تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قراءة في آية .. " لا للاختلاف، نعم للتراحم".]

ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[24 Aug 2010, 01:27 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

يقول الله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون، ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات، وأولئك لهم عذاب عظيم". (آل عمران/103/ 105).

آية من آيات الله، يحث فيها الشارع الحكيم على التمسك بحبل الله والاعتصام به، المتمثل في القرآن ثم سنة النبي العدنان اعتمادا على بيان النبي صل1 في قوله: " إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا بم تخلفوني فيهما ". [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) وأكده ايضا صل1 بألفاظ متباينة: " تركت فيكم مالم تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله " [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2). وفي رواية بزيادة: " وعترتي ". [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3). وفي رواية (وسنتي). [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)

ولعله من نافلة القول التأكيد على خطورة آفة الاختلاف والفرقة، أو التأكيد على ما يجب فعله تجاه هذه الآفة، ولعل من أجمل ما قيل في الموضوع ما نقله الشاطبي في كتاب الاعتصام عن أحد العلماء قوله: " إن كل مسألة حدثت في الاسلام واختلف الناس فيها ولم يورث ذلك الاختلاف بينهم عداوة ولا بغضاء ولا فرقة، علمنا أنها من مسائل الاسلام، وكل مسألة حدثت وطرأت فأوجبت العداوة والبغضاء والتدابر والقطيعة علمنا أنها ليست من أمر الدين في شيء، وأنها التي عنى رسول الله صل1 بتفسير الاية: " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ". (الأنعام/ 159)

وقال أيضا:" وهو ظاهر في أن الاسلام يدعو الى الألفة والتحاب والتراحم والتعاطف، فكل رأي أدى إلى خلاف ذلك فخارج عن الدين ". [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)

وهذا ما جاء من أجله التشريع، ولكن ليستبين الأمر جيدا لا بأس من إعطاء بعض الإيضاحات حول هذه الآفة التي شتتت شمل الأمة ومزقتها شر ممزق.

فحال الأمة اليوم ينبئ عن بعد كبير عن حبل الله، وعن اعتصام قائم على غيره وليس به.

فقد فرط المسلمون في حبل الله وتشبتوا بحبال مقطوعة، فهوت بالأمة الى الفرقة والشتات، إن لم نقل الهلاك وقد قال النبي الكريم صل1:" لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا ". [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6).

فاختلاف الأمة – مع الأسف الشديد - بين واضح إذ لا تكاد تجتمع على أمر حتى تفترق، حتى شاعت فينا مقولة: " اتفقوا على أن لا يتفقوا ".

فهل إلى حل من سبيل؟، وهل يمكن للأمة أن تحلم أو تتخيل يوما ما تعود فيه إلى رشدها وتنبذ فيه الخلاف بينها وتهتدي الى طريق الاعتصام بحبل باريها؟.

لاستجلاء إمكانية ذلك من عدمه وجب الإقرار بأمر أساسي وهو أن الاختلاف بين بني الانسان عموما، وبين أهل الايمان خصوصا لا يمكن أن يزول وينقطع بالمرة، ولكن أيضا لا يمكن له –أي الاختلاف- أن يصمد أمام عزيمة الانسان المؤمن وقوة إيمانه بقدر ربه وحسن تطبيقه لشرعه، فإن كان ولا بد، فسيكون للتراحم أثناء الاختلاف أعظم الأثر في حسن تغيير القدر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير