كنت أنوي أن أتم بقية الفوائد اليوم لكن حيل بيني وبين ذلك فالحمد لله على كل حال ...
وهذا ما يسره الله، نفعني الله وإياكم بما علمنا وعلمني وأياكم ما ينفعنا ورزقني وإياكم الإخلاص في القول والعمل. آمين
الفائدة 207
قال المؤلف رحمه الله:
98ـ و النص عرفا كلُّ لفظٍ واردِ .... لم يحتمل إلا لمعنى واحدِ
قوله: (النصُّ عرفاً) أي اصطلاحا.
و اعلم أن النص و الصريح معناهما واحد، و هو ما لا يحتمل إلا معنى واحدا، كل لفظ لا يحتمل إلا معنى واحدا فهو نص، و يسمى أيضا الصريح، لأنه خالٍ من المعاني الأخرى.
النص:
لغة: الكشف والظهور أو رفع الشيء إلى أقصى غاية له ومنه نصت الضبية رأسها أي رفعته.
اصطلاحا: ما يفيد بنفسه من غير احتمال.
حكمه: يصار إليه وجوبا ولا يعدل عنه إلا بنسخ.
الفائدة 210
قال المؤلف رحمه الله:
100ـ فالظاهر هو الذي يفيد ما سمع .... معنىً سوى المعنى الذي له وُضِعْ
يعني:
الظاهر هو الذي يفيد المخاطبـ لأن ما سمع بمعنى: من سمع ـ فالظاهر هو الذي يفيد السامع معنى سوى المعنى الذي له وُضِع.
فإذا كان اللفظ يفيد معنيين، المعنى الأول ما يفهمه السامع منه، و المعنى الثاني معنىً وراء ذلك.
فالذي يفهمه السامع يسمى الظاهر، و هو بالمعنى الواضح:
كل لفظ يحتمل معنيين، هو في أحدهما أظهر، فالظاهر هو الراجح، و المرجوح هو المؤول.
الظاهر:
لغة: خلاف الباطن وهو الواضح المنكشف ويطلق أيضا على الشيء الشاخص المرتفع سواء كان في الأجسام أو في المعاني.
اصطلاحا: ما احتمل معنيين فأكثر هو في أحدها أظهر.
فكل أمر ظاهر في الوجوب لأنه يحتمل الندب وكل نهي ظاهر في التحريم لأنه يحتمل الكراهة.
الفائدة 212
قال المؤلف رحمه الله:
102 ـ و الظاهر المذكور حيث أشكلا ... مفهومه فبالدليل أُوِّلا
التأويل:
لغة: مصدر من آل الشيء إلى كذا أي رجع إليه. ومنه قوله تعالى "ابتغاء تأويله" أي طلب ما يؤول إليه معناه.
وفي الإصطلاح: حمل اللفظ على المعنى المرجوح بدليل
ويصار إليه بشروط منها:
- أن يكون اللفظ محتملا للمعنى الذي حمل عليه
- أن يقوم دليل على التأويل
- أن يوجد موجب للتأويل
وربما عدوا التخصيص من التأويل.
وبعدها باب الأفعال إن شاء الله
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[12 - 11 - 09, 11:35 م]ـ
الفائدة 216
قال المؤلف رحمه الله:
104 ـ أفعالُ طه صاحبِ الشريعهْ .... جميعُها مَرْضِيَّةٌ بديعهْ
الأفعال: ما صدر من النبي صلى الله عليه وسلم من فعل أو قول غير موجه لأحد (مثال ذلك تسبيحه عليه الصلاة والسلام)
قالوا: ويشمل التقرير أيضا.
والأصل في أفعال النبي صلى الله عليه وسلم التشريع لقول الله تعالى "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة"، قال صاحب شرح مختصر التحرير: "أسوة: أن يفعل كما فعل لأجل أنه فعل وأن يترك كما ترك لأجل أنه ترك".
الفائدة 219
قال رحمه الله:
105 ـ و كلها إما تسمى قربه ... فطاعةٌ أولا
معنى البيت: أن أفعال الرسول صلى الله عليه و سلم تنقسم إلى قسمين، إما أن يفعلا على سبيل القرب إلى الله فهي طاعة، و إما أن لا يفعلها على سبيل التقرب إلى الله فليست بطاعة.
إذن يمكن أن نقول: أفعال الرسول صلى الله عليه و سلم إما للتعبد، أو للعادة، أو للجبلة.
فأفعاله صلى الله عليه و سلم ثلاثة أقسام، إما عبادة، أو عادة، أو جبلة، فكونه يأكل إذا جاع جبلة، و كونه ينام إذا جاءه النوم جبلة، و العادة كاللباس و شئون البيت، و غير ذلك كثير.
وقيل بقسم رابع وهو ما احتمل الجبلي والتشريع، وهو ما تقتضيه الجبلة لكونه وقع متعلقا بعبادة بأن وقع فيها أو في وسيلتها كجلسة الإستراحة، فهو جلوس وقع في أثناء الصلاة وكذلك الركوب في الحج. والراجح في ذلك أنه محمول على التشريع لأن الأصل في فعله التشريع ويؤيده النصوص العامة نحو قوله عليه الصلاة والسلام "صلوا كما رأيتموني أصلي".
الفائدة 224:
قال المؤلف رحمه الله:
107 ـ وحيث لم يَقُمْ دليلُها وَجَبْ ... و قيل: موقوفٌ وقيل: مستحبْ
ما لم يقم عليه دليل الخصوصية فهو على قسمين: ما علم حكمه من وجوب أو استحباب أو اباحة، وما لم يعلم حكمه.
• ما علم حكمه: من ذلك ما يسمى بالأفعال البيانية التي يقصد بها بيان التشريع كصلاته عليه الصلاة والسلام وحجه، فيأخذ فعله حكم المبيت إيجابا وندبا.
¥