ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[28 - 07 - 09, 02:02 م]ـ
ولم أفهم ما الذي يحتاج لتوضيح في المشاركة الثانية ..
هل التجار والضيوف ونحوهم إذا دخلوا بنيانًا صاروا بدخولهم من أهل القرار والإقامة؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 03:27 م]ـ
إذن يفهم العربي من الآية أنه إن لقي يعقوبُ عليه السلام أحدًا ممن شهد الأمرَ خارجَ البنيان فسأله لم يكن ممتثلاً للطلب؛ فهم طلبوا سؤال من شهد بقيد عدم خروجه من البنيان.
هل هذا مقصودهم؟
أبناء يعقوب طلبوا منه أن يسأل من علموا هم أن له معرفة بالخبر وهم صنفان: من كانوا في القرية
ومن كانوا في العير ..
هذا هو مقصود المتكلم (أبناء يعقوب) بكلامهم الذي قالوه .. وأبوهم يمتثل طلبهم الذي عقله دلالته عنهم بأن يذهب للقرية فيسأل من فيها وأن يطلب العير فيسأل من كان فيها ..
وليس سؤالك فيمن كان في القرية وشهد الخبر هل يصلح أن يسأله يعقوب عن الخبر إن علم أنه كان فيها وقت الحدث وليس البحث في هذا = وإنما البحثُ في أمور ثلاثة:
الأول: هل مثل هذا الخارج كان مقصوداً لأبناء يعقوب حين تكلموا عمن كان في القرية ..
والجواب: لا.فتصديقهم الذي يريدون يتم بمجرد ما أحالوا عليه وهو أن يذهب يعقوب فيسأل من في القرية.
الثاني: لو سأل يعقوب بعض سكان القرية الذين شهدوا الخبر ثم ارتحلوا فسألهم حال ارتحالهم هل يكون سأل من هم من ناس القرية؟؟
الجواب: نعم يكون سأل من هم من ناس القرية.
الثالث: إذا خرج ناس القرية أو جماعة منهم فارتحلوا،هل يُطلق عليهم وقتها اسم القرية؟
والجواب لا: وإنما يقال هؤلاء المرتحلون هم أهل قرية كذا أو هم من سكان قرية كذا، ولا تقول العرب للقوم المرتحلين: قرية.
مثال: لو قلتُ لك اخضب فلاناً -وأريد اخضب شعره- ما اسم هذا التركيب؟
الجواب: اسمه استعمال اللفظ (فلان) للدلالة على بعض مسماه ..
طيب: هل يُقال للشعر وحده منفصلاً: فلان؟؟
الجواب: لا
طيب: لو وجدت شعر فلان مجموعاً ملقى فخضبته هل تكون قد خضبت شعر فلان
الجواب نعم ..
طيب هل يقال لخضابك لشعر فلان حال كون الشعر قد فصل عنه أنك خضبتَ فلان؟؟
الجواب: لا. وإنما يقال خضبتُ شعر رأس فلان
فأبناء يعقوب طلبوا منه أن يسأل القرية أي ناسها. وهذا التركيب استعمال للفظ للدلالة على جزء مسماه.
طيب هل يقال للناس وحدهم: قرية.
الجواب: لا.
طيب هل يقال لسؤاله للناس حال كونهم انفصلوا عن القرية (البناء المجتمع والناس) = أنك سألت القرية.؟؟
الجواب: لا.
طيب ماذا يقال:
يقال: سألتُ ناس قرية كذا .. كما يقال خضبتُ شعر فلان ولا يقال خضبتُ فلان ولا سألت القرية إلا حين يكون الشعر في الرأس على فلان وحين يكون الناس في القرية.
ـ[مصطفي ال جمعه]ــــــــ[28 - 07 - 09, 03:30 م]ـ
اين الشيخ عصام البشير وابو مالك العوضي حتي يدلو بدلوهم فان ابا فهر وبعض الاخوة في مناقشة جيدة
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 03:37 م]ـ
هل التجار والضيوف ونحوهم إذا دخلوا بنيانًا صاروا بدخولهم من أهل القرار والإقامة؟
لا.بل هم دخلوا على أهل قرار وإقامة في دور مجتمعة قارة فصاروا بدخولهم هذا من ناس القرية الذين يكونون فيها من غير أهلها،ولو دخلوا على غير أهل قرار وإقامة لصاروا من ناس القافلة الذين يكونون فيها من غير أصحابها، ولو دخل الضيف على بيت لم يجعله ذلك من أهل البيت ولكن يجعله ذلك من الناس الذين يكونون في البيت بحيث يدخل تحت قول القائل: يا من في البيت، ولا يدخل تحت قول القائل: يا أهل البيت.
فالقرية هي البنيان المجتمع والأرض والناس الذين في ذلك وعليه.
ثم أولئك الناس الذي يكونون في الدور وعلى الأرض منهم من هو من أهل القرية ومنهم من يكون فيها ممن هو من غير أهلها.
فحكم القرار والإقامة ثبت بوجود تلك الدور المجتمعة ومن فيها من أهلها الذين لا ينتقلون عنها ولا يرتحلون ارتحال البدو، ثم هم يدخل عليهم الضيوف والتجار ونحوهم فيكونون ممن هو في القرية لا من أهلها.
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[28 - 07 - 09, 11:38 م]ـ
الأول: هل مثل هذا الخارج كان مقصوداً لأبناء يعقوب حين تكلموا عمن كان في القرية ..
والجواب: لا.
* وما أدراك، بل إرادته أولى من غيره لما يأتي.
*وأما تعليلك بـ
فتصديقهم الذي يريدون يتم بمجرد ما أحالوا عليه وهو أن يذهب يعقوب فيسأل من في القرية.
فهذا إنما يقتضي جواز إرادة من في القرية، ولا يقتضي نفي جواز سواه، وإلا فلي أن أقول: لم يقصدوا من في القرية أصلاً؛ لأن تصديقهم الذي يريدونه يتم بمجرد سؤال العير.
* الأمر الآخر -وهو الأهم-: ذكرتَ في بداية الموضوع تعليلَك فساد كلام الأئمة بقولك:
ولو أرادوا أهل القرية = لكان الذين يشهدون لهم ويصدقوهم هم أهلها خاصة الذين ولدوا بها , وهم لم يريدوا ذلك , ولكن أرادوا أن كل من كان فيها يشهد لهم سواءٌ كان من أهل تلك القرية أو كان حاضراً بها من غيرهم.
فيُقال: ماذا لو قلتُ: لفظ القرية يشمل من خرج أيضًا، واستدللت بجنس كلامك قائلًا: لو اختص لفظ القرية بمن فيها فقط لكان الذين يشهدون لهم ويصدقونهم هم من بداخلها فقط، وهم لم يريدوا ذلك، ولكن أرادوا أن كل من حضر الأمر يشهد لهم سواء كان حالَ السؤال داخل القرية أو خارجها.
وحينئذ فليس ما زعمتَه من وضع اللفظ بأولى من زعمي، بل العكس.
بيان ذلك أنك ما زعمتَ بطلان تقدير الأهل إلا بلزوم التخصيص كما في شرطيتك المتصلة.
وما رفعتَ التالي وهو التخصيص إلا لمنافاته مقصود المتكلم.
"فمقصود المتكلم معتبر هنا"
وحينئذ يُقال: وأيضًا ما زعمتَه من الوضع تخصيص مناف لمقصود المتكلم.
بل يقال: ما أخرجتَه أنت أقرب لمقصود المتكلم؛ ذلك أني إذا قلتُ لك مثلاً وأنت في الشام: "ازدهرت التجارة في مصر ((مثلاً)) واسأل مصر -أي الناس- يخبروك" كان شمول مقصدي للمصري الذي سافر للشام أولى من شموله لمن قَدِم مصر ضيفًا.
والله أعلم.
¥