تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إعجاز القرآن والايمان بالواحد الديان" أية علاقة".]

ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[19 Aug 2010, 03:36 م]ـ

إعجاز القرآن والايمان بالواحد الديان

"أية علاقة".

تقديم:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين وبعد:

لا يخفى على كل من ألقى السمع والبصر، أو اطلع وتأمل ونظر، سواء في الكتاب المنظور، أو في الكتاب المسطور، أن خلق البشرية، وإرسال الرسل مع كتبهم، لم يكن عبثا، بل كان لحكم لا ندريها، وإن وصلنا إلى إدراك كنه بعضها.

ولعل من هذا البعض، تحقيق الايمان بالله الخالق، ومعرفة عظمته وقدرته.

فقد عاشت البشرية ردحا من الزمن، ومجموعة من المعارف والعلوم خافية عنها، إلى أن أذن الحق سبحانه ببزوغ عصر الاكتشافات العلمية والثورة التكنولوجية، لتعلن حقائق كبرى أوقعت العلماء في دهشة قل نظيرها.

حقائق برزت والصراع في موطن الظهور (بلاد الغرب) على أشده بين العلم والدين، صراع لم يعرف عند أهل الاسلام لإيمانهم بكل تطور وتقدم واكتشاف، ولدعوة كتابهم " القرآن" المطلقة إلى الاستفادة من النظر في الكتابين.

وقد قام بعض علماء الغرب- بعد أن سمعوا بما في القرآن من دلائل بينات على بعض ما توصلوا إليه من اكتشافات علمية –بدراسة القرآن، ليعلن الكثير منهم إسلامه، بعد أن استرشدوا بنصوص القرآن العلمية، واشتعلت جذوة الإيمان في قلوبهم داعية إياهم للعودة إلى فطرتهم التي خلقوا عليها، وليضعوا بكل صراحة اللوم الشديد على مفكري الاسلام بسبب تهاونهم في الدعوة الى هذا القرآن والى رب هذا القرآن.

من أجل بيان بعض هذا الأثر، تأتي هذه الورقات التي أخذت من آيات القرآن موردا ترده، فتصدر عن ذات ري، وهي في الوقت نفسه حريصة على أن تقدم للقارئ ما تظن أن في سطورها ما ليس مذكورا فيما وردته وصدرت عنه من مقالات أهل الاختصاص، ولولا هذا الظن الناشب بها ما كان لها أن تسفر وجهها للناظرين.

فما هي يا ترى العلاقة بين إعجاز القرآن والايمان بالواحد الديان؟.

وهل لهذا الإعجاز من أثر في تحقيق الايمان أو زيادته عند بني الانسان؟.

لمعرفة ذلك يجدر بنا ولو بعجالة أن نعرج على تعريف الإعجاز المقصود، وكذا مفهوم الاعجاز العلمي، فمفهوم الايمان.

أولا: تحديد المفاهيم:

1 - مفهوم الاعجاز: لن نطيل البحث عن المعنى اللغوي ولا الاصطلاحي لمفهوم الاعجاز، ولكن أقول وبإيجاز: بأن المعجزة مشتقة من العجز الذي يفيد الضعف وعدم القدرة على مضاهاة الشيء كما يفهم من تعريفات ابن منظور في اللسان [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)

وفي الاصطلاح: هي أمر خارق للعادة، داع إلى الخير والسعادة، مقرون بدعوى النبوة، قصد به إظهار صدق من ادعى أنه رسول من الله. ". [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2).

2- مفهوم الاعجاز العلمي: يأتي ارتباط الإعجاز بالعلم هنا، بما له علاقة بكتاب الله من الناحية العلمية، ولا أقصد به التفسير العلمي، بل أعني به: ما أخبر به القرآن من حقائق أثبتها العلم التجريبي وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول، وهذا مما يظهر صدق الرسول محمد فيما أخبر بهعن ربه سبحانه. [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)

3- مفهوم الايمان: هو كما عرفه النبي الأمين للملك جبريل حين جاء سائلا معلما فقال له: " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ". [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)

وايمان بهذه الشروط الست، هو الايمان بالغيب باختصار، ومن هذا الغيب، الايمان بالكتب، ومن الكتب القرآن الكريم، ومن آياته، آيات التأمل في الأنفس والآفاق.

حيث يلزم الانسانية أن تؤمن بهذا الكتاب بأنه من عند الواحد الأحد، وحتى يبقى هذا الغيب غيبا فعليا، جاء فيه من الآيات ما يدعو المتأمل فيها والباحث عن أسرارها الى الايمان برب ومنزل هذا القرآن.

ومن هذه الآيات ما يخاطب العقل دون غيره، إذ العقل مناط التكليف، والعقل خلق من خلق من خلق الله، ولكنه مؤهل بعد التأمل والاكتشاف والمقارنات والدراسة الى الوصول الى الحقائق الكونية التي أثبتها الله في كتابه المنظور، وأسس لوجودها في كتابه المسطور.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير