وقال: (وقد قرأ عدة ختمات بقراءات على جماعة، وأما علم التفسير، والمعني، والإعراب، فقد صنف فيه كتابًا بالعربية والفارسية، وأما علم الفقه فقد شهرت فتاويه في البلد والرساتيق، بحيث لم ينكر أحدٌ شيئا من فتاويه في المذهب، وأصول الدين، والسنة.) (15)
قال الحافظ محمد بن أبي نصر اللفتواني في بعض أماليه: (شيخنا الحافظ إسماعيل إمام المائة الخامسة، أقام بأصبهان أكثر من ثلاثين سنة، قبل الخمسمائة، ونحو ذلك بعد الخمسمائة، يُعلّم الناس فنون العلم حتى صدروا عنه، بري نبوي الاسم والكنية، قرشي الحسب والنسب، من أولاد طلحة بن عبد الله، أستاذي الذي عليه قرأت، وفي حجره نشأت، ومن عشه درجت، وعلى يده تخرجت. كان يحلني محل الولد، والعضو من الجسد، إن قلت فيه أنه الشيباني في زمانه ما أنبأت إلا عن الصدق، أو ادعت أنه الثوري في أوانه ما تخطيت خطه الحق، جزاه الله عنا أفضل ما جزاه عالما من متعلم، ورحمنا وإياه) (16)
قال أبو موسى: أخبرنا أبو زكريا يحيى بن منده الحافظ إذْنًا في كتاب "الطبقات": (إسماعيل بن محمد الحافظ أبو القاسم، كان حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، مقبول القول، قليل الكلام، ليس في وقته مثله.) (17)
قال الدقاق في رسالته: (كان عديم النظير لا مثل له في وقته، كان ممن يُضرب به المثل في الصلاح والرشاد.)
وقال أبو طاهر السُّلفي: (كان فاضلا في العربية ومعرفة الرجال.)
وقال أبو عامر العبدري: (ما رأيت أحدًا قط مثل إسماعيل، ذاكرته فرأيته حافظًا للحديث، عارفًا بكل علم، متفننًا، استعجل علينا بالخروج.)
وقال أبو الحسين الطيوري: (ما قدم علينا من خراسان مثل إسماعيل بن محمد.) (18)
وقال أبو مسعود عبد الرحيم: (كنا نمضي مع أبي القاسم إلى بعض المشاهد، فإذا استيقظنا من الليل، رأيناه قائمًا يصلي.)
وقال أبو موسى المديني: سمعته (أي الحافظ إسماعيل) يقول: "أخطأ ابن خزيمة في حديث الصورة، ولا يُطعن عليه بذلك، بل لا يُؤخذ عنه هذا فحسب"، قال أبو موسى: أشار بذلك إلى أنه قلَّ من إمام إلا وله زلة، فإذا تُرك ذلك الإمام لأجل زلته، تُرك كثير من الأئمة، وهذا لا ينبغي أن يُفعل. (19)
مؤلفاته:
التفاسير:
- "الجامع" في ثلاثين مجلدًا.
- "الإيضاح في التفسير" في أربع مجلدات.
- "الموضح في التفسير" ثلاث مجلدات.
- "المعتمد في التفسير" في عشر مجلدات.
- "التفسير" باللسان الإصبهاني، عدة مجلدات.
كتب أخرى:
- إعراب القرآن (20)
- الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة. (21)
- الترغيب والترهيب.
- كتاب السنة في مُجلد.
- "سيرة السلف"، مجلد ضخم.
- "دلائل النبوة"، مُجلد.
- "المغازي"، مُجلد.
- شرح صحيح البخاري وشرح صحيح مسلم، كان قد صنّفهما ابنه فأتمّهما.
وغيرها (22)
وفاته:
مات سحر عيد الأضحى من سنة خمس وثلاثين وخمسمائة (535 هـ) بأصبهان. (23)
قال أبو موسى المديني: وصلى عليه أخوه أبو المَرْضِي، واجتمع في جنازته جمع لم أر مثلهم كثرة.
وقال ابن أخيه أبو جعفر محمد بن الحسن: حدثني أحمد الأسواري الذي تولّى غسل عمي، وكان ثقة، أنه أراد أن ينحي عن سوءته الخرقة لأجل الغسل، قال: فجبذها إسماعيل بيده وغطى فرجه، فقال الغاسل: أحياة بعد موت؟! (24)
أسرته:
والده: كان أبوه أبو جعفر صالحًا، ورعًا، عفيفًا، ديّنًا، قال أبو زكريا يحيى بن منده: لم نَرَ مثله في الديانة والأمانة في وقتنا، قرأ القرآن على أبي المظفر بن شبيب، وسمع من سعيد العيّار، ومات في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة (491 هـ). (25)
والدته: كانت من ذرية طلحة بن عبيد الله التيمي أحد العشرة رضي الله عنهم، وهي بنت أبي بكر محمد بن مُصعب. (26)
أخوه: أبو المرجا الحسين بن محمد الأصبهاني، البقّال. وُلد سنة تسع وستين وأربعمائة (469 هـ)، سمّعه أخوه من عبد الوهاب بن مندة وجماعة. روى عنه أبو سعد السمعاني، والحافظ أبو موسى المديني وقال: توفي في سابع ربيع الأول، ودُفن عند والده. وحجّ وسمع من رزق الله التميمي وغيره. توفي في حدود سنة أربعين وخمسمائة. (27)
زوجته: أم الضياء ست الجليل بنت أبي محمد بن الحسن، المعروف بالوركاني، الأديب من أهل أصبهان. امرأة صالحة ستيرة، من أهل الخير وبيت العلم، أحضرت مجلس أبي بكر بن ماجة، وقرأت عليه جزء لوين. (28)
¥