[استفسار]
ـ[إلياس عواد]ــــــــ[11 - 04 - 06, 12:40 ص]ـ
يا أهل اللغة لله دركم هل من مجيب هل ورد في السنة أو في كلام العرب حتى عصور الاستشهاد استخدام عبارة كيف حالك؟ علما بأن الكلمتين بمعنى واحد _ فالكيف بمعنى الحال _ فيكون هناك تكرار لا فائدة له كما يزعم البعض وجزيتم خيرا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 04:33 م]ـ
أحسن الله إليك
(أولا)
الذي قال: (إن الكيف بمعنى الحال) أخطأ في ذلك خطأ بينا؛ إذ إن مقتضى كلامه أن يقال: (أخبرني عن كيفِك) و (ما كيفُك مع فلان) ... إلخ وهذا وأمثاله يظهر فيه العي والحصر بينا من قائله.
ولو كان كلامه صحيحا لجاز أن يقال (حال زيدٌ؟) بمعنى (كيف زيد؟).
(ثانيا)
قوله: (فيكون هناك تكرار لا فائدة له)، أسأله: فكيف يريد منا أن نقول بدلا من العبارة السابقة؟ وهل فيها تكرار حقا؟ يعني لو قال قائل (كيف) فقط أو قال (الحال) فقط يغنيه ذلك عن باقي العبارة؟
(ثالثا)
أقول: ليس شرطا في ثبوت صحة تركيب الكلام أن يثبت بعينه عن العرب الفصحاء؛ إنما هذا شرط صحة المفردات، أو التراكيب العامة، وليس لك أن توجب على الناس أن يأتوا بكل تركيب من مبتدأ وخبر مثلا مسموعا عن العرب بعينه، هذا ما لا يقوله أحد من أهل اللغة. أعني أنك لو نقلت عن العرب (كَتَبَ) ونقلت عن العرب (الرَّجُل) وكان معلوما من كلام العرب أن الفعل يأتي بعده الفاعل، فلك أن تقول: (كَتَبَ الرَّجُل) بغير سماع من العرب.
(رابعا)
(كيف) اسم موضوع للاستفهام، ويعرب خبرا، وله الصدارة في الكلام، فقولك (كيف الحال) يجاب عنه بـ (الحال جيد) مثلا، فهي جزء لا غنى عنه لتمام الكلام. ولو قرأت أي كتاب من كتب النحو لما وجدت شيئا مما ادعاه هذا المدعي.
(خامسا)
هذه العبارة (كيفَ حالُك) وردت في كلام العرب الفصحاء مرارا لا يحصيها إلا الله عز وجل.
ولو تصفحت كتابا من كتب التواريخ أو قصص الخلفاء لرأيتها عشرات المرات.
كما في قصة المهدي مع المفضل الضبي، وكما في قصة هشام بن عبد الملك مع حماد الراوية.
وقال رجل للحسن: يا أبا سعيد، كيف أنت؟ وكيف حالك؟ قال: كيف حال مَنْ أمسى وأصبح ينتظر الموت، ولا يدري ما يُصْنعَ به.
وقيل لأعرابيّ: كيف حالك؟ فقال: ما حال من يفنى ببقائه، ويسقم بسلامته، ويؤتي من مأمنه.
وقد وردت أيضا في كلام القاضي شريح، في قصته المشهورة مع زوجته زينب، رواها بسنده الجريري في الجليس الصالح الكافي.
(سادسا)
أقول أيضا: إن هذا الكلام لو كان له أصل لما تعاقَب العلماء بلغة العرب على نقل مثل هذا التعبير في كتبهم بلا نكير؛
قال الأصمعي: قيل لبعض الصالحين: كيف حالُك؛ قال: كيف حالُ من يَفْنَى ببقائه، ويَسْقَم بسلامَتِه، ويُؤتى من مَأمنه.
ونقل أبو العباس ثعلب في مجالسه عن ابن الأعرابي قال: حضرت مجوسيا الوفاةُ، فقال له قائل: كيف حالك؟ قال: " كيف حال من يريد سفرًا بلا زاد، ويرد على حكمٍ عدل بلا حجة ".
وأزيدك هنا فائدة ذكرها الإمام النووي في شرح مسلم؛ قال النووي: يستحب أن يقال للرجل عقب دخوله كيف حالك ونحو هذا.
والله أعلى وأعلم، وبه الهداية ومنه التوفيق
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن السائح]ــــــــ[12 - 04 - 06, 01:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا
لقد كفيت وشفيت
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[17 - 08 - 07, 01:17 ص]ـ
أفاد الشيخ ابن عثمين فى مختصر مغنى اللبيب لابن هشام أنها قد تعرب حالا فى مثل " كيف جاء زيد؟ ".
لينسب الفضل إلى أهله.
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[17 - 08 - 07, 01:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ماشاء الله لاقوة إلا بالله ..
جزاك الله خيراً شيخ أبا مالك
ـ[سيد النجدي]ــــــــ[17 - 08 - 07, 04:09 ص]ـ
قال الحاكم رحمه الله في مستدركه:
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو عاصم ثنا صالح بن رستم عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت:
"جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم و هو عندي فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنت؟ قالت: أنا جثامة المزنية فقال: بل أنت حسانة المزنية كيف أنتم كيف حالكم كيف كنتم بعدنا؟ قالت: بخير بأبي أنت و أمي يا رسول الله فلما خرجت قلت: يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟ فقال: إنها كانت تأتينا زمن خديجة و إن حسن العهد من الإيمان ".
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فقد اتفقا على الاحتجاج برواته في أحاديث كثيرة و ليس له علة.
تعليق الحافظ الذهبي في التلخيص: على شرطهما وليست له علة.
وجاء عند الزبيدي رحمه الله في تاج العروس:
"في الحديث " أَفْضَلُ الناسِ بعدَ المِائَتَيْنِ رَجُلٌ خَفِيفُ الحَاذِ " أَي قَليلُ المالِ والعِيَالِ اسْتُعِيرَ مِن حاذِ الفَرَسِ وكذا خَفِيفُ الحَالِ مُسْتَعَارٌ من حالِه وقيل خَفِيفُ الحاذِ أَي الحالِ مِن المالِ وأَصْلُ الحاذِ طَرِيقَةُ المَتْنِ. وفي الحديث " لَيَأْتِيَن َّعَلَى النّاسِ زَمَانٌ يُغْبَط الرَّجل فيهِ بِخِفَّةِ الحَاذِ كَمَا يُغْبَطُ اليَوْمَ أَبو العَشَرَةٍ " يقَالُ: كَيْفَ حَالُك وحَاذُك " (حوذ، بلل). [من الشاملة]
أفدته من الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله، في كتابه الماتع (صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل) وقد ذكر مراجعَ أخرى، وقصةً مع أحد مشايخه حول هذه الكلمة.
¥