تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حادثة بُغا الكبير مع بني نمير وغيرها من القبائل في نجد سنة 232هـ

ـ[أبو معطي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 04:20 ص]ـ

السلام عليكم

من المعروف لدى المتابعين للتاريخ النجدي القديم أن نجداً تعرضت للكثير من الأحداث التي سببت هجرة بعض القبائل منها بل وتغير الخارطة القبليّة فيها، ومن تلك الأحداث المهمة حادثة مسير القائد العسكري بُغا الكبير (وهو تركي الأصل) بأمر من الخليفة العباسي الواثق سنة 232هـ لقتال بني نمير وغيرها من القبائل في نجد بسبب شكوى من الشاعر (عمارة بن عُقيل بن بلال بن جرير الخطفي التميمي) للخليفة الواثق بعد امتداحه بقصيدة، ومن أشهر المصادر التي توسعت في تلك الحادثة تاريخ الطبري (تاريخ الرسل والملوك)، وإليكم ماساقه الإمام الطبري عن تلك الحادثة:


قال الإمام الطبري في تاريخه:

ثم دخلت سنة اثنتين وثلاثين ومائتين

ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث

ذكر الخبر عن مسير بغا الكبير إلى حرب بني نمير

فمن ذلك ما كان من مسير بغا الكبير إلى بني نمير حتى أوقع بهم
ذكر الخبر عن سبب مسيره إليهم وكيف كان الأمر بينه وبينهم: حدثي أحمد بن محمد بن مخلد بمعظم خبرهم؛ وذكر أنه كان مع بغا في ذلك السفر، وأما سياق الكلام فلغيره. وذكر أن سبب شخوص بُغا إلى بني نمير كان أن عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن الخطفي امتدح الواثق بقصيدة، فدخل عليه فأنشده إياها، فأمر له بثلاثين ألف درهم، وبنُزُل فكلم عمارة الواثق في بني نمير، وأخبره بعبثهم وفسادهم في الأرض، وإغارتهم على الناس وعلى اليمامة وما قرب منها؛ فكتب الواثق إلى بغا يأمره بحربهم

فذكر أحمد بن محمد أن بُغا لما أراد الشخوص من المدينة إليهم حمل معه محمد بن يوسف الجعفري دليلاً له على الطريق، فمضى نحو اليمامة يريدهم، فلقي منهم جماعة بموضع يقال له الشريف (في عالية نجد)؛ فحاربوه، فقتل بغا منهم نيفاً وخمسين رجلاً، وأسر نحواً من أربعين، ثم سار إلى حظيّان ثم سار إلى قرية لبني تميم من عمل اليمامة تدعى مرأة (مرات بالوشم)، فنزل بها، ثم تابع إليهم رسله، يعرض عليهم الأمان، ودعاهم إلى السمع والطاعة؛ وهم في ذلك يمتنعون عليه، ويشتمون رسله، ويتفلتون إلى حربه؛ حتى كان آخر من وجّه إليهم رجلين؛ أحدهما من بني عدي من تميم والآخر من بني نمير، فقتلوا التميمي وأثبتوا النميري جراحاً، فسار بغا إليهم من مرأة. وكان مسيره إليهم في أول صفر من سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، فورد بطن نخل، وسار حتى دخل نُخيلة وأرسل إليهم أن ائتوني، فاحتملت بنو ضبة من نمير، فركبت جبالها مياسر جبال السود - وهو جبل خلف اليمامة أكثر أهله باهلة - فأرسل إليهم فأبوا أن يأتوه، فأرسل إليهم سرية فلم تدركهم، فوجه سرايا، فأصابت فيهم وأسرت منهم. ثم إنه أتبعهم بجماعة من معه وهم نحو من ألف رجل سوى من تخلف في العسكر من الضعفاء والأتباع، فلقيهم وقد جمعوا له، وحشدوا لحربه؛ وهم يومئذ نحو ثلاثة آلاف، بموضع يقال له روضة الأبان وبطن السر من القرنين على مرحلتين، ومن أضاخ على مرحلة؛ فهزموا مقدمته، وكشفوا ميسرته، وقتلوا من أصحابه نحواً من مائة وعشرين أو مائة وثلاثين رجلاً، وعقروا من إبل عسكره نحواً من سبعمائة بعير ومائة دابة، وانتهبوا الأثقال وبعض ما كان مع بغا من الأموال

قال لي أحمد: لقيهم بُغا وهجم عليهم، وغلبه الليل، فجعل بُغا يناشدهم، ويدعوهم إلى الرجوع وإلى طاعة أمير المؤمنين، ويكلمهم بذلك محمد بن يوسف الجعفري، فجعلوا يقولون له: يا محمد بن يوسف، قد والله ولدناك فما رعيت حرمة الرحم، ثم جئتنا بهؤلاء العبيد والعلوج تقاتلنا بهم! والله لنرينك العبر، ونحو ذلك من القول

فلما دنا الصبح قال محمد بن يوسف لبُغا: أوقع بهم من قبل أن يضيء الصبح، فيروا قلة عددنا، فيجترئوا علينا، فأبى بُغا عليه؛ فلما أضاء الصبح ونظروا إلى عدد من مع بغا - وكانوا قد جعلوا رجّالتهم أمامهم وفرسانهم وراءهم ونعمهم ومواشيهم من ورائهم - حملوا علينا، فهزمونا حتى بلغت هزيمتنا معسكرنا، وأيقنّا بالهلكة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير