تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[(الكشاف) .. ماله وما عليه!]

ـ[مشعل الزعبي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 10:20 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

سألني أحد الأخوة أن أكتب له ورقات عن تفسير الكشاف وعن صاحبه وعن سبب كثرة الكلام حوله، وطالبني بالإختصار ما استطعت، فأجبته إلى ذلك، مستعينًا بالله، وما زدت على أن جمعت طرفًا من كلام أهل العلم، ورتبته.

فأحببت أن أعرضها عليكم - رغم علمي بجهلي، واعترافي بتقصيري - فلعلّ الله أن ينفع بها غير الذي طلبها، وينفعني بها يوم لا ينفع مال ولا بنون. آمين

الكشاف

ماله وماعليه

لـ: مشعل بن محمد الزعبي

مما لا شكّ فيه أنّ تأثير الإسلام على الجزيرة العربية، بل على سائر الأصقاع التي بلغها تأثير أكبر من يُخفى، وأوضح من أن ينفى، فالدنيا قبل الإسلام ليست هي الدنيا بعده، وهذا التحوّل شمل كل الجوانب ومنها الجانب العلمي.

وهذا الدين يقوم على أصلين ثابتين: القرآن، والسنّة، فبما فيهما يُعبد الله، ويتعامل الناس مع بعضهم البعض، وهما مركب النجاة الذي يصل الإنسان به إلى الصلاح في الحال والفلاح في المآل.

ومن أعظم العلوم التي تنافس فيها العلماء - قديمًا وحديثًا - علوم القرآن، فإنّ عظمة كل علم تُستمدّ من عظمة موضوعه، وموضوع هذه العلوم هو القرآن، كلام الله، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومن أجلّ هذه العلوم: التفسير.

والتفسير: بيان معاني القرآن الكريم، وأشهر من تصدّى لهذا الباب من الصحابة: الخلفاء الأربعة، وعبدالله بن مسعود، وعبدالله بن عباس.

وبرع بعدهم كثير من التابعين وتابعي التابعين في هذا المجال، وبدأ العلماء بتدوين هذا العلم كسائر العلوم، ثمّ وضعوا له القواعد والأصول.

وكان التفسير في بداياته لا يعتمد إلا على الأحاديث الواردة عن الرسول، والآثار الواردة عن الصحابة والتابعين، ثم جائت مدرسة الرأي، وهي مدرسة توسعت في التفسير بخلاف الأولى.

ومنهم من اهتمّ بالجوانب اللغوية والبلاغية في القرآن، ولا يُعرف تفسيرٌ في هذا المجال أهمّ من تفسير (الكشّاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل) موضوع هذه الرسالة.

* المؤلّف:

أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي الزمخشري "نسبةً إلى قرية زمخشر في خوارزم".

وُلد بزمخشر سنة 467هـ، سافر إلى مكّة وجاور بها زمانا فصار يُقال له: "جار الله".

قال ابن السمعاني: "كان ممن برع في الأدب والنحو واللغة لقى الكبار وصنف التصانيف ودخل خراسان عدة نوب وما دخل بلدا إلا وإجتمعوا عليه وتلمذوا له وكان علامة الأدب ونسابة العرب تضرب إليه أكباد الإبل".

و قال ابن خلكان: "الإمام الكبير في التفسير، والحديث، والنحو، واللغة، وعلم البيان، وأنَّه كان إمام عصره من غير مدافعة".

واعتبره ياقوت الحموي إماماً في التفسير والنحو واللغة والأدب، وأنه واسع العلم، كبير الفضل، متفنِّن في علوم شتى.

وقال عنه الذهبي: "العلامة، كبير المعتزلة .. ". ولو تتبعنا ثناء المؤرخين عليه فلن ننتهي.

ومن شعره السائر:

سهري لتنقيح العلوم ألذّ لي * من وصل غانيةٍ وطيب عناقِ

وتمايلي طربًا لحلِّ عويصةٍ * أشهى وأحلى من مدامة ساقِ

من مؤلفاته:

*الفائق في غريب الحديث

*أساس البلاغة

*المستقصى في أمثال العرب

*مقامات الزمخشري

*أطواق الذهب في المواعظ والخطب، وغيرها

توفي رحمه الله سنة 538هـ بخوارزم.

* الكتاب:

تفسير للقرآن الكريم، ألّفه الزمخشري بعد أن طُلب منه ذلك فاستعفى مرّات ثم أجاب كما قال في مقدمة التفسير، وقد أشاد كثير من أصحاب التراجم بهذا المؤلَّف. فابن خلكان عند حديثه عن هذا الكتاب يذكر أنه: "لم يصنف قبل هذا الكتاب مثله". وأشاد الزمخشري نفسه بهذا المصنف وافتخر به، فقال:

وناهيكَ بالكشَّاف كَنْزاً تَصادُه * يُعلِّمُ تمييزَ الجياد الصِّيارفا

وقال أيضاً:

إنَّ التفاسيرَ في الدنيا بلا عددٍ * وليس فيها لَعَمْري مثلُ كَشَّافي

إنَّ كنت تبغي الهدى فالزمْ قراءته * فالجهلُ كالداء والكشَّاف كالشَّافي

وقد ترك هذا الكتاب صدًى واسعاً في الساحة العلمية، وانكبّ الدارسون عليه شرحاً وتحليلاً ونقدًا، وطبع مراراً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير