ـ[أسامة طارق]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:39 ص]ـ
واصل
الفائدة متحققة
الحمد لله
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[04 - 10 - 09, 09:05 ص]ـ
الفائدة 219
قال رحمه الله:
105 ـ و كلها إما تسمى قربه ... فطاعةٌ أولا
معنى البيت: أن أفعال الرسول صلى الله عليه و سلم تنقسم إلى قسمين، إما أن يفعلا على سبيل القرب إلى الله فهي طاعة، و إما أن لا يفعلها على سبيل التقرب إلى الله فليست بطاعة.
إذن يمكن أن نقول: أفعال الرسول صلى الله عليه و سلم إما للتعبد، أو للعادة، أو للجبلة.
فأفعاله صلى الله عليه و سلم ثلاثة أقسام، إما عبادة، أو عادة، أو جبلة، فكونه يأكل إذا جاع جبلة، و كونه ينام إذا جاءه النوم جبلة، و العادة كاللباس و شئون البيت، و غير ذلك كثير.
و العبادة هي ما ظهر فيه قصد التعبد، أي: قد صار التعبد فيه إما يقينا، و إما راجحا، لأنه لو أخذنا بالمرجوحِ أو بالمحتمل على السواء لشرعنا في دين الله ما ليس من دين الله.
الفائدة 220
قال المؤلف رحمه الله:
106 ـ من الخصوصيات حيث قاما .... دليلها كوصله الصِّياما
فما فعله صلى الله عله و سلم على وجه القربة، يعني: على وجه التعبد، إما أن يقومَ دليلٌ على أنه خاص به فهو خاصٌّ، أو لا يقوم دليل على الخصوصية فهو عامٌ له و للأمة،
و يف لا يقوم دليلٌ؟
نقول:
يعني: بأن يقومَ دليلٌ على العموم، أو لا يقومَ دليلٌ لا على العموم و لا على الخصوص.
و الدليلُ على هذا قول الله عز و جل: (و امرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أرادَ النبيُّ أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين) الأحزاب: 50. فهذا دليل قرآني على ثبوت الخصوصية.
و من ذلك أنه يباح له صلى الله عليه و سلم أن يتزوج تسعَ نساء.
و من الأشياء الخاصة به صلى الله عليه و سلم التي دلت عليها السنة الوِصالُ، كما أشار إليه المؤلفُ رحمه الله بقوله: كوصله الصياما.
و الوصالُ في الصيامِ هو أن يصلَ يوما بيوم، فلا يفطر بينهما، فهذا خاص بالرسول صلى الله عليه و سلم، لأن النبي صلى الله عليه و سلم نهىَ عن الوصال، بل قال: (لا يزال الناسُ بخير ما عجلوا الفطرَ). و قال: (فصلُ ما بين صيامنا و صيام أهل الكتاب أكلةُ السَّحرِ).
فحثَّ على الأكل في أول الليل، و في آخر الليل، و الصحابة لحرصهم على العبادة صار بعضهم يواصلُ، فنهاهم النبي صلى الله عليه و سلم عن الوصال، و قال: (لا تواصلوا).
و ذلك لأن الوصالَ تعذيب للنفس ِ و مشقة، لكن لحبهم للخبر واصلوا، حتى إنه صلى الله عليه و سلم لما رآهم مصممين تركهم يواصلون إلى أن ثبت دخول شوال، ثم قال:
(لو تأخر الهلالُ لزدتكم). تنكيلا لهم، المهم نهاهم عن الوصال، يا رسل الله، إنك تاصل، كيف تنهانا عن شيء تفعله.
قال: (إني لست كهيئتكم، إني أظل يطعمني ربي و يسقيني).
الفائدة 221
فإذا قال قائل:
إذا كان الله يُطعمُه و يسقيه، فهل يكون مُواصِلاً؟
الجواب:
لا يكون مواصلا، لأنه يأكل و يشرب، لكن قال بعض العلماء: إنه يأكل و يشرب من الجنة، و طعامُ الجنة لا يُفَطِّرُ الصائمَ ـ هكذا قيل ـ فيكون مواصلا.
ولكن الصحيحَ أن الأمر ليس كذلك، و أنه:
الوجه الأول: إما أن يكون الله يعطيه قوةً على تحمّلِ العطش و الجوعِ بحيث يكون كالآكلِ و الشاربِ، و هذا ليس لغيره، و هذا وجهٌ، و ليس هذا ببعيد.
الوجه الثاني: أنه لانشغال قلبه بذكرالله عز و جلو تعلقه به استغنى عن الطعام و الشراب، لأن الانسان إذا انشغل قلبه بشيء نسيَ الطعام و الشراب و كلَّ شيء.
الفائدة 223
مثال توضيحي:
أرأيتم رجلا التقى بصديق له بعدَ مدة طويلة، ثم جلسا يتحدثان من بعد صلاة الظهرِ، فإذا بأذان العصر يؤذن، و في العادة أنه يتغذى بعد الظهر، هل يجد ألم الجوع؟
الجواب:
لا يجده، لأن قلبه منشغل عن الأكل و الشرب، فيقولون: إن الرسول له حال تعلق بالله لا يبلغها الناس، و لهذا كان في مناجاة الله عز و جل، كان يقف حتى تتورم قدماه و تتفطر، و هذا لا يتحمله أحدٌ، فهذا ابن مسعود رضي الله عنه، على حرصه على الخير، صلى يوما خلف النبي صلى الله عليه و سلم، يقول: صليتُ مع رسول الله صلى الله عليه و سلم، فجعل يقرأ و يقرأ حتى هممتُ بأمر سوء.
¥