[لماذا لا نتأثر بالقرآن؟]
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[06 Sep 2010, 10:08 ص]ـ
[لماذا لا نتأثر بالقرآن؟]
الحلقة (1)
قال تعالى: (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر21].
سؤال نطرحه على أنفسنا عند تلاوتنا، أو سماعنا لكتاب الله، لماذا لا نتأثر بالقرآن؟
القرآن الذي كان بأيدي الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان ... هو القرآن الذي بين أيدينا اليوم.
لماذا هم يتأثرون بالقرآن، ونحن لا نتأثر؟
لماذا هم يعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه، ويقفون عند حدوده، ونحن في إعراض مستمر عن أحكامه، وتعاليمه، وتوجيهاته؟.
لماذا يبكون عند تلاوة القرآن، ونحن لا نبكي إلا من رحم الله؟
لو سألت أحداً منا اليوم:
ماذا استفدت من قراءتك للقرآن؟
لن يتعدى الجواب عند أحدنا: " للحصولِ على الثواب ".
وأنعم بها من فائدة ... ولكن أين العناية والاستفادة من معاني القرآن، وما تحمله من هداية واستقامة على دين الله، وأوامر الله:
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة185].
هدى، وبينات من الهدى والفرقان ....
(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) [الإسراء 9].
يهدي للتي هي أقوم ....
(مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) [طه2].
سعادة ...
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً) [الفرقان32].
تثبيت للقلوب ...
(وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [الزمر 27].
(نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ) [ق45].
ذكرى وموعظة ...
(لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر21].
خشوع لله، وتعظيم ...
فالواحد منا يقرأ القرآن، ويختم القرآن، ويجود القرآن، ويقرأه على عدة قراءات، ويفسره، دون أن تجد أثراً لهذه القراءة، وهذا التفسير في أفعاله وسلوكه ـ إلا من رحم الله ـ بل لو سألت أحداً منا عن الآيات التي أستوقفته وأثرت فيه وفي حياته، لا تجد عنده جواباً.
فهل القرآن نزل من أجل تجويده، وترتيله، وتفسيره، وطلب الثواب في قراءته فقط؟!!
لا، قيمة القرآن وبركته، تكمل في معانيه، في تدبره وتأمله، والعمل به، فما اللفظ وترتيله إلا وسيلةٌ في إدارك المعنى وتحصيله، وطلبِ الخشوع، و التأثرِ به ..
(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً) [النساء82].
(كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) [ص29].
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد24].
يتبع ...
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[06 Sep 2010, 10:10 ص]ـ
الحلقة (2)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ قدس الله روحه ـ في مقدمة أصول التفسير (ص 75): «ومن المعلوم أن كلَّ كلامٍ فالمقصودُ منه فهمُ معانيه دون مجردِ الفاظه، فالقرآنُ أولى بذلك» أهـ.
فالعبرةُ ليست بمقدار ما يقرأه الإنسان، بل بمقدار ما يستفيده.
فأين التأثيرُ من قراءة القرآن .. والله تعالى يقول:
(وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً) الآية [الرعد31].
¥