الجواب: ذاك البيت الذي ذكرته عن الحافظ إبن عبد البر رحمه الله حفظته من أحد الكتب بذلك اللفظ الذي نسبه للحافظ إبن عبد البر، و يشهد الله أني بحثت عن المصدر الذي حفظت منه البيت و لم أصل إليه
أما اللفظة الصحيحة للبيت فهي: لا فرق بين مقلد و بهيمة 000 تنقاد بين جنادل و دعاثر
فجزاك الله خيرا أن كنت سببا في تصحيح البيت، و قد ذكرت لك عذري.
قال عبد الرشيد الهلالي: تقليد في النقل غير دقيق، فلم يستقل أبو جعفر الطحاوي بإنشاء هذه الجملة فاجتهد في أن تأتينا باسم من شاركه فيها
التعليق: أنصح أخي عبد الرشيد بعدم الإستكبار و الإستصغار فهما من أعظم البلاء الذي يبتلى به طالب العلم هذا أولا
و ثانيا: وصفت نقلي لكلام أبي جعفر الطحاوي بأنه تقليد في النقل غير دقيق، ثم عللت ذلك بأن أبا جعفر الطحاوي قد شاركه غيره فيها، و هذا و الله غريب جدا
فمتى كان من نسب قولا لعالم معين قد ثبت عنه ذلك القول دون أن ينسبه للذي شاركه فيه يعتبر نقله غير دقيق، من قال هذا؟؟؟ أنى لك هذا يا عبد الرشيد؟؟؟
و هذا القول نسبه لأبي جعفر الطحاوي غير واحد من أهل العلم منهم إبن عابدين مجموعة رسائله {ج 1 ص 32} و عنه نقله الألباني في صفة الصلاة {ص 45} وفي أصل صفة الصلاة {ج 1 ص 23} و في تخريج الطحاوية {ص 64}
ولا يزال العلماء متتابعون على نسبة أقوال معينة إلى من قالها و لو كان غيره قد شاركه فيها دون ذكر الذي شاركه، و لا أحد رماهم بعدم الدقة في النقل، فهذا حقا هو عين التكلف الذي نهينا عنه في ديننا الحنيف، فهل من معتبر
وخذ مثالا على ذلك، ثبت عن الإمام مالك أنه قال {كل يؤخذ من قوله و يرد إلا صاحب هذا القبر} و هذا من أشهر أقوال الإمام مالك رحمه الله ومع ذلك فقد ثبتت عن غير الإمام مالك كمجاهد بن جبر و كالإمام أحمد رحم الله الجميع
و لم أر أبدا أحدا أنكرعلى من نقلها عن الإمام مالك فقط و رماه بعدم الدقة في النقل
يا عبد الرشيد قم بأخيك و لا تقاومه و انهض به و لا تناهضه و إن رأيت فيه نقصا فكمله، أذكر لي من شارك الطحاوي في هذه الكلمة و منكم نستفيد، و تذكر أخي أن المؤمن عذار و ليس بعثار و من شيم الأشراف العفو عن زلات الضعاف، أسأل الله لي و لك التأدب بأدب الإسلام.
و لما ذكرت قول الإمام أحمد قلت: هل يمكنك أن تخبرنا عن هوية هذا الرجل، و ما منزلته من العلم حتى نهاه الإمام أحمد عن تقليد هؤلاء الأئمة.
التعليق: أخي عبد الرشيد، هذا الكلام منك يدلني على أنك ما فهمت كلامي، ولا أدركت القصد من نقلي لتلك الأقوال، تلك الأقوال تتنزل جميعها على التقليد الأعمى و التعصب الذميم و تعظيم أقوال الأئمة كقول الله و قول رسوله صلى الله عليه و سلم، حتى يقال لأحدهم: قال الله قال رسوله، فيقول: قال فلان و قال علان
أما الجواب عن سؤالك فهو: أما شخص هذا الرجل و اسمه فلا أعرفه
أما حاله و منزلته في العلم فظاهر جدا من جواب الإمام أحمد أنه علم منه أنه ليس عاميا بل له قدرة على النظر في الأدلة و الإستفادة منها دون التقيد بأقوال الرجال، و هذه تربية عظيمة من الإمام أحمد و هي ربط الناس دوما بكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم، فقول العالم كائنا من كان يعرض على الكتاب و السنة فما وافقهما قبل، و ما خالفهما رد، و هذه هي نصائح الأئمة الأربعة و غيرهم في التعامل مع كلامهم
ثم قال عبد الرشيد الهلالي: و من شأن أهل العلم الإتصاف بالإنصاف
التعليق: أمر مهم و عظيم أن يتصف طلاب العلم بالإنصاف و أن يتربوا عليه في خطواتهم الأولى في التحصيل و الطلب، و لكنك يا عبد الرشيد ذكرت أمرا و خالفته، و شيدت قصرا و هدمته، فمالك بعد ذكر الإنصاف وقعت في الإجحاف وتمحلت الشطط في مسائل الخلاف
كيف سولت لك نفسك بأن ترميني بالخيانة في النقل و ببتر كلام أهل العلم {و تحسبونه هينا و هو عند الله عظيم} إن حالك في هذا الإتهام كما قال تعالى {و يقذفون بالغيب من مكان بعيد}
ولكنك ستعلم بطلان قولك و فساد إتهامك بجملة من الأمور
1 / أنا ما نقلت كلام إبن عبد البر من كتابه جامع بيان العلم و فضله فقد حفظت ذاك البيت من كتاب آخر
2/أخوك لم يكن يملك كتاب جامع بيان العلم و فضله عند كتابة تلك الكلمات فقد إشتريت الكتاب حديثا {طبعة دار إبن الجوزي / تحقيق أبي الأشبال الزهيري}
3/لم يسبق لي أبدا أن كتبت في ملتقانا المبارك و كان بين يدي كتاب واحد، فأنا لا أملك الشبكة في البيت و إنما أكتب في الشبكات الخاصة، و تلك الكلمات التي كتبتها كانت حاضرة في ذهني الكليل الضعيف، فكيف يتأتى لي البتر و الخيانة في النقل و الزيادة و الإنقاص في كلام أهل العلم {سبحانك هذا بهتان عظيم} {و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد إحتملوا بهتانا و إثما مبينا} غفر الله لك أخي عبد الرشيد فجرحك ليس باليسير
لقد ظهر لي من خلال قراءتي لكلامك أنك ما إستوعبت جوابي الأول جيدا فارجع إليه و تأمله، إن كنت فهمت مني منع العوام من التقليد، ففهمك سقيم ليس بسليم، لأني قلت: فهذا هو التقليد بعينه و هي مرتبة عوام المسلمين، فهذ هو فرض عوام المسلمين إذ {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} و هذا القول عليه جمهور الأصوليين، و ذهب بعض الأصوليين إلى القول بالجواز دون الوجوب، و قال بعض المعتزلة بعدم جواز التقليد للعامي، و الراجح هو قول الجمهور لقوله تعالى {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} و هذا أمر و الأمر يفيد الوجوب
أسأل الله تعالى أن يغفر لي و لك
و سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك
¥