تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[العلامة الشيخ حسن حبنكة الميداني]

ـ[عبدالعزيزبن علال الحسني]ــــــــ[01 - 02 - 08, 09:31 م]ـ

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما

الشيخ حسن حبنكة الميداني عليه رحمة الله ورضوانه.

1ًـ مولده ونسبه:

ولد الشيخ رحمه الله في العام 1326 هجرية والموافق لعام 1908 ميلادية في دمشق في حيِّ الميدان، المعروف بأصالته العربية، وحبه للدين، ومحافظته على العادات والشيم الرفيعة. ويعود نسب الشيخ إلى عرب بني خالد، وهم قبيلة معروفة من قبائل العرب، ولها منازل في بادية حماة من أرض الشام.

نشأ الشيخ في أحضان عائلة تتصف بالاستقامة والصلاح، فوالده الحاج مرزوق عُرف بتدينه ومواظبته على الطاعات، وحب فعل الخير، والبر بوالديه وبخاصة والدته، التي كان لها الخادم البار في سنيِّ كبرها وعجزها، وكان مواظباً على العبادة في وقت السحر، ويخرج إلى صلاة الفجر مبكراً فيصلي ويجلس للذكر وتلاوة القرآن، وكان ذا رغبة صادقة في أن يكون ولده (حسن) عالماً.

وأما والدة الشيخ فهي الحاجة خديجة المصري، من قرية الكسوة جنوب دمشق، وهي من النساء الصالحات العفيفات، وقد توفيت أثناء عودتها من رحلة الحج عن طريق البحر، مع ابنها الشيخ حسن.

2ًـ نشأته وطلبه للعلم:

نشأ الشيخ منذ طفولته متوقد الذكاء، قوي الحافظة طموحاً، محباً للعلم والفضيلة والمجد، فتعلم في الكُتاب القراءة والكتابة والقرآن، ثم أرسله أبوه إلى مدرسة في أطراف دمشق، يشرف عليها الشيخ شريف اليعقوبي وكان أهل علم وصلاح، وبعد أن أنهى صفوف المدرسة عنده اتجه إلى أستاذ آخر، كان قد سمع به في حيِّه وهو الشيخ طالب هيكل، وكان له علم بشيء من النحو والصرف والفقه على مذهب الإمام الشافعي، فاستفاد منه في هذه العلوم، ثم تعرف على عالم آخر من المعروفين بالعلم والورع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو الشيخ عبد القادر الأشهب، فتلقى عنه أوسع مما تلقى عن شيخه السابق، لكن رغبته في العلم، وطموحه في التحصيل، كانا يدفعانه إلى المزيد من العلم، والجلوس بين يدي العلماء، لاسيما وقد سمع بكبار العلماء في قلب مدينة دمشق، فبدأ الاتصال بهم واحداً فواحداً، ليروي نهمه العلمي، وكان والده يشجعه على ذلك، وقد تكفل به وبأسرته، بعد أن زوجه في سن صغيرة في الخامسة عشر من عمره.

تابع الشيخ مسيرته العلمية، بكل همة واجتهاد ونشاط، ينهل من مختلف العلوم العربية والشرعية، وحتى بعض العلوم الكونية مثل الطب وعلم النبات، خصوصاً وقد أكرمه الله عز وجل بالتعرف على ثلة من جهابذة العلماء، كان في مقدمتهم الشيخ محمود العطار وهو فقيه حنفي وعالم متمكن، فتتلمذ على يديه سنين طوالاً، كما اتصل بالعلامة التقي الورع والأصولي والفقيه البارع، الشيخ أمين سويد رحمه الله تعالى ولازمه ملازمة طويلة، ثم التقى عالماً ضليعاَ بعلوم اللغة العربية لاسيما البلاغة والأدب وحسن صياغة النصوص والإنشاء هو الشيخ عبد القادر الاسكندراني رحمه الله الذي أفاده في هذه العلوم كثيراً، كما استفاد من عالم كردي متمكن في العلوم العقلية (المنطق والفلسفة وأصول الفقه) فقرأ عليه عدداً من الكتب في هذه العلوم، كما تتلمذ على الشيخ عطا الكسم مفتي الديار الشامية، فلازمه مدة سمع خلالها مسائل كثيرة من الفقه الحنفي، وأكرمه الله تبارك وتعالى بالاتصال بعلامة الشام وشيخ مشايخها الشيخ بدر الدين الحسني الذي أفرد له وقتاً خاصاً، ليقرأ عليه فيه واستمر ذلك حتى وفاة الشيخ بدر الدين رحمه الله تعالى فاستفاد من علمه وروحانيته الشيء الكثير.

هؤلاء هم أشهر الأساتذة والمشايخ، الذين تلقى عنهم، واغترف من غزير علومهم ومعارفهم واقتبس من أخلاقهم وصفاتهم، مع ما وهبه الله من عقل ذكي وبديهة حاضرة وحب شديد للمعرفة بحيث أصبح من خيرة العلماء علماً وعملاً ودعوة.

3ًـ مرحلة الدعوة والتعليم:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير