ـ[محمد العياشي]ــــــــ[15 - 10 - 08, 08:13 م]ـ
أخي عبد الحميد بارك الله لك في هذا المجهود, و لقد استمعت لهذه المحاضرة و استمتعت بها و من الفوائد المهمة التي تطرق لها الأستاذ الشيخ محمد محمد أبو موسى مسألة قراءة الكتب لا لأخذ المادة العلمية فقط رغم أهميتها لكن لأستخلاص المنهج العلمي للمؤلف و ضرب بالمزني مثالا عند قراءته لرسالة الشافعي خمسمائة مرة, فالمزني قد استخرج المادة العلمية من الرسالة في قراءته الأولى أو الثانية أو حتى العاشرة, لكنه استغرق في القراءة لاستنباط مسلك الأمام الشافعي في تأسيس هذا العلم. فالشيخ ينادي بتكوين جيل لا يتوقف قفط عند المتون بل يغوص لفهم مناهج الأئمة في التأليف سيما المؤسسين للعلوم. و الله أعلم.
ـ[عبد الحميد الأثري الجزائري]ــــــــ[16 - 10 - 08, 10:09 ص]ـ
**أبو علي الفارسي يحكي أنّ شيخهم ابن السّراج قال لهم وهم تلاميذ: (إذا لم تفهموا كلامي فاحفظوه فإنكم إذا حفظتموه فهمتموه).
هذه الكلمة راقت أبا عليّ الفارسي فلمّا صار شيخا رواها لتلاميذه، و تلميذه أبو الفتح استحسن الكلمة وكتبها في كتابه.
**تعودنا عادة ضارة جدا وهي أننا نقرأ الكتاب من أجل أن نحصّل مادته العلمية، و بجوار هذه المادة العلمية أشياء لا تقلّ أهمية عن المادة العلمية.
تقرأ الكتاب وتبيّن مراد المصنّف –لهذا لا بد لك من أن تحسن القراءة-هذا مهم جدا لكن تركنا في الكتاب أشياء أجل — وسيفصل الشيخ في المسألة أكثر تأتيكم في الفائدة التي بعد هذه --.
**الكتب قسمان:
القسم الأوّل: كتب أوائل العلماء الذين أسسوا العلم ..
القسم الثاني: كتب المتأخرين الذين لخصوا العلوم وحرروها ونتقحوها.
أمّا كتب الأوائل الذين أسسوا العلوم فأنت تقرأ العلم بلغة من أنتج هذا العلم أمتع ما يمكن –من أمتع ما يمكن أن تقرأ الكتاب بلغة الذي أنتج هذه المادة العلمية-وهي كتب محدودة جدا منها كتاب الرسالة للشافعي كل ما في الرسالة من إنتاج عقل الشافعي،يقول أحمد شاكر رحمه الله:الشافعي من نعم الله على هذه الأمة.
كان هذا الرجل يأتي بالمعلوم وبجواره معلوم ليستخرج من بين المعلومين شيئا غير معلوم.
فإذا قرأت الرسالة لتحصل مادتها العلمية فقد خرجت بأقل ما في الرسالة لأنّ أجل ما في الرسالة هو عمل عقل الشافعي.
**مسألة إنتاج المعرفة أُلغيت من قاموسنا.
يتبع بارك الله فيكم ...
ـ[عبد الحميد الأثري الجزائري]ــــــــ[16 - 10 - 08, 10:11 ص]ـ
أخي عبد الحميد بارك الله لك في هذا المجهود, و لقد استمعت لهذه المحاضرة و استمتعت بها و من الفوائد المهمة التي تطرق لها الأستاذ الشيخ محمد محمد أبو موسى مسألة قراءة الكتب لا لأخذ المادة العلمية فقط رغم أهميتها لكن لأستخلاص المنهج العلمي للمؤلف و ضرب بالمزني مثالا عند قراءته لرسالة الشافعي خمسمائة مرة, فالمزني قد استخرج المادة العلمية من الرسالة في قراءته الأولى أو الثانية أو حتى العاشرة, لكنه استغرق في القراءة لاستنباط مسلك الأمام الشافعي في تأسيس هذا العلم. فالشيخ ينادي بتكوين جيل لا يتوقف قفط عند المتون بل يغوص لفهم مناهج الأئمة في التأليف سيما المؤسسين للعلوم. و الله أعلم.
الأخ محمد جزاك الله خيرا على ما تفضلت به، وأنتظر أخانا هاني ليضع ما خطته يمينه من درر الشيخ، وبقية الإخوة لتعم الفائدة.
ـ[عبد الحميد الأثري الجزائري]ــــــــ[17 - 10 - 08, 10:06 ص]ـ
**الرسالة تعلمني كيف كان ينتج هذا العالم هذا العلم، ولذلك المُزني قال: قرأت هذه الرسالة خمسمائة مرة، وفي كلّ مرّة أجد فيها شيئا لم أجده في المرّات السابقة.
المُزني كان يقرؤها ليتعلّم منهج الشافعي في الاستنباط ..
**الجَرْمي قال: بقيت مذ ثلاثون سنة وأنا أفتي من كتاب سيبويه، فلم يفهم النّاس هذا الكلام.
أبو جعفر الطبري سأل محمد بن يزيد المبرّد وقال له: الجرمي يقول كذا قال سمعته بأذني لأنّ ابن يزيد كان يأخذ عن الجرمي.
الجرمي صاحب حديث، وكتاب سيبويه يعلّم التفتيش والبحث والاستخراج والنظر والاستنباط، فالجرمي نقل هذا من كتاب سيبويه إلى الحديث فأمدّه الحديث بالفتوى كأنّه جرّد العقل الذي في كتاب سيبويه من المادة العلمية وأخذها ونقلها إلى علم آخر فأنتجت هناك معرفة جديدة.
¥