسٍ واحد، وهو آخِر الشَّيء وخَلْفُه خلافُ قُبُلِه.
يستفاد منه معنيان:
دبر الشيء هو آخره في مقابل أوله.
دبر الشيء هو خلفه في مقابل قبله.
المعنى الاول أليق بالزمان إذ الشأن فيه تعاقب فثم أول وتال إلى أن نصل إلى آخر السلسلة.
المعنى الثاني أنسب للمكان لأن مدار المعنى على تجاور الأبعاد فثم بعد يواجه العين وبعد محجوب عنها.
ويجتمع المعنيان معا على صعيد واحد هو الخفاء ...
فأول الشيء هو حاله وآخره هو مآله، والمآل أخفى بالضرورة من الحال.
كما أن قبل الشيء ممنوح للعين ودبره ممنوع عليها ...
التدبر هو طلب الدبر أي كشف الخفاء ...
والأمر بتدبر القرآن دليل على أن فيه معان قريبة جدا من الفهم طالبة له ومعان أخرى خلفها ينبغي أن تكون مطلوبة له ..
وفي رأيي إن قولنا "معنى قبلي" و"معنى دبري" أفضل من الاصطلاح الآخر: الظاهر والباطن .. لاسيما وأن هذه الثنائية قد فقدت براءتها الدلالية بعدما لاكتها ألسنة الصوفية والاشراقيين والشيعة ..
وبناء على هذا المعنى المعجمي نرى أن تدبر القرآن يتخذ مسارين:
-تتبع المعنى القرآني إلى آخره ... ولا يتعين ذلك إلا بملاحقة اللوازم واستحضارها ...
- الالتفات إلى المعنى الخلفي وسبيله توسم الإيحاءات والإشارات ..
والفرق بين النوعين كالفرق بين الزمان والمكان ...
فثمة معنى يصاحبه معنى آخر لكنه يخفى على الأبصار،والتدبر هو رصده وهذا صعب جدا لان المعنى الظاهر له إشعاع قوي بحيث يحجب المعنى الآخر .. تخيل مثلا صعوبة اكتشاف نجم صغير في محيط هالة البدر التمام ...
وثمة معنى تتفرع عنه معان أخرى على سبيل الامتداد الدلالي ... وتدبره هو اعتبار ما سيكون عليه ... وهو أحد معاني التأويل المعروفة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 09 - 07, 10:49 م]ـ
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9545
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[24 - 09 - 07, 07:21 ص]ـ
يقول شيخ الإسلام [ابن تيمية] رحمه الله من اعتقد أنه سيهتدي بهدى غير هدى الله فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ويقول جل ذكره (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)
قال [عمر بن الخطاب] رضي الله عنه لأحد ولاته على وقد ترك ولقيه في الطريق: كيف تركت وأتيتني قال: وليت عليها فلاناً يا أمير المؤمنين قال و من هو ذا قال مولى لنا وعبد من عبيدنا قال [عمر] ثكلتك أمك تولى على مولى قال يا أمير المؤمنين إنه حافظ لكتاب الله عالم بالفرائض فدمعت عينا عمر وقال صدق رسول الله "إن الله ليرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين"
يقول لـ[ابن مسعود] كما في الصحيحين: " يا عبد الله اقرأ علىّ القرآن فيخجل عبد الله ويستحي من شيخه صلى الله عليه وسلم ويقول كيف أقرأ القرآن عليك وعليك أنزل، قال: اقرأ فإني أحب أن أسمعه من غيري قال: فاندفعت أقرأ في سورة النساء فلما بلغت قول الله (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) قال حسبك حسبك، فنظرت فإذا عيناه ـ صلى الله عليه وسلم ـ تذرفان" تأثر من كلام الله تعالى
والله اعلم
¥