تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[04 - 08 - 09, 05:25 م]ـ

الشرط الخامس: و قصده من قبل نطقه به

أي: يشترط أن ينوي الاستثناء قبل أن يستثنى، فإن لم ينوه إلا بعد لم يصح.

مثال ذلك:

قال رجل: كل زوجاتي طوالق، فقيل له: إلا فلانة، امرأة طيبة.

قال: إلا فلانة. أو قال: كل نسائي طوالق، ثم في أثناء الكلام نوى: إلا فلانة.

بعد أن نطق بالمستثنى منه. لا يصح.

فإنه لابد أن ينويه قبل تمام المستثنى منه، هكذا ذكر المؤلف، و الصحيح أنه لا يشترط، و أن الانسان لو استثنى و لو بعد أن انتهى الكلام مادام متصلا فإنه يصح، و يدل لهذا قصة سليمان عليه السلام حيث قال:

و الله لأطوفن الليلة على تسعين امرأة، تلد كل واحدة منهن غلاما يقاتل في سبيل الله.

فقال له الملك: قل إن شاء الله. فلم يقل: إن شاء الله ـ لا استكبارا، و لكن تحقيقا لما يريد ـ فطاف على تسعين امرأة، فلم تلد منهن إلا امرأة واحدة شق إنسان! ـ نصف واحد ـ إشارة إلى أن المشيئة مشيئة الله، و لذلك قال الله لرسوله:

(و لا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا (23) إلا أن يشاء الله) /الكهف 23 ـ 24.

ظاهر الحديث، بل سيرُ الحديث، قال النبي صلى الله عليه و سلم: (لو قال: إن شاء الله. لم يحنث).

يعني لولد له تسعون غلاما، يقاتلون في سبيل الله، و كان دركا لحاجته، مع أنه لم ينو إلا بعد أن قيل له.

فالصواب إذن:

أنه إذا نوى الاستثناء بعد فراغه من المستثنى منه فهو صحيح، ما لم يطل الفصل، أو يتشاغل بغيره، مما لا علاقة له بالموضوع.

فائدة!

نحن الآن دائما نقول للناس:

هل يوجد درس غدا؟ فيقال: نعم.

فهل هذا من المنهي عنه؟

قال تعالى: (و لا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا (23) إلا أن يشاء الله). يعني قال: سنقرأ غدا.

و لم يقل: إن شاء الله.

نقول:

إن كان هذا خبرا عما في نفسه فليس بمنهي عنه، و إن كان يراد أنه سيفعل، يعني: سيقع الفعل، فهذا منهي عنه، و لهذا جاء في الآية: (إني فاعل ذلك غدا).

أما إذا قصدت الإخبار فقط، تخبر عما في قلبك فهذا لا بأس به، و إن لم يقل: إن شاء الله.

فأما أن يقع الفعل فلابد أن نقول: إن شاء الله.

لأنك لا تدري أيحال بينك و بين الفعل أم لا، أما ما أخبرت به عن نفسك من العزيمة فهذا وقع الآن، فانتبهوا للفرق!!!

الفائدة 184

87ـ و الأصل فيه أن مستثناه ... من جنسه و جاز من سواهُ

يقول المؤلف رحمه الله:

الأصل في الاستثناء أن يكون المستثنى من جنس المستثنى منه، فنقول: قام القوم إلا زيدا، و زيد من القوم، و قد يجوز من غيره كأن نقول:

قدم القوم إلا حمارا "البهيمة المعروفة" يجوز هذا، و يسمى الاستثناء من غير الجنس استثناء منقطعا، و علامته أن يحل محل "إلا" لكن، و هذا يسمى استثناء صورة، و إلا في الحقيقة أنه ليس باستثناء، مثل قوله تعالى: (لست عليهم بمسيطر (22) إلا من تولى و كفر) الغاشية/22ـ23.

فهنا الاستثناء من غير المستثنى منه.

لو قلنا: إن المستثنى من جنس المستثنى منه لكان المعنى: إلا من تولى و كفر فأنت مسيطر عليهم، و ليس الأمر كذلك.

إذن: الاستثناء منقطع، و لهذا نقول: إن تقدير الآية الكريمة: لست عليهم بمسيطر، لكن من تولى و كفر، فيعذبه الله العذاب الأكبر.

و قوله تعالى: (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره و قلبه مطمئن باليمان) /النحل:106.

هذا متصل، لأن الكافر يكون مُكرها، و يكون غير مكره، و كلامنا الآن في هذا و هذا.

الفائدة 185

ثم قال المؤلف رحمه الله:

88ـ و جاز أن يقدم المستثنى ... و الشرط أيضا لظهور المعنى

يعني: جاز أن يقدم المستثنى على المستثنى منه، فنقول: قام إلا زيدا القومُ.

و ربما نقول منه قوله تعالى: (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان و لكن من شرح بالكفر صدرا فأولئك عليهم غضب)

فإن قوله: (إلا من أكره) محله إذا جاء بالترتيب بعد قوله: (فأولئك عليهم غضب).

الفائدة 186

و الخلاصة الآن:

أنه يجوز تقديم المستثنى على المستثنى منه، و كذلك أيضا الشرطُ لظهور المعنى، نقول: إن اجتهد الطلبة فأكرمهم، و نقول: أكرم الطلبة إن اجتهدوا فهنا إكرام مقيد بالجتهاد، سواء قدمتَ الشرط، أو أخرت الشرط، لا فرق، كله يدل على التخصيص.

الفائدة 187

أنواع التخصيص:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير