[الملك الأشرف خليل بن قلاوون.]
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[09 - 11 - 07, 09:19 ص]ـ
[] الأشرف خليل بن قلاوون
(666ـ 693هـ/ 1268ـ 1293م)
هو السلطان الملك الأشرف صلاح الدين خليل بن السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون الصالحي الألفي رحمهما الله، أحد أبرز سلاطين الأسرة القلاوونية المملوكية البحرية التي حكمت دولة المماليك العظمى أكثر من مئة قرن من الزمان.
ولد سنة 666هـ في مصر، و نشأ في كنف والده الأمير ثم السلطان قلاوون، حيث أجواء الحرب و الجهاد و القتال.
توليه السلطنة
عينه والده السلطان قلاوون ولياً لعهده، بعد وفاة أخيه الأكبر علاء الدين علي سنة 687هـ/ 1288م، و قد ناب عن والده أكثر من مرة في غيابه، وخاصة عندما حاصر قلاوون مدينة طرابلس عام 688هـ.
ثم تولى السلطان الأشرف خليل السلطنة في السابع و العشرين من ذي القعدة سنة 689هـ/ 1290م،، بعد وفاة أبيه قلاوون خلفاً لوالده، و ذكر المؤرخون أنه في هذه السنة تصدق بصدقات كثيرة.
فجدد له الأمراء والجند البيعة، وأخذ في ترتيب أمور مصر، فأبقى الأمير بدر الدين بيدرا المنصوري نائباً للسلطنة في مصر، و خلع فيها بالوزارة على الصاحب شمس الدين محمد بن السلعوس الدمشقي، وكان الأمير حسام الدين لاجين نائبه في دمشق ومن بعده علم الدين سنجر الشجاعي ثم عز الدين أيبك الحموي شمس الدين ابن السلعوس، كما أطلق الأمير زين الدين كتبغا ـ السلطان فيما بعد ـ و رد عليه أقطاعه ..
وقد سعى الأشرف خليل منذ توليه السلطة إلى فرض هيمنته الكاملة على شؤون الحكم والحد من تسلط أمراء المماليك، وتركت مساعيه هذه بصمات قوية على عهده القصير، فلم تكد قدم الأشرف خليل ترسخ في الملك حتى راح كبار الأمراء، الذين كان لهم باع طويل في عهد أبيه، يتآمرون عليه، فصادر أكثرهم وأقصاهم عن أعمالهم، وقتل بعضهم مثل حسام الدين طرنطاي، وسجن عدداً آخر منهم مثل شمس الدين سنقر الأشقر، وسيف الدين بن جرمك الناصري، وحسام الدين لاجين، وبدر الدين بَيْسَرى، وجمال الدين أقوش الأفرم المنصوري وغيرهم، وأطلق جماعة منهم بعد أن سجنهم.
صفاته:
كان الأشرف رحمه الله خليل ضخم الجثة حسن الهيئة، جليل المهابة، عالي الهمة، اشتهر بالشجاعة والإقدام حتى التهور، قليل التحرز والاحتياط، مولعاً بالحروب، يقول الحافظ الذهبي رحمه الله: ((لو طالت أيامه لأخذ العراق و غيرها، فإنه كان بطلاً شجاعاً، مقداماً مهيباً عالي الهمة يملاً العين و يرجف القلب.
رأيته مرات، و كان ضخماً على وجهه رونق الحسن و هيبة السلطنة، و كان شديد الوطأة قوي البطش، تخافه الملوك في أمصارها، و الوحوش العادية في آجامها.
و كانت له لذات، ولم أحسبه بلغ ثلاثين سنة، و لعل الله قد عفا عنه و أوجب له الجنة لكثرة جهاده و إنكائه بالكفار)).
و يقول ابن تغري بردي: ((كان الأشرف مفرط الشجاعة و الإقدام، و جمهور الناس على أنه أشجع ملوك الترك (المماليك) قديماً و حديثاً بلا مدافعة)).
و كان رحمه الله كريماً حتى التبذير، واهتم بالعمران وبتحصين مدن بلاد الشام بعد خروج الصليبيين منها، وهدم الحصون التي كان الفرنج يلوذون بها، كما جدد قلعة حلب بعد الخراب الذي أصابها من هولاكو، ورمم قلعتي دمشق وبعلبك وزاد فيهما، وبنى المسجد الجامع في طرابلس، وعدداً من المدارس والدور في دمشق والقاهرة، و منها المدرسة الأشرفية في القاهرة، وكان الملك الأشرف قد أنشأها سنة 687هـ/ 1288م عندما كان ولياً للعهد ثم أتم عمارتها وزخرفتها بعد أن تسلطن فنسبت إليه.
جهاده ضد الصليبيين
عزم السلطان الأشرف على تطهير الساحل المتوسطي الشامي من الصليبيين و تحرير بقية المدن التي يحتلونها إمتداداً لرحلة جهاد مقدسة طويلة قادها قبله عماد الدين زنكي و نور الدين محمود و صلاح الدين الأيوبي و الظاهر بيبرس و أبوه المنصور قلاوون.
فتح عكا و الساحل
¥