تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وجهة نظر في إعراب:خلق الله السماوات .. !]

ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[11 - 10 - 06, 07:19 ص]ـ

لو سألت أي رجل منخرط في علم العربية فحلا كان أو مبتدئا .. عن إعراب قول الله تعالى"خلق الله السماوات" ..

لقال دونما موار بة إن السماوات: مفعول به ..

وهذا على التحقيق غير دقيق .. !

والأصوب وفقا لعقيدة التوحيد .. أن يقال:مفعول مطلق!

وبيانه .. أن المفعول به هو ما يقع عليه اسم المفعول مقيدا بقولك"به" ..

فإذا قلت:جاهدت العدوَ .. فالعدو مفعول أو معمول "به" الجهاد ..

بخلاف المفعول المطلق فيقع عليه اسم المفعول بلا قيد .. (ولذلك سمي مطلقا أصلا)

نحو قولك: جاهدت العدو جهادا .. أو مجاهدة .. أو قتلته قتلا ..

وحيث إن السماوات لم تكن مخلوقة .. قبل أن يخلقها الله تعالى .. بدليل قوله تعالى"ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات"

بل هذا من البداهة بمكان بحيث يستغنى عن الاستدلال له ..

مع استذكار أن المفعول به هو: ما كان موجودا قبل الفعل الذي عمل فيه فأوقع فيه الفاعل فعلا ..

فكيف يكون مفعولا به والحالة هذه .. أي أن السماوت لم تكن .. ثم خلقها الله تعالى .. فلايصح أن تقول إن السماوات: مفعول بها الخلقُ .. لكن يصح أن يقال مفعول بها المَور مثلا

أما كونها مفعولا مطلقا .. مع كونه ذاتا وليس فعلا .. فلأن الله خالق للذوات والأفعال جميعا ..

أما نحن فلا ينسب إلينا فعل الذوات .. فجرى العرف النحوي أن المفعول المطلق لايتأتى إلا حيث دل على معنى .. نحو ضرب ضربا وأكرم إكراما ..

وبالنسبة إلى الرب الجليل .. فهو خالق كل شيء ..

وللتسهيل يقال .. خلق الله خلقا .. فنابت السماوات مناب المصدر ..

فإعرابها مفعولا مطلقا أليق بعقيدة التوحيد ..

وإن كان قد يقول معترض .. إن السماوات وإن لم تكن موجودة في عالم الحس .. فإنها موجودة في علم الله وقصده ..

والجواب:أن فعل الخلق خاصة .. يعني الإيجاد من العدم .. والله لم يفعل فعل الخلق في صورة السماوات ذاتها التي علمها قبل أن يخلقها ..

والله تعالى أعلم وأحكم

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 10 - 06, 08:24 ص]ـ

أخي الكريم، بارك الله فيك

ولكن: من سبقك إلى هذا القول (ابتسامة)

ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[11 - 10 - 06, 02:13 م]ـ

وفيك أخي أسأل الله أن يبارك:)

ولا أعلم عالما بعينه قاله .. ربما بسبب قراءتي الضحلة ..

لكني وجدت عمي -وهو عالم نحرير في العربية-ينفي كونها مفعولا به ..

فلما أعملت عقلي في المسألة .. وجدتني أقول بقوله

والله أعلم

ـ[عصام البشير]ــــــــ[11 - 10 - 06, 03:35 م]ـ

أخي الكريم، بارك الله فيك

ولكن: من سبقك إلى هذا القول (ابتسامة)

أثابكم الله.

ذكر ابن هشام في المغني قريبا من هذا، عند الكلام على أخطاء المعربين. (في الأبواب الأخيرة من الكتاب).

والله أعلم.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 10 - 06, 04:06 م]ـ

أحسن الله إليك مشرفنا العزيز!

رجعتُ إلى (مغني اللبيب) فوجدت ابن هشام قال هذا الكلام ثم عقب عليه بقوله:

((وممن قال بهذا الذي ذكرتُه الجرجاني وابن الحاجب في أماليه))

قلت: وهو قليلا ما ينسب الأقوال هكذا، وكأنه خشي أن يقال له ابتدعتَ في النحو (ابتسامة).

وأنا أرى - والله أعلم - أن المسألة اصطلاحية؛ لأن اعتراض ابن هشام على النحويين مبني على وصفهم للمفعول به بأنه ما كان موجودا قبل الفعل، وهذا يشبه أن يكون ضربا للمثال لا حدا!

وأما قولنا (رفع الله السماء) أو نحو ذلك فيبدو من كلام ابن هشام أنه مفعول به اتفاقا.

وبناء على ذلك فيبدو لي أن التفريق بين إعراب (خلق الله السماء) و (رفع الله السماء) غير موائم للغة العرب، ولو كان كذلك لقلنا في نحو قوله تعالى: {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون} إن (الكذب) مفعول مطلق! لأنه إنما صار كذبا بعد أن قالوه!

وكذلك {وتخلقون إفكا} لأنه صار إفكا بعد قولهم!

والخلاصة أن هذا القول من ابن هشام رحمه الله لا أراه يسير على مهيع كلام العرب، ولعلي أكون مخطئا، والله تعالى أعلم.

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[11 - 10 - 06, 06:02 م]ـ

مسألة طرحت من قبل هنا:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=34436

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 10 - 06, 06:07 م]ـ

أحسن الله إليك أخي الكريم

كنت قرأتُ كلامك النفيس هذا قديما، وأقول: أين وقفتُ على مثل هذا؟ ولكن لا أذكر الرابط

فجزاك الله خيرا على التذكير

ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[11 - 10 - 06, 06:34 م]ـ

شكر الله لكم إثراءكم المقال .. وجزاكم خيرا

وأقول بعد حمد الله تعالى

لم يغب عن ذهني مسألة الأشعرية أثناء هذا القول ..

لكني أرى هذا القول .. يدل على النباهة .. ويتضمن صيانة التوحيد .. من أدنى شائبة ..

ولايضيرنا أن يكون أول من ابتدأ قوله أشعري أو معتزلي ..

(انظر إعراب لا إله إلا الله للشيخ الجليل سفر الحوالي)

أما قول الله تعالى "وتخلقون إفكا" .. فالخلق هنا يعني تزعمون وتخترعون ..

أي تقولون قولا كاذبا .. وليس كمعنى الخلق الذي هو في حق الله تعالى ..

وبيانه كالآتي:-

هب أن رجلا كذب فقال: ضرب زيد عمْرا ..

فيقال في حقه: قال كذبا أو افترى كذبا .. لأن جملة (ضرب زيد عمرا) =كذب

فهو قال هذا الكذب .. فالمفعولية فيه واضحة ..

وحيث إن الكذب الإخبار بخلاف الحق .. فكل ما لم يكن حقا .. فهو كذب .. فلايقاس إذن على جملة خلق الله السماوات

ختاما .. أشكرك يا شيخ أبا مالك .. على ذكر سلف لي في منهجي:)

والله يهدينا .. للحق ويلزمنا به

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير