تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و سننتقل في الحلقة القادمة إلى باب الأفعال، أي أفعال النبي صلى الله عليه و سلم، إن شاء الله تعالى.

فابقوا معنا في هذه المذاكرة الطيبة بارك الله فيكم، و لا تحرمونا من مشاركاتكم النافعة.

ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[28 - 09 - 09, 10:26 م]ـ

نتابع بعون الله و توفيقه ......

باب الأفعال

لما فرغ المؤلف رحمه الله تعالى من الأقوال و دلالاتها شرع في الأفعال!

و هنا نسأل:

أيما أقوى دلالة القول أم الفعل؟

الفائدة 215

نقول:

القول أقوى دلالة من الفعل!

و ذلك لأن الفعل يحتمل أمورا لا يحتملها القول، يحتمل أنه فعله لعلة، أو فعله نسيانا، أو فعله على وجه الخصوصية، احتمالات كثيرة، بخلاف القول، و لهذا ذهب من ذهب من العلماء الأفاضل إلى أنه لا يخصص عموم القول بالفعل.

أما التعارض من كل وجه فلا شك أنه يقدم القول، فإذا تعارض قول الرسول صلى الله عليه و سلم و فعله فلاشك لنا أننا نغلب جانب القول، لكن إذا لم يتعارضا من كل جه، بل كان فعل يخصص القول، فإن من العلماء من يقول: لا عبرة بالفعل، و يبقى القول على عمومه.

و منهم من يقول: يخصص.

و الصحيح أنه يخصص، لأن الكل سنة.

مثال ذلك:

قال صلى الله عليه و سلم: (لا تستقبلوا القبلة بغائط و لا بول، و لا تستدبروها).

و قد رأى ابن عمر رضي لله عنهما النبي صلى الله عليه و سلم يقضي حاجته مستقبلا الشام مستدبر الكعبة، فهل نقول: إن هذا مخصص لعموم القول؟

الجواب:

على الخلاف:

الجمهور يرون أنه مُخَصِّص و هو الصحيح، و القول الثاني: لا يرونه مُخَصِّصا، و يقولون إن النهي عن استقبال القبلة و استدبارها عام في البنيان و في الفضاء.

ـ إذن نأخذ من هذا: أن دلالة القول أقوى من دلالة الفعل.

ـ و ليعلم أيضا أن دلالة الفعل أقوى من دلالة التقرير، لأن التقرير قد يقع من النبي صلى الله عليه و سلم في حين غفلة أو سهو أو اعتقاد عذر أو ما أشبه ذلك، فلهذا كان الفعل أقوى من التقرير.

انتهى الكلام عن الأقوال!!

نواصل بعون الله شرح الأبيات ....

الفائدة 216 (إعراب)

قال المؤلف رحمه الله:

104 ـ أفعالُ طه صاحبِ الشريعهْ .... جميعُها مَرْضِيَّةٌ بديعهْ

قوله:

أفعال: مبتدأ أول.

طه: مضاف إليه.

صاحب الشريعة: صفة

جميعها: مبتدأ ثان

و مرضية: خبر المبتدأ الثاني

و الجملة من المبتدأ الثاني و خبره خبر المبتدأ الأول.

الفائدة 217

(هل طه من أسماء الرسول صلى الله عليه و سلم؟؟؟ ... )

و هنا نناقش المؤلف رحمه الله تعالى في قوله: طه، حيث جعل "طه" من أسماء الرسول صلى الله عليه و سلم.

و نحن نقول: إن تسمية النبي صلى الله عليه و سلم ب "طه" لا يصح نظرا و لا أثرا!!.

1 ـ أما عدم صحته أثرا:

فلعدم النقل، فإنه لم يأت حديث صحيح، و لا ضعيف يثبت أن من أسماء النبي صلى الله عليه و سلم "طه" أبدا.

2 ـ و أما النظر:

فلأن "طه" مركب من حرفين مهملين هجائيا، و الحروف الهجائية ليس لها معنى، و من المعلوم أن أسماء الرسول صلى الله عليه و سلم كلها تحمل معاني.

فليس له اسم صلى الله عليه و سلم هو علم محض، بل أسماء الرسول صلى الله ليه و سلم كلها أعلام و ألقاب، أما أعلامنا نحن فهي مجرد علم، و لهذا نسمى ابننا مثلا عبد الله، و هو من أفجر عباد الله، إذن صار الاسم هذا مجرد علم، كأنه حجر على رأس جبل يدل على الطريق فقط.

أما أسماء الرسول صلى الله عليه و سلم كلها فهي أعلام و أوصاف، و كذلك أسماء الله تعالى، و كذلك أسماء القرآن كلها أعلام و أوصاف، و الناظر في كلمة "طه" لا يجد فيها شيئا من الوصف.

إذن لا يصح نظرا أن يكون "طه" من أسماء الرسول صلى الله عليه و سلم.

فإن قال قائل: كيف تقول هذا الكلام، و قد قال الله تعالى: (طه. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) و هذا خطاب يقول: يا طه، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى.

قلنا: إذن سم الرسول المص!!!،

لأن الله تعالى قال: (المص. كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه). و هل أحد سماه المص.

و كذلك أيضا نقول: سمه الر، لأن الله يقول: (الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور). هل سيسميه أم لا؟

الجواب:

لا، لن يسميه، إذن انتقضت قاعدته.

فالمهم أن "طه" ليس من أسماء الرسول صلى الله عليه و سلم، و لا يصح أن يكون اسما له، لا أثرا و لا نظرا.

الفائدة 218

قوله: صاحب الشريعة، هذا هو الوصف الحقيقي له صلى الله عليه و سلم، فلا شك أن الرسول صلى الله عليه و سلم صاحب الشريعة، و أنه مشرع، و أن ما قاله الرسول صلى الله عليه و سلم فكالذي قاله الله، إذا صح عنه.

قوله رحمه الله: مرضية. يعني: رضي الله عنها، و رضي عنها الناس.

قوله رحمه الله: بديعه. أي: مبتدعة. بمعنى: أنه أتى بشرع جديد يهدم ما كان عليه أهل الجاهلية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير