يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء: 59]
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً [النساء: 136]
لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً [النساء: 162]
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [المائدة: 69]
إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ [التوبة: 18]
ظهر لي- والله أعلم-أن عطف الإيمان باليوم الآخر على الإيمان بالله متناسب مع اطراد آخر في القرآن العظيم وهو عطف العمل الصالح على الإيمان. وتفصيل ذلك:
أن للإنسان قوتين: قوة علمية وقوة عملية .. ولا يمكن أن تخلو أحوال الإنسان عن الأمرين .. فهو إما مدرك وإما مريد ... ولذا انتقد أبو العباس شيخ الإسلام المناطقة في اقتصارهم على حد الإنسان بالمقوم النطقي فقط .. ورأى أن الإنسان حيوان مريد أيضا .. بل لعل مقوم الإرادة أظهر من الثاني ..
قال -رحمه الله-
والنفس بطبعها متحولة، فإنها حية، والإرادة والحركة الإرادية من لوازم الحياة؛ ولهذا قال النبى صلى الله عليه وسلم ـ فى الحديث الصحيح: (أصدَقُ الأسماء حارث وهَمَّام)، فكل آدمي حارث وهمام، أي عامل كاسب، وهو همام، أي: يهم ويريد، فهو متحرك بالإرادة.
إذا تقرر هذا علمنا أن الإيمان بالله هو ضمان للصحة العلمية، والإيمان باليوم الآخر ضمان للصحة العملية ..
فالمؤمن بالله استقامت له النظرية:
يعلم من أنشأ الكون وكيف نشأ ومن يسيره وما مصيره .. لكن هذه المعرفةوحدها ليس من شأنها أن تحرك فيه دافع العمل لذا ترى سواد الفلاسفة مؤمنين بالله ولكن إيمانهم ذاك لا يؤثر في سلوكهم شيئا .. فهم يؤمنون بالله ويقترفون الفواحش،يؤمنون بالله وينتحرون، يؤمنون بالله ويتهالكون على الشهوات ...
والمؤمن باليوم الآخر حصل له دافع العمل ولجام النفس:
فهو يدرك المطلوب منه ويرجي نفسه ويخوفها ومن الرجاء والخوف ينبثق الفعل وبدونهما لا يكون ..
قال أبو حيان-رحمه الله-:
"الإيمان بالله واليوم الآخر، وهو الحامل على عبادة الله وذكر اليوم الآخر لأنّ فيه ظهور آثار عبادة الله من الجزاء الجزيل."
الإيمان بالله واليوم الآخر هو جمع بين لوازمهما من العلم الصحيح والعمل الصالح ... والله أعلم.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[03 - 01 - 08, 05:05 م]ـ
أما المطردات من شأن ذكر المعنى العربي للعلم الأعجمي وإن كانت نكتة بديعة فهي محل نظر، فأين هي من ذكر إبراهيم ونوح وداوود وسليمان وباقي الأنبياء في جميع سور القرآن ....
صاحب الكتاب تتبع كل الأعلام الأعجمية .. وخرجها على مذهبه .. وما قاله يستحق الاعتبار.
والله أعلم.