فجعلَه (منك)، وذكر في الحاشية أن الأصل (فيك).
معَ أن رواية (فيك) رواها جملةٌ من العلماء، كالسكري، والأنباري، والشنتمريِّ.
الأصلُ الثاني:
أن الروايات قد تتعدَّد؛ فلا يوجِب ذلك القدحَ فيها، وإبطالَها؛ وإنما تكونُ كلُّها صحيحةً، مقبولةً ما دامَ قد رواها العلماءُ الثقاتُ الذين كانوا في زمنِ الروايةِ، وكانَ لها وجهٌ سائغٌ يجوز حملُها عليهِ. فإن عرض لامرئ رأيٌ في شيءٍ منها يقضي بالتخطئة، فلا بدَّ له من أن يأتيَ ببرهانٍ يقدِّمه بين يديهِ؛ وإلا كانَ كلامُه مطَّرحًا غيرَ مقبولٍ كائنًا من كانَ. وإن كانَ لديه ما يرجِّح روايةً على روايةٍ لأسبابٍ من النظرِ تبدو له، فإنما حسبُه أن يقولَ: هذه الرواية أرجحُ من تلك، ويذكر أسبابَه. فأما تخطئتها، فتهوُّرٌ، وخطَلٌ. وإن كنتُ أعذِر السيِّد صقرًا بأنَّه لم يطَّلع على الروايات الأخرَى في مواضعها. أقول هذا لعلمي بأنه كانَ أجلَّ من أن يخطِّئ شيئًا صحيحًا ثابتًا، لما ذاعَ من علمِه، وفضلهِ، وغيرته على التراثِ، جزاه الله على ذلك خيرًا.ولكنَّني أعجبُ ممن يركب المستحيلَ، كي يبرِّئه من كلِّ ما يُتعقّب به عليه، أو على غيره، ويجعل لكلِّ تصرّف يعملُه حكمةً ومعنًى، ولكلِّ خطوةٍ يخطوها غرضًا ومقصدًا؛ فيكون أدرى بالسيد صقر من نفسِه حين دعا النقَّاد إلى أن يظهروه على أوهامه، ويُبدوا عن ملاحظاتهِم في تحقيقاتِه؛ ولكنَّ للاسم سلطانًا على القارئ يأخذ بحُجَز عقلِه عن الحقِّ، واتباعِه، وعن النظر في الأمور بالقسط. ورحمَ الله الرافعيَّ إذ يقول: (ثم رأيت بعد أن عزمَ الله لي كتابة هذا المقال أن أتركه بغير توقيع؛ وإن كنت أعلم أن أكثر من يقرءونه كذلك، سيخرجون من خاتمته كما لو كانوا أميين لم يقرءوا فاتحته؛ فإن الحكمة كلّها، والمعرفة بجميع طبقاتها، أصبحت في أحرف الأسماء؛ فإن قيل: كتاب لفلان ... قلنا: أين يباع؟ وإن كان من سقَط المتاع).
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[06 - 07 - 09, 11:04 م]ـ
قلتُ:
لم يفهم السيد صقر معنى الزيادة عند النحاة؛ فأنكر على الشيخ شاكر أن يضبطَ (شكل) بالضمِّ، معَ ادِّعائه زيادتَها
وأما ما ذكرَه السيد صقر يزعمُ أنه هو الصواب
تصرَف الأستاذ عبد السلام هارون في المتنِ اعتمادًا على فهمِه؛ فأفسدَ المعنَى، وقلبَه
!! أيُّها الناقد الأديب: اكسُ ألفاظك حُلَّة من الأدب!!
فحنانيك يا رجل، ما هكذا تورد الإبل
وجزاكم الله خيرًا
ـ[عبد الرحمن بن محمد السبيعي]ــــــــ[12 - 07 - 09, 04:07 م]ـ
باركَ اللهُ في عُلومِكَ يا أبا قُصَيّ، ولا يثنينّكَ عن قُذفاتِ الاجتِهادِ، وقولِ الحقّ، إنكارُ بعضِ المُقَلّدةِ عليكَ وكلامُ بعضِ المتعصبينَ للرجالِ، الذينَ يظنّونَ أنّ من بَلَغَ من العِلمِ مبلغاً كبيراً، فكلامه هو الحقَ لاغير، وكلامهُ التحقيقُ وغيره التخليطْ، وإنّ انكرَ على غيرِهِ فالمُنكَر عليهِ مُخطئ، وإن أنكرَ عليهِ غيره، فالمُنكِر المخطئ.
ولكن يا أستاذنا المُحقِّق، في ألفاظكَ نوعُ قسوةٍ، مِنْ مِثلِ قولِكَ:
(تصرَف الأستاذ عبد السلام هارون في المتنِ اعتمادًا على فهمِه؛ فأفسدَ المعنَى، وقلبَه)
هذا معَ أنّنا معكَ في النُّزوعِ إلى الاجتهادِ، وتركِ التقليدِ، وأنا أطالعُ ما تكتبُ هنا، وفي مُلتقى أهلِ اللغةِ، فأرى نفَسَ مُحقّق بارعٍ،وعَالمٍ في عُلومِ العربيّةِ، حفِظكم الله وباركَ فيكم.
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[21 - 07 - 09, 02:15 م]ـ
حبيبنا الفاضل / عبد الرحمن
أشكرُ لك لطفَك، وحسنَ ظنِّك.
دمتَ بأحسن حالٍ.
ـ[عبد الله بن عثمان]ــــــــ[23 - 07 - 09, 02:03 م]ـ
!! أيُّها الناقد الأديب: اكسُ ألفاظك حُلَّة من الأدب!!
فحنانيك يا رجل، ما هكذا تورد الإبل
وجزاكم الله خيرًا
بل هكذا تورد .. و شدة الشيخ - ابا قصي انما أتت من اعتقاده في نفسه انه على الحق و من ثَمَّ الدعوة الى الحق و درء الباطل بكل ما أوتي من قوة
فإن التعصب يعمي ... و هو ما جعلك ترى الشدة قسوة؟ و انما هي الغضبة للحق
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[24 - 07 - 09, 04:35 ص]ـ
يا عبدَ الله _يرحمك الله_ نحن نُرحب بالنقد لاسيما النقد العلمي البنَّاء الموثق والمقترن بالأدلة والبراهين ...
ولكن
¥