تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 11:15 م]ـ

الفائدة 148

ثم قال رحمه الله:

75ـ و كل مبهم من الأسماء .... من ذاك ما للشرط و الجزاء

76ـ و لفظ من في عاقل و لفظ ما ... في غيره و لفظ أي فيهما

77ـ و لفظ أين و هو للمكان ..... كذا متى الموضوع للزمان

قوله (و كل مبهم من الأسماء .... )

المبهم هو الذي لا يتبين معناه إلا بغيره.

و مثل له رحمه الله بقوله: من ذاك ما للشرط و الجزاء ....

أشار المؤلف رحمه الله في هذه الأبيات الثلاثة إلى النوع الثالث من أنواع العموم، و هو المبهم من الأسماء، و هو يشمل:

1ـ أسماء الاستفهام: و إليها أشار المؤلف بقوله:

و لفظ أين و هو للمكان ..... كذا متى الموضوع للزمان

2ـ الأسماء الموصولة: و هي تدخل في قوله:

و لفظ من في عاقل و لفظ ما ... في غيره و لفظ أي فيهما

و ليعلم أن "من" التي للعاقل، و "ما" التي لغير العاقل، و "أي" فيهما، ليست أسماء موصولة فقط، بل هي تصلح لأن تكون أسماء استفهام و أسماء شرط أيضا.

3ـ أسماء الشرط: و إليها أشار المؤلف بقوله: من ذاك ما للشرط و الجزاء.

قوله: من ذاك ما للشرط و الجزاء.

يعني به: أن كل أسماء الشرط فهي للعموم.

أما "إن" الشرطية فإنها ليست للعموم، لأنها ليس لها معنى، فهي حرف، و الحرف لا يتم معناه إلا بغيره، فالمراد بكلام المؤلف أسماء الشرط، لا حروف الشرط.

و هذا هو النوع الأول من مبهمات الأسماء.

الفائدة 149

قوله رحمه الله:

76ـ و لفظ من في عاقل و لفظ ما ... في غيره و لفظ أي فيهما

يعني رحمه الله:

و من الأسماء المبهمة لفظ "من" و لفظة "ما" حالة كونهما عامين أو مستعملين في أفراد ما يعقل و ما لا يعقل شرطا كان ـ كما قال: للشرط و الجزاء ـ أو موصولا، أو استفهاما.

مثال ذلك: ما جاءني منك رضيت به.

فهذه تحتمل الشرطية و الموصولة.

و خرج بالشرطية و ما بعدها النكرة الموصوفة نحو:

مررت بما معجب لك، أي: بشيء معجب لك.

و التعجبية نحو: ما أحسن زيدا، فإنهما لا يعمان.

تنبيه: إنما ذكرت "ما" الاستفهامية هنا، و إن كانت سيذكرها الناظم بعد النوع الرابع بقوله:

ثم ما في لفظ من أتى بها مستفهما، لأن هنا محل ذكرها، حيث إنها من الأسماء المبهمة، فذكره لها ثمة غير مناسب.

و المراد بالعاقل هنا:

ما من شأنه أن يعقل، و ليس المراد ضد المجنون، فعلى هذا إذا قال قائل: أكرم من في البيت من المجانين، صح، لأنه لمن شأنه أن يعقل.

إذن قوله: من في عاقل، احتراز من الذي ليس بعاقل، فإنه يقال فيه: ما.

و هذا في الغالب أن "من" للعاقل، و "ما" لغير العاقل، و يأتي أحيانا بالعكس، فقوله تعالى: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) النساء/3.

هذا للعاقل ما هنا بمعنى "من" و قوله تعالى (فمنهم من يمشي على بطنه) النور/15.

هذا لغير العاقل، فقولنا: إن "من" للعاقل، و "ما" لغير العاقل.

هذا بناء على الغالب، لكن إذا تأملت وجدت أنه لا بد من نكتة في الخروج عن الأصل، يعني:

لا يمكن أن تأتي "ما" للعاقل إلا لسبب، و لا "من" لغير العاقل إلا لسبب، و الله أعلم.

الفائدة 150 ملخص ما سبق

تقدم بأن العام لفظ يعم أكثر من واحد بدون حصر، و تقدم أن حكمه يتناول جميع أفراده إلا بدليل، فمن ادعى خروج فرد من أفراد العموم فعليه الدليل.

و الدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:

(إنكم إذا قلتم ذلك ـ يعني السلام علينا و على عباد الله الصالحين ـ فقد سلمتم على كل عبد صالح في السماء و الأرض)

فهذا الحديث يدل على أن العموم يعم جميع أفراده.

و بناء على ذلك لها مسائل كثيرة في الفقه:

1ـ مثلا: إذا قال قائل: إن حلي الذهب و الفضة ليس فيها زكاة، لأنه يستعمل:

قلنا: ألم يقل النبي صلى الله عليه و سلم:

(ما من صاحب ذهب، و لا فضة، لا يؤدي منها حقها ـ و في لفظ: زكاتها ـ إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار، فأحمى عليها في نار جهنم). صحيح مسلم.

فحلي الذهب و حلي الفضة داخلان في قوله صلى الله عليه و سلم:

(ما من صاحب ذهب و لا فضة) فمن ادعى إخراجهما فعليه الدليل.

2ـ فإذا قال قائل: عندي دليل، قال صلى الله عليه و سلم: (ليس على المسلم في عبده، و لا في فرسه صدقة).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير