تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقول: هناك فريق من المعاصرين الذين قاموا باختصار وتحقيق كتاب الشمائل للترمذي مثل الأستاذ عزت عبيد الدعاس. وفي سنة 1950 طبع في مصر كتاب (المختصر في الشمائل) للأستاذ محمود سامي. وحديثاً اختصره وحققه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني. وهناك نسخة حديثة أيضاً بعنوان (الشمائل المحمدية) للترمذي وهو نفس الكتاب نشر كاملاً بتحقيق أبي الفوارس أحمد فريد المزيدي طبعة مكتبة التوفيقية بالقاهرة سنة 1418هـ وقد جمع الترمذي 397 حديثاً في شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وقسمها على 56 باباً. بدأ كتابه بباب (ما جاء في خلق النبي صلى الله عليه وسلم) وشمل أربعة عشر حديثا؛ يصف النبي صلى الله عليه وسلم؛ طوله، لون بشرته، وجهه شعره عليه الصلاة والسلام.

نختار أنموذجاً من ذلك وهو أول حديث استهل به كتابه: فقد ساق الترمذي بسنده إلى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير، ولا بالأبيض الأمهق، ولا بالآدم، ولا بالجعد القطط، ولا بالسبط، بعثه الله على رأس أربعين سنة، فأقام بمكة عشر سنين، وبالمدينة عشر سنين، وتوفاه الله على رأس ستين سنة، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء" (الشمائل المحمدية/ الترمذي/ تحقيق أبي الفوارس أحمد فريد المزيدي/التوفيقية/ القاهرة/ ص15) وفي باب (ما جاء في فراش النبي صلى الله عليه وسلم) ساق الترمذي بسنده عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: "إنما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه من أدم، حشوه ليف" (الشمائل/ ص225) وفي باب (ما جاء في خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم) حيث أنس رضي الله عنه: "خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي: أفٍّ قطُّ، وما قال لشئ صنعتُهُ لم صنعتَهُ، ولا لشئ تركتُه لم تركتَهُ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلُقاً، ولا مسستُ خزاً ولا حريراً ولا شيئاً كان ألين من كفّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممتُ مسكاً قطُّ، ولا عطراً كان أطيبَ من عَرَق رسول الله صلى الله عليه وسلم" (الشمائل/ ص237) ويفتح لنا الترمذي باباً آخر وهو (باب ما جاء في أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم) ويسوق بسنده عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ لي أسماءَ؛ أنا محمدٌ، وأنا أحمدُ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب، والعاقب الذي ليس بعده نبيٌّ" (الشمائل/ ص251) وفي بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما جاء في عيش رسول الله صلى الله عليه وسلم) حديث سماك بن حرب قال: سمعت النعمان بن بشير يقول: "ألستم في طعام وشراب ما شئتم؟ لقد رأيتُ نبيَّكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدَّقل ما يملأ بطنه" وحديث عائشة رضي الله عنها: "كنا آل محمد نمكث شهراً ما نستوقد بنار، إن هو إلا التمرُ والماءُ" (الشمائل/ ص253) ثم ندخل باب فراق الحبيب صلى الله عليه وسلم (باب ما جاء في وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم) ساق الترمذي بسنده إلى سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "آخرُ نظرة نظرتُها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كشف الستارة يوم الإثنين، فنظرت إلى وجهه كأنه ورقةُ مُصحف، والناس خلف أبي بكر، فأشار إلى الناس أن اثبتوا، وأبو بكر يؤمهم، وألقى السَّجْفَ، وتوفي من آخر ذذلك اليوم" (الشمائل/ ص263) ويختم الترمذي كتابه بأثر ساقه عن عبد الله بن المبارك قال: "إذا ابتُليتَ بالقضاء فعليك بالأثر" (الشمائل/ ص280) ثم يأتي إلى الحديث رقم 397وهو آخر حديث في كتاب الشمائل: عن ابن سيرين قال: "هذا الحديثُ دينٌ، فانظروا عمّن تأخذون دينكم" (الشمائل/ ص281) وفي تعليق على هذين الأثرين يقول الأستاذ سميح عباس: "هذا الأثران أخرجهما الترمذي ليختم بهما الكتاب وهذا شبيه بما فعل البخاري في صحيحه إذ ابتدأه بحديث إنما الإعمال بالنيات. والترمذي أراد أن ينبه القارئ إلى أن يتمسك بالأثر وأصحابه فلا يأخذ العلم أو الحديث إلا مسنداً، كما أن عليه أن يدقق في رجال الإسناد، فلا يأخذ إلا عن ثقة حافظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويترك الضعفاء والمتروكين والكذابين، لأنها تفسد عليه دينه، وقد أخرج الحاكم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير