تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لا وجه لتعريف "غير"]

ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[21 - 08 - 06, 03:59 م]ـ

الحمد لله و الصلاة على رسول الله،

فمن يطالع الكتابات في الجرائد و المجلات، و يستمع إلى المداخلات في القنوات و الإذاعات، و يقف على المشاركات في اللقاءات و المنتديات فلا بد أن يصادف كلمة "غير" و قد دخل عليها زنيم! و أقصد بذلك "ال" التعريفية.

و قد وجدت كلاما للعلامة عبد الله كنون - عليه رحمة الله - حول هذا الخطأ الشائع، أنقله لإخواني في الملتقى لأهميته و نفاسته، يقول رحمه الله:

"فأما إدخال "ال" على غير فقد نص العلماء على أنها خطأ، لأنها لا تتعرف و لو بالإضافة و ذلك لشدة إبهامها، و أصلها أن تكون صفة لنكرة نحو "ارجعنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل"، أو لمعرفة قريبة من النكرة نحو "غير المغضوب عليهم"، لأن المعرف الجنسي قريب من النكرة، و بهذا يعلم أن تجويز إدخال "ال" على غير، بناء على أنه تعريف كتعريفها بالإضافة في نحو غيري و غيره ليس بصحيح.

و أما هل قولنا غيري فعل هذا أكثر تعريفا من قولنا: الغير فعل كذا؟ فيقال عليه صحيح أنه ليس أكثر تعريفا منه، بل و لا هو معرفة أصلا حتى ينظر في المفاضلة بينه و بين ما حمل عليه في التعريف، و إنما جاء ذلك من شدة إبهام غير، التي لا يتعين المراد بها.

نعم، ذهب ابن السراج إلى أن المغاير إذا كان واحدا تعرفت غير بإضافتها إليه، و به يقيد قول السيرافي، إذا وقعت غير بين متضادين تعرفت، أي بين متضادين لا ثالث لهما كقولنا: الحركة غير السكون و الزوج غير الفرد، بخلاف القيام غير القعود فإنها لا تتعرف لصدقها بالاتكاء و الاضطجاع و نحوهما.

و هذا كله في الإضافة، و أما "ال" فلا مورد لها هنا، لأنها إما للجنس و إما للعهد، و لا تحقق لأحدهما في دخولها على غير، فبقي أن إدخالها عليها خطأ تساهل فيه المتأخرون، و لم يقع من أحد من المتقدمين، و السجاعي و الهوريني كلاهما متأخر لا يحتج به."

ـ[أبو عدنان]ــــــــ[21 - 08 - 06, 04:33 م]ـ

بل وقع في تعبيرات بعض المتقدمين كأبي علي الفارسي ..

و ليس لذلك شاهد في العربية إلا أنها وقعت في استخدامات بعض أئمتها المتقدمين.

و الله أعلم.

ـ[الزقاق]ــــــــ[21 - 08 - 06, 04:34 م]ـ

شكرا سيدي على هذا النقل المفيد

ثم إن عندي ملاحظة و هي أن تعريف غير إنما قصد به في الغالب ترجمة مفردة فلسفية غربية هي " Autrui" بالفرنسية على سبيل المثال. و الذي صنع فيها أسلوب متبع لدي الفرنسيين وهو ما يمسى substantitf" وهو أن يجعل من الفعل أو الحرف اسما للدلالة على المصدرية أو الفاعلية وهو كأن تقول غايره مغايرة فهو غير أو هو الغير, فلا نكون قد عرفنا كلمة غير المبهمة بل قد اخترعنا مفردة جديدة.

هذا رأي و الله عز وجلَّ أعلم.

ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[21 - 08 - 06, 04:43 م]ـ

تعديل: الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله،

ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[21 - 08 - 06, 09:14 م]ـ

أخي الكريم الزقاق، أ لا ترى أن ترجمة Autrui هي "الآخر"؟ فلا داعي إذن إلى "اختراع" مفردة جديدة:) (ابتسامة)

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 12:21 ص]ـ

الكلام المنقول بأعلى فيه نظر، والله أعلم؛ فإن مسألة كون (غير) نكرة أو معرفة مسألة خلافية بين أهل العلم؛

قال ابن خالويه في إعراب ثلاثين سورة:

((و (غير) لا تكون عند المبرد إلا نكرة، وغيرُ المبرد يقول: تكون معرفة في حال ونكرة في حال)).

وكذلك دعواه بأنه لم يقع لأحد من المتقدمين فيه نظر أيضا؛

قال ابن المقفع في كليلة ودمنة - وهو متوفى سنة 145هـ

((ونفع النفس بضر الغير)).

وقال الإمام الشافعي رحمه الله في الرسالة - وهو متوفى سنة 150هـ:

((والتوسعة تشبه أن يكون الفضل في غيرها، إذ لم يؤمر بترك ذلك الغير)).

والمسألة معروفة من قديم، وقد منعها الحريري في درته، وخالفه ابن الحنبلي في سهم الألحاظ وغيره.

ـ[بن طاهر]ــــــــ[22 - 08 - 06, 01:56 ص]ـ

جزاكم الله خيرًا

قال ابن المقفع في كليلة ودمنة - وهو متوفى سنة 145هـ

((ونفع النفس بضر الغير)).

وقال الإمام الشافعي رحمه الله في الرسالة - وهو متوفى سنة 150هـ:

((والتوسعة تشبه أن يكون الفضل في غيرها، إذ لم يؤمر بترك ذلك الغير)).

(الغير) في هذه الأمثلة اسم - إن لم أكن مخطأً/مخطئً [ما هو الرّسم الصّحيح للهمزة هنا؟] لكن ماذا نقول إذا أردنا: (اهدنا الصّراط المستقيم غير/الغير المعوجّ)؟

هل يصحّ تعريف (غير) في هذا الموطن؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 02:09 ص]ـ

ينبغي أن نفرق بين قولنا (تعريف غير) و (إدخال الألف واللام على غير) حتى يكون الكلام منضبطا

فإني أرى أن اختلاف أهل العلم في تعريف (غير) لا يؤثر على المسألة؛

لأن الذين يذهبون إلى أنها لا تتعرف لا يفرقون بين إدخال (أل) عليها أو عدمها، فهي عندهم لا تتعرف بحال.

وعلى ذلك يتخرج الخلاف في (المستقيم غير المعوج) أو (المستقيم الغير المعوج).

والأول هو الأشهر في الكلام، ولكن أحيانا يلوح لي تفضيل الثاني حينما يلتبس الكلام بين الإخبار والوصف؛ لأن قولك (المستقيم غير المعوج) قد يفهم منه أنك تخبر عن (المستقيم) أنه (غير المعوج) بخلاف الجملة الثانية فالوصف واضح منها لدى السامع، والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير