تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الموريسكيون فى إسبانيا وفى المنفى (عرض كتاب)]

ـ[جمال عبد الرحمن]ــــــــ[06 - 02 - 08, 11:27 م]ـ

أبدأ تقديم ترجمة هذا الكتاب بالحديث عن المؤلف: الدكتور ميكيل دى إيبالثا من الباحثين الذين تزخر باسمهم المراجع العلمية التى تتحدث عن الموريسكيين أو عن العلاقة بين إسبانيا والمغرب العربى (تونس بالتحديد) أو عن الإسلام بشكل عام والأندلسى على وجه الخصوص ومن هنا فهو على دراية بالثقافة الإسلامية وبآثار وجود الموريسكيين فى المغرب العربى، ويكتسب حديثه عن الموريسكيين فى المنفى أهمية كبيرة. ومنذ سنوات قام بترجمة القرآن الكريم إلى اللغة القطالونية، وحصل فى نفس العام على جائزة الدولة الإسبانية فى الترجمة. إذن فنحن أمام كتاب وضعه باحث ومترجم فى آن واحد، ولهذا نحسب أن ترجمة كتاب له أمر بالغ الحساسية وتحفه المخاطر. هذا الأمر له جانبان أحدهما إيجابى والآخر سلبى. الجانب الإيجابى هو أن المترجم سيعمل جهده حتى تكون الترجمة على أفضل وجه وبحيث لا تختصر شيئا. أما الجانب السلبى فهو أن المترجم لن يكون حر الحركة، وقد لا يستطيع الابتعاد عن أسلوب الكاتب حتى لو كان من الأفضل الابتعاد. على أية حال اجتهدنا قدر استطاعتنا فى الجمع بين دقة الترجمة والاقتراب من أسلوب الكاتب، وابتعدنا عنه حين كان الابتعاد يمثل ضرورة لغوية. أدركت هذه الصعوبة حين راسلت الدكتور إيبالثا للحصول على موافقته على ترجمة الكتاب وقد اشترط –وهذا حقه- أن يتعرف على المستوى العلمى للمترجم قبل الموافقة. وقد تطوع الزملاء الإسبان مشكورين بتقديمى إليه.

الكتاب ينقسم إلى جزأين: الجزء الأول يتحدث عن الموريسكيين خلال الفترة التى سبقت عام 1609، وأظن أن القارئ العربى أصبح بمقدوره الآن أن يطالع تفاصيل تلك الفترة فى أكثر من مصدر، وقد قام المجلس الأعلى للثقافة فى مصر بجهد مشكور فى نشر عدة دراسات خاصة بهذا الموضوع. أما الجزء الثانى فهو يتعلق بأخبار الموريسكيين بعد طردهم من إسبانيا وأعترف بأن هذا الجزء الثانى هو الذى دفعنى إلى ترجمة الكتاب، فنحن لا نكاد نرى شيئا منشورا عن هذا الموضوع فى كتب أخرى (أستثنى وضع المغرب، فقد نشر المجلس الأعلى للثقافة كتابا عن الموريسكيين فى المغرب للدكتور غوثالبيس بوستو، وكتابا آخر بعنوان الإسلام والغرب للزميلين جيرارد ويغرس وغارثيا أرينال، وأتمنى أن يصدر قريبا كتاب آخر عن إعادة تأسيس مدينة تطوان للدكتور بوستو)

الجزء الأول من الكتاب يتحدث عن وضع الموريسكيين فى إسبانيا قبل صدور قرار الطرد ويتعرض لدراسة مختلف جوانب القضية الموريسكية فيتحدث عن وضع المدجنين، أى المسلمين المقيمين فى مملكة يحكمها المسيحيون، فيقول إن المدجنين كانت تحكمهم لائحة تنظم أوضاعهم، وكانت هذه اللائحة تضمن لهم حرية العقيدة وتحدد مقدار الضرائب التى يدفعونها. كان مسلمو غرناطة بعد سقوط دولتهم يأملون في أن تطبق عليهم لائحة المدجنين، ولم يتفهموا أبدا أن يفرض التنصير الإجباري عليهم، خاصة أن الممالك الإسلامية فى إسبانيا كانت تسمح لغير المسلمين بممارسة شعائرهم الدينية.

يتحدث الكتاب فى الجزء الأول أيضا عن الأقاليم التى كان الموريسكيون يقيمون فيها وعن أعدادهم فى كل منطقة داخل إسبانيا ويذكر كيف أن حرب البشرات قد أدت إلى ترحيل مسلمى غرناطة إلى أقاليم أخرى. المهم هنا هو أن الكتاب يشير إلى وجود الموريسكيين فى أمريكا الجنوبية أو بلاد العالم الجديد – وإن كانت إشارة عابرة- وهو موضوع لا يزال فى حاجة إلى دراسة متأنية تعتمد على الوثائق.

يتناول الكتاب مسألة الوضع القانونى للمسلمين بعد صدور قرارات التنصير، وهنا يتوقف المؤلف طويلا ليعرض وجهة نظر السلطات الكنسية، فهى ترى أن المسلمين كفار ومن ثم يجب عليها أن تستخدم كل الوسائل فى سبيل تنصيرهم. كان التعذيب وسيلة من تلك الوسائل، وكانت السلطات ترى أن عدم المقاومة حتى الموت يعنى قبول المسلمين للتنصر، ومن ثم يجب أن يعاقبوا إن هم مارسوا شعائر الإسلام. يتحدث المؤلف عن عوامل أخرى داخلية أسهمت فى تأزم وضع الموريسكيين، ونلاحظ فى هذا الجزء أن المؤلف يكتفى بعرض وجهة نظر السلطات الإسبانية المسيحية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير