تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سورة الإنسان وتنظيم الحياة (موضوع مرشح)]

ـ[عصام العويد]ــــــــ[01 Aug 2010, 12:40 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

فهذه تأملات في (سورة الإنسان) طلب مني أخي المفسر الأديب الأريب د. عبدالرحمن الشهري

أن أضعها بين أيديكم، فما لمثلي مع مثله إلا الإجابة:

قال الإمام البخاري في صحيحه: باب تفسير سورة (الإنسان الدهر)

وهي مشهورة بهذين الاسمين في كثير من كتب الحديث والتفسير

فهي ـ والله أعلم ـ سورة الإنسان والزمن (الدهر)،

هي ترسم لنا منهجاً منظِماً لحياتنا وتذكرنا به (صبيحة كل جمعة)

فإذا أردت أن تخطط لحياتك لتحقق أعلى المكتسبات في أقل الأزمنة، فاعرف عن نفسك أربعة:

1 - امكاناتها، قدراتها، نقاط القوة والضعف فيها.

2 - ثم حدد نقطة النهاية (الغاية) قبل تحديد البداية.

3 - وسائلك الواجبة والمكملة، وضرورة تنوعها.

4 - التحديات والعوائق، وكيف تتغلب عليها؟

على هذه الركائز الأربع فيما يظهر لي تلتف آيات هذه السورة العظيمة

أما أولها: فقد بدأت به "الدهر" وخَتمت،

فهي حين استهلت تبين للإنسان كيف يختط "السبيل" بدأت بتعداد جوانب "الضعف" و "القوة" لديه،

فقبل أن تخطو في حياتك لأي أمر ذي بال، كان علمياً أو دعوياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً،

قبل أن تقول: "نعم" أو "لا"؛ أجب على هذا السؤال:

من أنت؟ ما قُدراتك؟ أين تكمن "قوتك" وأين يختبئ "ضعفك"؟ لابد لك من معرفة تامة بنفسك،

تأمل الضعف في:

1 - (لم يكن شيئاً) هو عدمٌ أوجدته (نا) العظمة في (إنا خلقنا).

2 - (من نطفة) (أمشاج) خليط من ماء الزوجين مع الدم.

3 - (نبتليه) هناك ابتلاء وبلوى تنتظره لم يُخير في وقوعها ولا في زمانها ومكانها وحالها.

أما القوة ففي:

(سميعاً بصيرا)، (هديناه السبيل) وضحنا له الطريق ورزقناه ما يستعين به على سلوكه.

بقي هل يستثمر جوانب قوته وينكسر لخالقه اعترافاً بضعفه، أم يعمى فيتكبر؟

(إما شاكرا وإما كفورا)

وخُتمت السورة بنفس المعنى،

تأكيد اجتماع الضعف والقوة في الإنسان، لكنّ قوته طارئةٌ موهوبةٌ،

للعبد مشيئة (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا)

لكنها تابعة لا مستقلة (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا)

يتبع الركيزة الثانية بمشيئة الكريم المنان،،

ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[01 Aug 2010, 04:12 م]ـ

فوائد طيبة جزاك الله خيرا ونفع بك

ـ[فيوض]ــــــــ[01 Aug 2010, 07:04 م]ـ

جزاكم المولى خيرا وبارك فيكم

ـ[إيمان]ــــــــ[01 Aug 2010, 11:51 م]ـ

جزاك الله خيراً يادكتور عصام على هذه الوقفات الإيمانية الرائعة، أسأل الله الفتاح أن يفتح عليك بالمزيد من التدبر والفهم للقرآن العظيم، وآمل أن تواصل عرض هذه الركائز القرآنية فنحن بإنتظارها لنتفيأ ظلالها قبل حلول شهر رمضان المبارك ..

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 Aug 2010, 12:40 ص]ـ

بعض الإخوة حين يقرأ هذه التأملات يظن أنها عفو الخاطر، وبحكم معرفتي بالشيخ عصام فإنني أؤكد وبقوة على أن ما يطرحه ههنا إنما هو بعد تأملات دامت عدة سنوات، بعضها قد يصل إلى عشر سنوات، فلا تستغربوا هذا الإبداع ـ وشهادتي في شيخي مجروحة ـ لكنني أحببتُ تسطير هذه الشهادة لله ثم للإخوة ليفيدوا ويسددوا، فهذا كتاب الله، وهو بحر لا ساحل له، وإذا كان العلم ـ كما قال شيخنا العثيمين رحمه الله في أول منظومته في القواعد الفقهية ـ:

وبعدُ فالعلم بحور زاخرة == لن يبلغ الكادح فيه آخره

فكيف بكلام الرب جل وعلا!!

أسأل الله تعالى أن يفتح على أخي وشقيق روحي أبي عبدالرحمن، وأن يبلغنا وإياه رمضان، ومغفرة الرحمن ...

سر، فنحن متابعون ومستفيدون.

ـ[عصام العويد]ــــــــ[02 Aug 2010, 06:17 ص]ـ

الركيزة الثانية: حدد نقطة النهاية (الغاية) قبل تحديد البداية

تأمل كيف انتقلت السورة من بيان أدوات القدرة (فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ)

إلى الغاية التي سيبلغها:

(إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (4) إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير