تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المطَّردات وشبه المطردات في التنزيل ..

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[19 - 09 - 07, 06:30 ص]ـ

المطَّردات وشبه المطردات في التنزيل ..

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ...

أعني بالمطردات ما جاء على وتيرة واحدة في مواضع متفرقة من القرآن الكريم، سواء أكان هذا الاطراد للمعنى أم للمبنى، وأعني بشبه الاطراد تخلف مفردة او اثنتين عن القاعدة العامة بما لا يلغي هذه القاعدة فمن المقرر عند الناس أن القاعدة ليس من شرطها أن تكون مطلقة تذعن لها كل الجزئيات بل يكتفي فيها بالأغلب والأعم، ففي مجال الرياضيات نفسه -وهو مجال الصرامة والضبط الشديد-لا يتبرم المختصون بوجود "حالات خاصة " و"استثناءات شاذة".

1 -

نستهل بما لاحظه العلماء من اطراد ذكر ما يتعلق بالقرآن والوحي عقيب القسم بالحروف المقطعة في مطالع السور:

-الم. ذَلِكَ الْكِتَابُ .. –البقرة-

-الم. اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ. نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَاب .... َ-آل عمران-

-المص. كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ ... -الأعراف-

-الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ... -يونس-

-الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ .... -هود-

-الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ .... -إبراهيم-

-ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ .... -ص-

-ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ .... -ق-

ولم يخرج عن الوتيرة إلا سورتان اثنتان:

سورة العنكبوت:

الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)

وجارتها سورة الروم:

الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4)

فإن قلت، كيف يقول ابن كثير:

"ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته، وهذا معلوم بالاستقراء، وهو الواقع في تسع وعشرين سورة،"

قلنا إن ابن كثير اعتبر السورة إجمالا وليس مطلعها فقط .. و نحن نجد بالفعل الانتصار للقرآن وبيان إعجازه ابتداء من الآية 47 في سورة العنكبوت:

وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ {47}

ونجد ذلك أيضا في أواخر سورة الروم:

وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ {58}

ثم إن ابن كثير-رحمه الله- قال" يذكر فيها"وليس عقبها .. ومن ثم تظهر عدم دقة الشيخ الأمين الشنقيطي عندما قال في ترجيح الرأي القائل أن الحروف المقطعة جاءت تنبيها على إعجاز القرآن بدليل ذكر ما يتعلق بالقرآن بعدها .. قال رحمه الله:

"ووجه شهادة استقراء القرآن لهذا القول: أن السور التي افتتحت بالحروف المقطعة يذكر فيها دائما عقب الحروف المقطعة الانتصار للقرآن وبيان إعجازه، وأنه الحق الذي لا شك فيه."

قوله "دائما عقب الحروف" فيه نظر .. وهو نفسه استعرض بعد ذلك كل فواتح السور المستهلة بالحروف المقطعة على ترتيبها في المصحف لكنه لم يذكر شيئا عن سورتي العنكبوت والروم ... فكان أولى به إما أن يستبدل "غالبا" ب"دائما" أو أن يطوي عبارة" عقب الحروف" كما فعل ابن كثير.

ومن الطريف أن نلاحظ هنا أمرا عجيبا يتعلق بترتيب هذه السور:

فالسورتان الخارجتان عن الاطراد جاءتا متتاليتين وبالضبط في منتصف السور ذات الحروف المقطعة ...

فقبلهما أربع عشرة سورة هي:

1 - البقرة.2 - آل عمران.3 - الأعراف.4 - يونس.5 - هود.6 - يوسف.7 - الرعد.8 - إبراهيم.9 - الحجر.10 - مريم.11 - طه.12 - الشعراء.13 - النمل.14 - القصص.

ثم العنكبوت والروم

وبعدهما ثلاث عشرة سورة هي:

1 - لقمان .. 2 - السجدة.3 - يس.4 - ص.5 - غافر.6 - فصلت.7 - الشورى.8 - الزخرف.9 - الدخان.10 - الجاثية.11 - الأحقاف.12 - ق.13 - ن.

هل لذلك من معنى؟ علم ذلك عند ربي ...

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[19 - 09 - 07, 09:50 ص]ـ

بورك فيك أخي الكريم

أستسمحك أخي في قولك: ومن ثم تظهر عدم دقة الشيخ الأمين الشنقيطي

فكلامك عن العلامة الشنقيطي منتقض بقولك في أول كلامك أن القاعدة ما اطرد وغلب، و لاعبرة بالشاذ إلا حفظه.

والتحقيق أن قول الشنقيطي ومن سبقه في ذلك صحيح، إذ المراد من تقطيع الحروف الإعجاز بالقرآن ودليل ذلك ذكر القرآن أو لوازم الإعجاز كما حصل في السورتين التي ذكرت، أما سورة الروم ففيها نبوءة غلب الروم في أدنى الأرض للفرس، والسورة الثانية فيها نبوءة تمحيص المومنين وتمييزهم عن المنافقين، وهذان خادمان لإعجاز القرآن الكريم، والله الموفق للصواب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير