تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ما رواه مسلم في صحيحه، عن عبد الله، رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، فإن ذلك يحزنه)

فهنا نصَّ النبي صلى الله عليه و سلم على أن علة النص هي إحزان الأخ الثالث، فإذا وجد إحزان لأخيك في غير التناجي ثبت النهي، لوجود علة الإحزان، فكأن الرسول صلى الله عليه و سلم قال: كل ما يحزن أخاك فهو حرام. و هذا قياس جلي.

مثال آخر:

ما رواه البخاري و مسلم رحمهما الله عز و جل، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال:

كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قام من الليل يشوصُ فاه بالسواك.

ففي هذا الحديث رأى حذيفة النبي صلى الله عليه و سلم عند الانتباه من نوم الليل، و لا يمنع أن يكون ذلك أيضا عند الانتباه من نوم النهار، لأن العلة واحدة، و هي تغير الفم بالنوم، فعلى هذا يتأكد السواك عند الانتباه مطلقا، كما هو مذهب الحنابلة رحمهم الله، بالدليل في نوم الليل، و بالقياس في نوم النهار.

و اعلم أن القياس الواضح الجلي يعبّر عنه أهل العلم، كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، بالعموم المعنوي، لأن العموم يكون بالألفاظ، و قد يكون بالمعاني، بمعنى أننا إذا تيقنا، أو غلب على ظننا أن هذا المعنى الذي جاء به النص يشمل هذا المعنى الذي لم يدخل في النص لفظا فإننا نقول:

دخل فيه بالعموم المعنوي.

أما القياس الخفي:

فهو ذو العلة الخفية، و لذلك يختلف العلماء في تحديدها.

مثاله:

قياس الرزّ على البُر في ثبوت الربا.

الرز لم ينص عليه النبي صلى الله عليه و سلم، فهل يقاس على البُر، لأنهما في المطعوم، أو لا يقاس، لأن الرسول صلى الله عليه و سلم عيّن؟

الجواب:

فيه احتمالٌ، و لهذا نسمى مثل هذا القياس قياسا خفياً.

و أما قياس الطرد:

فهو أن يقاس النظير على نظيره.

و قياس العكسِ:

أن يقاس الشيء على ضده.

و مثاله:

ما رواه ما رواه أحمد و مسلم و النسائي رحمهم الله، عن أبي ذر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (و في بضع أحدكم صدقة) قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته، و يكون له فيها أجر؟

قال: (أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر، فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له فيها أجر).

الفائدة 295

قوله رحمه الله (لعلة أضفه): المراد قياس العلة.

و قوله رحمه الله (أو دَلاله): المراد قياس الدَّلالة.

و قوله رحمه الله (و شبهٍ): المراد قياس الشبه.

الفائدة 296

فهذه ثلاثة أنواع للقياس:

1 ـ أقواها قياسُ العلة

2 ـ ثم قياس الدلالة

3 ـ ثم قياسُ الشبه.

يتبع بعون الله و توفيقه .....................

ـ[ابو حذيفة الأثري]ــــــــ[17 - 01 - 10, 10:11 م]ـ

شيخنا الفاضل

اعتذر عن تطفلي في الموضوع و لكن من باب (لا يتعلم هذا العلم مستحي و لا مكابر)

أرجوا أن تقبلوني كتلميذ و مستفيد فأنا مبتدأ في هذا العلم

محبكم في الله

ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[18 - 01 - 10, 09:24 م]ـ

شيخنا الفاضل

اعتذر عن تطفلي في الموضوع و لكن من باب (لا يتعلم هذا العلم مستحي و لا مكابر)

أرجوا أن تقبلوني كتلميذ و مستفيد فأنا مبتدأ في هذا العلم

محبكم في الله

أحبك الله الذي أحببتني فيه أخي الفاضل: أبا حذيفة الأثري ....

و أنا كذلك أحبك في الله ..... ثبتني الله و إياك و سائر الإخوة على طاعته .....

لكن ..... !!!

لست شيخا أخي الكريم، بل أنا أخ محب لإخوانه، يحاول الإرتقاء معهم في سماء العلم و مدارج الطلب .....

حياك الله و رعاك و وفقك و جميع الإخوة لكل خير .....

ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[23 - 01 - 10, 03:09 م]ـ

نواصل بعون الله و توفيقه ....

الفائدة 297

ثم أراد أن يُفصِّلَ الأقسام الثلاثة على الترتيب، فقال رحمه الله تعالى:

159 ـ أولها ماكان فيه العِلَّّهْ ... موجبة للحكم مستقِلّهْ

160 ـ فضربه للوالدين ممتنع ... كقول أُفٍّ و هْو للإيذا مُنِعْ

يعني أن أول أقسام القياس،

و هو قياس العلة:

و هو ما كانت العلةُ فيه موجبة للحكم، أي: مقتضية له، بأن يكونَ المقيسُ "الفرعُ" أولى بالحكم من المقيس عليه "الأصل".

مثالُه:

قال تعالى في الوالدين: (فلا تقل لهما أفٍّ) الإسراء: 23.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير