تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إسبانيا.

هناك قصة صغيرة تعلق بهذا الجانب الأخير، فحين وقعت حوادث الحادى عشر من سبتمبر 2001 فى أمريكا كنت فى مهمة عمل فى مدريد، ولمست بنفسى ذلك التغيير الهائل فى طريقة التعامل مع العربى أو المسلم أو الشرقى فى دول أوروبا. فى أعقاب ذلك الحادث لم يكن أحد فى وسائل الإعلام الغربية يجرؤ على معارضة الاتجاه العام السائد هناك: المسلم والإرهابى مترادفان. لم يخرج عن الإجماع فى إسبانيا إلا أديب عاش بين العرب والمسلمين وعرف عنهم الكثير. خرج خوان غويتيسولو عن الإجماع، وسبح ضد التيار، وقال فى شجاعة إنه من الخطأ الفادح أن تتخذ أمريكا ما حدث ذريعة للتغاضى عما يحدث للشعبين الفاسطينى والشيشانى، وإنه من الخطأ الفادح كذلك أن يقارن ياسر عرفات بأسامة بن لادن، وأن يستمر حصار الشعب العراقى، وقال إن الإرهاب ليس حكرا على من يعتنقون الدين الإسلامى، وإن هناك إرهابيين ليسوا مسلمين، وحذر أمريكا من الانتقام من دولة ما قد يثبت بعد ذلك أنها لا علاقة لها بما حدث. قال غويتيسولو كل ذلك بعد أسبوع واحد من حادثة سبتمبر. نعم لقد ردد هذا الكلام كثيرون فيما بعد، لكن البوح بذلك فى أوروبا وبعد أسبوع واحد كان شجاعة بكل المقاييس إن لم يكن تهورا.

أعود مرة أخرى إلى أحداث سبتمبر، فقد أسهمت بشكل أو بآخر فى تأخر ظهور هذا الكتاب. لقد أصبح الرعب يسيطر على الجميع فى أمريكا مما عرف باسم الجمرة الخبيثة، وكان كل خطاب صادر من دولة عربية أو إسلامية يفحص جيدا، وكان ذلك يؤدى إلى تأخر وصول الرسائل. لهذا كانت مراسلتى مع المؤلفة –التى كانت ولا تزال تقيم فى أمريكا- تمر عبر إسبانيا حتى لا تستغرق وقتا أطول.

أظن أن الجهد المبذول فى الترجمة ضئيل إذا ما قورن بأهمية الكتاب، خاصة وأن المؤلفة واحدة من أبرز المهتمين بالدراسات العربية فى إسبانيا، فقد نشرت –بالإضافة إلى هذا الكتاب- دراسات عن الأدب الألخميادو وعن الأشعار ذات الطابع الدينى التى كتبها مسلمو الأندلس، وعن كتاب السمرقندى، وعن مقدمة ابن خلدون، كما كتبت تعليقات حول كتابى ابن قزمان والموشحة وعروض الشعر الإسبانى لغارثيا غوميث، وحول كتاب ملحمة المغازى لغالميس دى فوينتيس، وحول دراسات عن الموريسكيين فى تونس لميكيل دى إيبالثا.

وفى النهاية أشكر المؤلفة على تعاونها الصادق وحرصها على أن يخرج هذا العمل فى أحسن صورة ومتابعتها المستمرة لمراحل نشر الكتاب، فبرغم بلوغها الثالثة والتسعين فهى تبارى الشباب من الباحثين من حيث المثابرة والرغبة فى الوصول إلى المعرفة. لا يفوتنى كذلك أن أتوجه بالشكر العميق إلى الصديق الكريم فيرناندو دى أغريدا الذى بذل من وقته وجهده الكثير حتى يخرج هذا العمل إلى حيز الوجود.

والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات.

جمال عبد الرحمن

مدريد-القاهرة سبتمبر 2001

ـ[نواف البيضاني العمري]ــــــــ[24 - 01 - 08, 05:00 م]ـ

ما شاء الله جهد جبار و أشكرك أخي على تصديك لترجمة هذا الكتاب الذي من مقدمتك أحسست بمدى قيمته العلمية لكل مهتم بأمر التارخ الأندلسي العريق، وقد شوقتني للبحث هن لقراءته ..

تحية اجلال وعرفان لك أخي الكريم ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير