[(الم) ألف حرف، ماذا يراد بالحرف في لغة العرب؟]
ـ[سالم الجزائري]ــــــــ[08 - 08 - 07, 03:45 ص]ـ
بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
قال شيخ الإسلام والمسلمين ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته العبودية
فجميع ما شرعه الله من الذكر إنما هو كلام تام لا اسم مفرد لا مُظهر ولا مضمر.
وهذا هو الذي يسمى في اللغة كلمة كقوله: ((كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده: سبحان الله العظيم)). وقوله: ((أفضل كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد (ألا كل شيء ما خلا الله باطل)، ومنه قوله تعالى: {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ? [الكهف:05] الآية، وقوله: ?وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً? [الأنعام:115].
وأمثال ذلك مما استعمل فيه لفظ الكلمة في الكتاب والسنة؛ بل وسائر كلام العرب فإنما يراد به الجملة التامة كما كانوا يستعملون الحرف في الاسم، فيقولون: هذا حرف غريب أي لفظ الاسم غريب.
وقسم سيبويه الكلام إلى اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل، وكل من هذه الأقسام يسمى حرفا؛ لكن خاصة الثالث أنه حرف جاء بمعنى ليس باسم ولا فعل، وسمى حروف الهجاء باسم الحرف وهي أسماء، ولفظ الحرف يتناول هذه الأسماء وغيرها.
كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول ?الم? حرف ولكن: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)).
وقد سأل الخليل أصحابه عن النطق بحرف الزاي من زيد فقالوا: زاي. فقال: جئتم بالاسم وإنما الحرف زَ.
ثم إن النحاة اصطلحوا على أن هذا المسمى في اللغة بالحرف يسمى كلمة وأن لفظ الحرف يخص لما جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل كحروف الجر ونحوها.
وأما ألفاظ حروف الهجاء فيعبر تارة بالحرف عن نفس الحرف من اللفظ، وتارة باسم ذلك الحرف.
ولما غلب هذا الاصطلاح صار يتوهم من اعتاده أنه هكذا في لغة العرب
قال الشيخ خالد المصلح في شرحه على هذه الرسالة:
قول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ((لا أقول ?الم? حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)) بعض الناس أن الأجر في قراءة القرآن مجزأ على الحروف الهجائية، يعني مثلا قول: ?قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ? [الإخلاص:01] يعد القاف حرفا، واللام حرفا، ويقول: أن القاف فيها عشر حسنات واللام فيه عشر حسنات، وليس هذا المراد، مراد النبي أن كلمة ?قُلْ? هي عشر حسنات ولذلك ((لا أقول ?الم? حرف إنما ألف حرف ولام حرف وميم حرف))، لأن هذه لا تقرأ أَلَمْ وإنما تقرأ (ألف لام ميم) عندنا ثلاثة كلمات وليست كلمة واحدة، ولو كانت كلمة واحدة لقرأناها أَلَمْ، فالحرف في لغة العرب يطلق على الاسم وليس على الحرف الهجائي وهو ما لا يفيد معنى في ذاته.
فتنزيل النصوص على الاصطلاحات الحادثة يُرْبك في فهم المعنى والمراد.
مثّل الشيخ -رحمه الله- بالحرف استطرادا وإلا فالأصل في استعمال الكلمة، يقول -رحمه الله- (وأمثال ذلك مما استعمل فيه لفظ الكلمة) عاد الكلام إلى الأصل في كلام العرب أن الكلمة لا تطلق إلا على الكلام المفيد، لا تطلق على ما ليس مفيدا من الكلام.
حدث اصطلاح عند النحاة: إطلاق الكلمة على اللفظ المجرد الذي لا يفيد معنى تاما، فهُم يطلقون الكلمة على الفعل يطلقون الكلمة على الاسم ويطلقون الكلمة على الحرف، وهذا خلاف ما في القرآن وما في استعمال العرب.
ـ[مهندس ماهر]ــــــــ[11 - 08 - 07, 06:56 م]ـ
جزلك الله خيرا
وهذا ما ذكره بن الجزري في النشر أيضا
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[16 - 09 - 07, 08:01 م]ـ
بارك الله فيك على إفادتك
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[17 - 09 - 07, 01:30 ص]ـ
جزاك الله خيراً
وهذا رابط لعله يفيد في المسألة
http://saaid.net/Doat/ehsan/121.htm
ـ[سالم الجزائري]ــــــــ[17 - 09 - 07, 02:28 ص]ـ
وإياكم،،،
الشيخ إحسان العتيبي، بحثكم استحق حقيقة أن يعرّج عليه.
وفي الحقيقة بحثت -لكن بحث قاصر- عن من قال بهذا القول غير شيخ الإسلام، فلعلكم تفيدونا وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[18 - 09 - 07, 07:16 م]ـ
نعم، هو قول الحافظ ابن الجزري أيضاً.