[البشير الإبراهيمي: طريقة في التفسير حجبت المسلمين عن فهم كتاب الله]
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[05 Sep 2010, 08:33 ص]ـ
جاء في مذكرات الشيخ محمد الصالح الصديق حفظه الله -وهي تنشر في جريدة الشروق اليومية بالجزائر (وهي الحلقة 23) - وهذا الرابط: ( http://www.echoroukonline.com/ara/ramadan2010/rohaniat/essaddik/58876.html (http://www.echoroukonline.com/ara/ramadan2010/rohaniat/essaddik/58876.html))، وهو يتحدث عن سفره إلى جامع الزيتونة وحضوره لدرس في التفسير فيه، فقال متذكرا:
وكان مما استرعى انتباه الطالب محمد الصالح الصديق -يعني نفسه- اهتمام المفسّر بالقواعد العربية والتحليلات اللفظية إلى حدّ أن من يستمعه لا يخطر على باله أن الدرس في تفسير القرآن الكريم، وتذكّر ما قرأه للعلامة الأستاذ محمد البشير الإبراهيمي في مجلة الشهاب ج4 م14 جوان جويلية 1938 وهذا نصه:" لقد كنت ضيفا بتونس منذ سبع عشرة سنة، فقيل لي عن عالم من مشائخ جامع الزيتوية ومن أبعدهم صيتا في علم التدريس: إنه يقرئ التفسير، فشهدت يوما درسه لأكوّن فكرة عن دراسة التفسير في ذلك المعهد الجليل، وكنت معنيا بهذا البحث، وجلست إليه أكثر من نصف ساعة، فوالذي نفسي بيده ما سمعت منه كلمة واحدة عن الآية التي هي موضوع الدرس، ولا لمحت أمارة ولا إشارة تدل على أن الدرس في التفسير، وما كان كل الذي سمعت إلا حكاية لجدل عنيف، وتمثيلا لمعركة مستعرّة بين السيد الجرجاني وعبد الحكيم حول عبارة لعلها لمفسر من المفسرين الاصطلاحيين، ثم انقضت الحصة، وقام الطلبة المساكين يتعثرون تبدو عليهم سيماء التعب والملل والخيبة، وقمت أنا مستيقنا أن هذه الطريقة في التفسير هي أكبر الحجب التي حجبت المسلمين عن فهم كتاب الله، ثم زهدتهم فيه وصدّتهم عن موارده".
قال محمد الصالح الصديق حفظه الله معقبا: وقد قارن الطالب في الحال طريقة هذا العالم الزيتوني في التفسير بطريقة أستاذه العالم الأزهري الشيخ محمد الرزقي الشرفاوي الذي حضر بعض دروسه في التفسير في زاوية الشيخ عبد الرحمن اليلولي، حيث كان يتلو الآية، ثم يقدم قاموسها اللغوي، ثم يعرب ما يتوقف فهم معناه على إعرابه، ثم يذكر سبب نزول الآية ومكانتها في النسق ثم يغوص في معناها تدريجيا حتى ينتفع المبتدئ والمنتهي، ولا يترك بعدا من أبعادها الثقافية والاجتماعية والسياسية إلا وفتح الباب إليه وأضاء جوانبه!
وهي مذكرات مفيدة يحكي فيها الشيخ - وقد تجاوز عمره 80 سنة- مذكراته ابتداء بأمه وجده ووالده، وحفظه للقرآن وطلبه ودراسته، وشيوخه، ولقائه للشيخ عبد الحميد بن باديس وحضوره لمحاضرة للطيب العقبي وهو لم يتجاوز سن العاشرة، واجتهاده في حفظ المتون والعلم، وقساوة الاستدمار (الاستعمار) الفرنسي، ومحاربته للعلم والعلماء، وسفره لطلب العلم إلى الزيتونة بتونس وما تكبده من متاعب ومحن، ....
وما سبق من الحلقات موجودة في موقع جريدة الشروق (شروق أون لاين) على هذا الرابط:
http://www.echoroukonline.com/ara/ramadan2010/rohaniat/essaddik/index.1.html
ـ[لطفي الحسيني]ــــــــ[05 Oct 2010, 10:37 ص]ـ
صدق رحمة الله عليه،
مما أبعد المسلمين عن الفهم الصافي لكتاب الله فعلُ بعض المفسرين رحمهم الله وغفر لهم،
القرآن في الأصل كتاب هداية (((إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)))،
أما أن يحُشى بمسائل اللغة والمنطق والجدل والكلام والإسرائيليات ووو (أقصد المبالغة فيها لا ما كان معينا على الفهم)
كما قيل عن أحد التفاسير " فيه كل شيء إلا التفسير"!،
فهذا كما قال الشيخ يحجب المسلمين عن كتاب الله،
مع مراعاة الفارق بين العوام وطلبة العلم، وبين مقام الدراسة والتدبر،
والله أعلم