هذا السِّرُّ القرآنيُّ أينَ باحَ بهِ ابنُ القيمِ عليه رحمة الله .. ؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[02 Sep 2010, 06:58 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد:
فقد كنتُ أنعمُ بقراءةِ رسالةِ العلامة ابن القيم رح1 (التبوكيَّة) وبينا أنا أتفيأ ظلالها وأعبُّ زلالَها منقاداً لحُداء قلمهِ إذ بهِ يقدِّمُ بتشويقٍ إلى سر قرآنيٍّ في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) ثُمَّ يقولُ رح1 (واختَصَّت آيةُ النِّساءِ بالقيامِ بالقِسطِ والشَّهادةِ للهِ , وآيةُ المائدةِ بالقيامِ للهِ والشهادةِ بالقسطِ , لسِرٍّ عجيبٍ من أسرار القرآنِ ليسَ هذا موضعَ ذكرِهِ).
وحاولتُ أن أقفَ على موضعٍ ذكرَ فيه هذا السرَّ فلم أفلِحْ في ذلكَ , فهل وقفَ أحدٌ من الإخوةِ الأكارمِ على موضعِ ذكرهِ هذا السرَّ.؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Sep 2010, 07:29 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد:
فقد كنتُ أنعمُ بقراءةِ رسالةِ العلامة ابن القيم رح1 (التبوكيَّة) وبينا أنا أتفيأ ظلالها وأعبُّ زلالَها منقاداً لحُداء قلمهِ إذ بهِ يقدِّمُ بتشويقٍ إلى سر قرآنيٍّ في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) ثُمَّ يقولُ رح1 (واختَصَّت آيةُ النِّساءِ بالقيامِ بالقِسطِ والشَّهادةِ للهِ , وآيةُ المائدةِ بالقيامِ للهِ والشهادةِ بالقسطِ , لسِرٍّ عجيبٍ من أسرار القرآنِ ليسَ هذا موضعَ ذكرِهِ).
وحاولتُ أن أقفَ على موضعٍ ذكرَ فيه هذا السرَّ فلم أفلِحْ في ذلكَ , فهل وقفَ أحدٌ من الإخوةِ الأكارمِ على موضعِ ذكرهِ هذا السرَّ.؟
ربما والله أعلم أنه كان يريد أن ينبه إلى أن مثل هذه الأمور من تقديم في موضع وتأخير في موضع له حكمة ومعاني يجب أن يتنبه لها المتدبر وهذا كما لا يخفى على مثلكم قد بحثه أهل العلم في تفاسيرهم وغيرها من كتب علوم القرآن.
ولا أعتقد أن بن القيم يشير إلى موضع بعينه تكلم فيه عن هذا السر.
والله أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Sep 2010, 07:40 م]ـ
واسمح لي أخي محمود أن أقدم كلام بن عاشور رحمه الله تعالى فلربما هو ما كان يريد بن القيم رحمه الله الإشارة إليه.
قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) سورة المائدة (8)
قال بن عاشور:
" لمّا ذكّرهم بالنَعمة عقّب ذلك بطلب الشكر للمنعم والطاعة له، فأقبل على خطابهم بوصف الإيمان الذي هو منبع النعم الحاصلة لهم.
فالجملة استئناف نشأ عن ترقّب السامعين بعد تعداد النعم. وقد تقدّم نظير هذه الآية في سورة النساء، ولكن آية سورة النساء (135) تقول: {كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله} وما هنا بالعكس.
ووجه ذلك أنّ الآية الّتي في سورة النّساء وردت عقب آيات القضاء في الحقوق المبتدأة بقوله: {إنّا أنزلنا إليك الكتاب بالحقّ لتحكم بين النّاس بما أراك الله} [النساء: 105]، ثمّ تعرّضت لقضية بني أبيرق في قوله: {ولا تَكُن للخائنين خصيماً} [النساء: 105]، ثمّ أردفت بأحكام المعاملة بين الرّجال والنّساء، فكان الأهمّ فيها أمرَ العدل فالشهادةِ. فلذلك قدّم فيها {كونوا قوامين بالقسط شهداء لله} [النساء: 135]؛ فالقسط فيها هو العدل في القضاء، ولذلك عدّي إليه بالباء، إذ قال: {كونوا قوامين بالقسط} [النساء: 135].
وأمّا الآية الّتي نحن بصدد تفسيرها فهي واردة بعد التذكير بميثاق الله، فكان المقام الأوّل للحصّ على القيام لله، أي الوفاء له بعهودهم له، ولذلك عدّي قوله: {قوّامين} باللام. وإذ كان العهد شهادة أتبع قولُه: {قوّامين لله} بقوله: {شهداء بالقسط}، أي شهداء بالعدل شهادة لا حيف فيها، وأولَى شهادة بذلك شهادتهم لله تعالى. وقد حصل من مجموع الآيتين: وجوب القيام بالعدل، والشهادة به، ووجوب القيام لله، والشهادة له."