[سؤال عن الناسخ و المنسوخ]
ـ[عمار التميمي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 01:03 ص]ـ
هل يستطاع من خلال حكم المحكم والمتشابه فهم الناسخ والمنسوخ دون الرجوع الى هذا التعبير؟
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[07 - 08 - 07, 03:48 م]ـ
لولا فصلت لنا:ماهو حكم المحكم والمتشابه كى نتعلمه منك؟ وبارك الله فيك.
أما النسخ فهناك من ينكره ,وهناك من ضيق القول به. والقائلين به يقصرونه على الأحكام.
وأنا أويدك فى دعوتك لعدم الرجوع لهذا التعبير.
ـ[عمار التميمي]ــــــــ[09 - 08 - 07, 05:12 م]ـ
اخي مصطفى سعيد، اسلام عليكم.
كان طرحي كسؤال حتى لا اقدم نفسي على اهل العلم في من بحث في هذا العلم (اي المحكم و المتشابه) الذي دللنا الله عليه في قوله:
{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ}
انا لا ادعي العلم، لكن لكل مسلم بصيرة، هو مسؤول عنها.
كنت اود ان من توصّل الى ما طرحته كسؤال من اهل العلم بتوضيح الفرق او التشابه بين اللفظ القرآني (المحكم و المتشابه) و اللفظ في علم الاصول (الناسخ و المنسوخ). وبذلك قد اعفاني ادلاء رآي في المسئلة.
اذا كان ولا بد من ان اجيب عن ما بدا لي في هذا الباب، اود ان اقول، قبل ان ادلي برآي، إن كان فيه خير فمن الله و إن كان على خطآ فمن نفسي ولا تبخلوا بالارشاد.
اللهم صلي على محمد و بعد:
المحكم من الاية القرآنية هو ما احكمت الاية توضيحه على ظاهر النص من خصوص او تعميم، دائم او منقطع، مباشر او متضمن. المتشابه من نفس الاية هو ما لم تشر اليه الاية على وجه الظاهر لكن لمن تدبّر الحكم الظاهر لستدل به على احكام آخر تتشابه في حكمها حكم الظاهر من حيث المقصد. وهؤلاء هم الراسخون في العلم الذين مدحهم الله بإيمانهم في الاية التي وردت. وهؤلاء هم الذين استبرؤا لدينهم وعرضهم في الحديث:
- الحلال بين، والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لعرضه ودينه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كراع يرعى حول الحمى، يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله تعالى في أرضه محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب ?الراوي: النعمان بن بشير - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3193
إذا نظرنا الى المحكم و المتشابه على الوجه القرآني كما اسلفت، فإننا نجد فيه دليلا كافيا وافيا و اشمل من التعبير اللاحق (اي الناسخ و المنسوخ).
سأسرد مثال لإظهار ما اقصد:
رقم واحد:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}
رقم اثنان:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَاءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا}
رقم ثلاثة:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
كلّنا نعلم ان اية رقم ثلاثة، قد نسخت ايتين هما: رقم واحد و رقم اثنان، حسب مفهوم الناسخ و المنسوخ.
اذا طبّقنا حكم المحكم والمتشابه على هذا المثال لوصلنا لما وصل اليه حكم الناسخ والمنسوخ دون طعطيل لإي حكم من احكام آيات القرآن الحكيم.
اية رقم واحد: حكمت على ان الخمر يتضمن إثم على وجه العموم بشكل دائم. المتشابه هنا شرب الخمر كفعل، كذلك اي افعال شارب الخمر يتضمن اثم.
اية رقم اثنان: حكمت على شرب الخمر كفعل على وجه منقطع (اي حين دخلول وقت الصلاة) ومتضمن (اي اذا اسكر) كذلك حكمت متشابه اية رقم واحد من حيث افعال شارب الخمر: القول بما لا يعلم.
اية رقم ثلاثة: حكمت على ان الخمر على وجه العموم بشكل دائم و مباشر، وبذلك احكمت كل متشابه له علاقة بالخمر.
في الختام اريد ان انقل فهم الصحابي الجليل عمر ابن الخطاب لحكم المحكم والمتشابه في نزول اول اية فعلم محكمها ومتشابهها فسأل الله بما فيه احكم فنزلت الاية الثانية
فعلم محكمها ومتشابهها فسأل الله بما فيه احكم فنزلت الاية الثالثة محكمة تامّة، الحديث:
اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء، فنزلت التي في البقرة (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير) الآية فدعي عمر فقرئت عليه، قال: اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء، فنزلت التي في النساء (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) فدعي عمر فقرئت عليه، ثم قال: اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء، فنزلت التي في المائدة: (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر) - إلى قوله - (فهل أنتم منتهون)، فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: انتهينا انتهينا ?الراوي: عمر بن الخطاب - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3049
¥